ترامب يتراجع خطوتين إلى الوراء: تهدئة مع الفيديرالي والصين لتفادي انفجار الأسواق - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يتراجع خطوتين إلى الوراء: تهدئة مع الفيديرالي والصين لتفادي انفجار الأسواق - تكنو بلس, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 07:21 مساءً

في تحول لافت في مسار سياسته الاقتصادية، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اثنتين من أبرز خطوات التصعيد التي اتخذها في الأشهر الأخيرة، وذلك في ظل تصاعد الضغوط داخل إدارته وتزايد القلق في الأسواق العالمية. الخطوة الأولى تمثلت في تليين موقفه حيال رئيس مجلس الاحتياطي الفيديرالي جيروم باول، والثانية في تراجع جزئي عن سياسات الرسوم الجمركية التصعيدية ضد الصين.

 

خفض لهجة التهديد حيال الفيدرالي ومرونة مفاجئة نحو الصين
بعد أسابيع من التلويح بإقالة جيروم باول، الذي وصفه علناً بـ"الخاسر الكبير"، عاد ترامب ليؤكد أنه لا يعتزم عزله، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام بالغت في تفسير تصريحاته. التوتر بين الطرفين بلغ ذروته حين انتقد باول سياسات ترامب التجارية، ولا سيما منها ما يتعلق بالرسوم الجمركية، وهو ما دفع ترامب حينها الى التلويح بعزله، رغم أن الإقالة من الناحية القانونية لا يمكن أن تتم إلا في حالات سوء السلوك أو عدم الكفاءة، وليس بسبب الخلافات السياسية.

 

في موازاة ذلك، شهد الموقف الأميركي حيال الصين مرونة غير معتادة. فقد كشفت تقارير صحافية أن إدارة ترامب بدأت تراجع قرارها السابق فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية، وسط مؤشرات على رغبة الطرفين في العودة إلى طاولة المفاوضات. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأميركية تدرس خفض الرسوم بنسبة تصل إلى النصف، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات مع بكين وتقليل الضغط على الأسواق وسلاسل الإمداد.

 

 

الرئيس الأميركي والرئيس الصيني (وكالات)

الرئيس الأميركي والرئيس الصيني (وكالات)

 

وفي تصريحات مباشرة، أقر ترامب أن نسبة الرسوم البالغة 145% مرتفعة للغاية، وأكد أنها ستنخفض بشكل كبير، وإن لم تُلغَ تماماً. هذا التراجع تزامن مع إشارات من الطرفين عن استعداد للدخول في مفاوضات جديدة، مع تمسك الصين بعدم التفاوض تحت الضغط. وأبدت بكين استعداداً للحوار من دون أن تقدّم تنازلات مسبقة، مؤكدة أن موقفها من الحرب التجارية واضح: "لسنا دعاة قتال، لكننا لا نخافه، وإذا تفاوضنا، فباب الحوار مفتوح على مصراعيه".

اقرأ أيضا: الصين تدرس إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية

 

ترامب يتراجع تكتيكياً بدفع من "العقلاء"
يرى جو يرق، رئيس قسم الأسواق العالمية - Cedra Markets، في حديث الى "النهار" أن "ترامب اتخذ هاتين الخطوتين بهدف تهدئة الأسواق، بعدما لمس ردود فعل سلبية للغاية على تصعيده في ملفي الفيديرالي والصين. فإعلانه عن إمكان خفض الرسوم الجمركية يعكس مرونة لم تكن معهودة، خصوصاً أنه كان أول من أشعل فتيل الحرب التجارية، ويبدو الآن أول من يتراجع فيها".

 

كما أن تصريحه عن عدم رغبته في إقالة جيروم باول جاء نتيجة تدخل الشخصيات "العاقلة" في إدارته، يقول يرق، وعلى رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين، الذي يراقب عن كثب سوق السندات التي تتأثر في شدة بأي قرارات متهورة من الرئيس. ويضيف يرق أن "الدين العام الأميركي ووتيرته المتصاعدة يشكّلان مصدر القلق الحقيقي، وهو ما يدفع الإدارة الى محاولة تفادي أي صدمة مالية إضافية".

 

تأثيرات مباشرة على الأسواق
هذا التراجع المزدوج من ترامب انعكس سريعاً على الأسواق العالمية:
• أسعار الذهب التي كانت قد ارتفعت في ظل التوتر، بدأت تتراجع مع مؤشرات التهدئة، كون الذهب يُعتبر ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.
• الأسهم الأميركية شهدت ارتفاعاً طفيفاً بعد التطمينات الرئاسية، إذ رحبت الأسواق بإشارات الاستقرار، ولو موقتاً.
• الدولار الأميركي شهد تذبذباً، بين ضعف ناجم عن احتمال خفض الفائدة، وقوة مدعومة من تحسن معنويات المستثمرين.
• أسواق السندات تفاعلت إيجاباً، خصوصاً مع التراجع عن الخطاب التصعيدي الذي أثار القلق من ركود اقتصادي وشيك.

 

رأي

باولا عطية

ترامب في مواجهة "الفيديرالي" من سيربح؟ وما الضريبة التي سيدفعها الاقتصاد الأميركي؟

الصدام بين ترامب وباول أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، وهي من الركائز الأساسية للاقتصاد الأميركي. وقد حذر عدد من مسؤولي "الفيديرالي"، أبرزهم أوستن غولسبي، من التدخل السياسي، في حين شدد باول على أن استقلالية البنك "مسألة قانونية" وأنه لن يغادر منصبه قبل انتهاء ولايته.

 

في المحصلة، يظهر أن إدارة ترامب بدأت تعي أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وهو ما دفع الرئيس إلى التراجع خطوتين إلى الوراء: واحدة باتجاه الاحتياطي الفيديرالي، والأخرى نحو الصين. والسؤال الذي يبقى مطروحاً: هل هذه مجرد تهدئة موقتة أم بداية تحول استراتيجي في نهج ترامب الاقتصادي؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق