كتبت – هاجر هشام

أثارت قصة النجمة الصينية غاو ليو جدلاً واسعًا في الأوساط الطبية والإعلامية، بعد أن تحولت عملية تجميل بسيطة لأنفها إلى كارثة تركتها تعاني من تشوه دائم. سلطت هذه الواقعة، التي وثقها تحقيق "بي بي سي" بعنوان "اجعلني مثالية: صناعة الجمال في الصين"، الضوء على المخاطر المتنامية لصناعة التجميل المزدهرة في الصين، حيث تجرى ملايين العمليات سنويا وسط نقص حاد في الأطباء المؤهلين وضعف الرقابة.

قصة غاو ليو كارثة تجميلية تكشف مخاطر صناعة الجمال

في عام 2020، خضعت غاو ليو، نجمة شابة تعرف بأدوارها الدرامية، لعملية تجميل في الأنف بإحدى عيادات مدينة قوانغتشو، حيث أشرف على العملية الطبيب "خه مينغ"، المعروف بدوره البارز في الجراحة التجميلية، لكن ما بدا واعدًا تحول إلى كابوس، حيث بدأ طرف أنفها بالاسوداد نتيجة توقف تدفق الدم، مما تسبب في تعفن الأنسجة، ورغم نقلها إلى مستشفى متقدم وخضوعها لعمليتي ترميم، ظل التشوه واضحًا بعد أربع سنوات، مخلفًا ندوبًا جسدية ونفسية عميقة.

لماذا تتزايد العمليات التجميلية الفاشلة في الصين؟

تجرى في الصين أكثر من 20 مليون عملية تجميل سنويًا، معظمها لشابات دون الثلاثين، مدفوعات بمعايير جمال صارمة تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذا النمو السريع يواجه تحديات خطيرة، أبرزها نقص الأطباء المؤهلين، مما يؤدي إلى تزايد العمليات الفاشلة، وكشف التحقيق أن الطبيب "خه مينغ"، الذي تسبب في كارثة غاو ليو، سبق أن واجه ست عقوبات وتوقيفًا في 2021، لكنه عاد للعمل في عيادة أخرى، ما يعكس ضعف الرقابة على القطاع.

تأثير تطبيقات التجميل على سلامة النساء

وفي السياق ذاته، فقد تساهم تطبيقات مثل "SoYoung" و"GengMei"، التي تحلل صور المستخدمين وتوصي بعيادات تجميل، في تسهيل الوصول إلى الجراحات، لكنها تزيد من المخاطر بسبب غياب التقييم الدقيق للعيادات، كما يتزايد الطلب على عمليات غريبة، مثل تصغير المسافة بين الأنف والفم أو توسيع العينين لمحاكاة ملامح "طفولية" مستوحاة من الرسوم المتحركة، مما يعرض المزيد من النساء لمضاعفات طبية، حيث أثبتت دراسة عملية أن نصف الفتيات يعتزمن الخضوع لإجراءات تجميلية مهما كلف الأمر.

كيف أثرت معايير الجمال على حياة غاو ليو؟

أثارت قصة غاو ليو موجة تعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بتشديد الرقابة على صناعة التجميل، ويحذر التحقيق من أن غاو ليست الضحية الأولى ولن تكون الأخيرة، ما لم تعالج الفجوات في التشريعات وتأهيل الأطباء، وتعد هذه الواقعة جرس إنذار لإعادة تقييم معايير الجمال التي تكلف النساء أحيانًا سلامتهن، في بلد يضع المظهر فوق الأمان.