كتبت – هاجر هشام

في واقعة طبية استثنائية أثارت دهشة الأوساط الطبية، تم تشخيص جيمي بارتون، وهو شاب بريطاني يبلغ من العمر 29 عامًا من مدينة مانشستر، بحالة "الحمل الكاذب"، وهي متلازمة نادرة تعرف باسم "متلازمة كوفاد" (Couvade Syndrome)، تلك الحالة، التي تصيب عادة النساء أو الرجال المرتبطين عاطفيا بشريكات حوامل، ظهرت على جيمي بشكل غير مسبوق، دون وجود حمل فعلي في محيطه، مما جعلها لغزا طبيا مثيرا.

أعراض الحمل الكاذب عند الرجال

بدأت قصة جيمي، وهو عامل تقني، عندما لاحظ تغيرات جسدية مقلقة، شملت انتفاخ البطن، الغثيان الصباحي، والرغبة الملحة في تناول أطعمة معينة، مع تقلبات مزاجية حادة، والإحساس الغامض بـ"ركلات" داخل بطنه، وبعد زيارات متكررة للأطباء لاستبعاد مشكلات هضمية أو هرمونية، تمت إحالته إلى اختصاصي نفسي وجسدي في مستشفى مانشستر الجامعي، حيث كشف التشخيص عن إصابته بمتلازمة كوفاد، وهي حالة نفسية جسدية نادرة تُحاكي أعراض الحمل.

ما هي متلازمة كوفاد ولماذا أصابت جيمي بارتون؟

أوضح الدكتور مارك أندروز، الطبيب النفسي بالمستشفى، أن حالة الحمل الكاذب التي أصابت العامل البريطاني جيمي بارتون تعكس تفاعلاً معقدًا بين العقل والجسد، حيث شعر جيمي بأعراض حقيقية دون وجود جنين. 

وأشار إلى أن القلق المزمن، والاكتئاب الخفيف، واضطرابات هرمونية محتملة، مثل ارتفاع هرمون البرولاكتين أو انخفاض التستوستيرون، قد ساهمت في تفاقم الأعراض، ويعد ظهور هذه الحالة بدون شريكة حامل أمرًا نادرًا للغاية، إذ تسجل في أقل من 0.1% من الحالات عالميًا، وهذا وفقًا لدراسة في مجلة البحوث النفسية الجسدية.

كيف عالج جيمي حالة الحمل الكاذب النادرة؟

خضع جيمي لجلسات علاج سلوكي معرفي، مما ساعد على تحسين حالته تدريجيًا، حيث بدأت الأعراض الجسدية بالتراجع مع استقرار حالته النفسية، وهنا قرر جيمي مشاركة تجربته علنًا لزيادة الوعي بالصحة النفسية، قائلاً: "كنت أشعر بالحرج في البداية، لكن عندما علمت أن آخرين مروا بتجارب مشابهة، أردت إيصال رسالة مفادها أن العقل لا يقل أهمية عن الجسد"، ويهدف جيمي من خلال قصته إلى تسليط الضوء على أهمية فحص الصحة النفسية ومعالجة القلق والاكتئاب كجزء أساسي من الرعاية الصحية.

أهمية التوعية بالصحة النفسية في الحالات الطبية

تبرز حالة جيمي أهمية التعامل مع الاضطرابات النفسية الجسدية بجدية، حيث يمكن للعقل أن ينتج أعراض جسدية ملموسة حتى في غياب سبب عضوي، حيث يشير الأطباء إلى أن مثل هذه الحالات تتطلب نهجًا علاجيًا شاملاً يجمع بين العلاج النفسي والدعم الاجتماعي، وتعد هذه الواقعة دعوة لتعزيز البحث العلمي حول متلازمة كوفاد، خاصة في الحالات غير المرتبطة بالحمل، لفهم أسبابها وتطوير علاجات أكثر فعالية.