كشف جراح الأعصاب رودولفو بينفينوتي، الطبيب المعالج لأسطورة كرة القدم دييجو أرماندو مارادونا، كواليس الساعات الأخيرة في حياة أيقونة منتخب الأرجنتين، وذلك في ظل المحاكمة الجارية حاليًا من أجل فك شفرة وفاة قائد البيسيليستي، مع تصاعد الشبهات حول تورط الفريق الطبي في جريمة القتل المتعمد.

اقرأ أيضاً | حارس النصر: نأمل حسم مواجهة يوكوهاما دون اللجوء لركلات الترجيح

وعاد رحيل دييجو أرماندو مارادونا ليتصدر المشهد مجددًا بعد نحو 54 شهرًا من الرحيل المفاجئ، على خلفية الجدل الدائر حول وجود شبهات جنائية وراء وفاة «البيلوسا» في منزل خاص بضاحية تيجري في بوينوس آيرس، والتي وصفتها النيابة الأرجنتينية بـ«مسرحية الرعب».

وكانت حالة من الحزن خيمت على أرجاء العالم في وداع الأسطورة؛ الذي قاد الأرجنتين إلى حصد لقب المونديال قبل 38 عامًا؛ منذ رحل عن عالمنا في نوفمبر 2020 عن عمر يناهز 60 عامًا، بعدما خضع لجراحة دقيقة في المخ، قبل أن يتعرض لسكتة قلبية، دون أن تكلل محاولات إنقاذه بالنجاح.

وصاحب رحيل مارادونا سيناريوهات مثيرة حول أسباب الوفاة، حيث جرت تحقيقات موسعة في مخالفات محتملة في علاج الأسطورة الأرجنتيني، في منزله بإحدى المناطق السكنية التي تتمتع بالحراسة في شمال بوينس أيريس خلال الأسبوعين الأخيرين من حياته، بعد إزالة جلطة دموية في الدماغ بواسطة جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي وأطباء آخرين، قبل أن يرحل على نحو مفاجئ.

مارادونا مريض صعب المراس

وأوضح جراح الأعصاب رودولفو بينفينوتي، في شهادة مطولة أمام المحكمة، أنه عانى من أجل إقناع مارادونا بإجراء فحص بالأشعة المقطعية مسبقًا من أجل الوقوف على تطورات الحالة الصحية، معقبًا: «لقد كان مريضًا صعب المراس جدًا، باختصار متمرد على كل شيء».

وأضاف بينفينوتي: «أراد مارادونا مغادرة المستشفى في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، وأنه لن يقبل بأي إجراء سوى الرعاية المنزلية، على الرغم من أن حالة الأسطورة الأرجنتيني كانت تتطلب تقييمًا طبيًا يوميًا»، إلا أن تلك المتابعة الدقيقة لم تحدث.

مارادونا يتصدر المشهد من جديد

وبعد سلسلة من التحقيقات، خلصت السلطات القضائية الأرجنتينية إلى اتهام 7 عناصر من طاقم دييجو مارادونا الطبي بتهمة القتل العمد، حيث تتضمن الواقعة ظروفًا مشددة ظهرت في نهاية التحقيق في وفاة أسطورة كرة القدم في أواخر عام 2020.

ويمثل أمام المحكمة بتهمة احتمال القتل العمد في «مسرحية الرعب» لبطل العالم رفقة الأرجنتين في مونديال 1986، جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، الطبيبة النفسية أجوستينا كوساتشوف، المعالج النفسي كارلوس دياس، المنسقة الطبية نانسي فورليني، منسق الممرضين ماريانو بيروني، الطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا، الممرض ريكاردو ألميرو، على إيقاع اتهامات قد تصل عقوباتها إلى السجن ما بين 8 سنوات و25 سنة.

مارادونا.. مسيرة أسطورية ورحيل مفاجئ

ورحل مارادونا عن عالمنا في 25 نوفمبر 2020، حيث صنع الأسطورة الراحل مجدًا لمنتخب بلاده بعدما قاده لنهائي كأس العالم مرتين؛ كانت الأولى في 1986 بالمكسيك عندما قاد الفريق للتتويج بلقبه الثاني، وكانت المرة الثانية في النسخة التالية مباشرة بإيطاليا عام 1990؛ لكنه خسر النهائي أمام ألمانيا.

وغيّر مارادونا تاريخ نادي نابولي الإيطالي تمامًا؛ حيث قاده للقب الدوري الإيطالي في 1987 و1990، وما زال هذان اللقبان هما كل رصيد أبناء الجنوب في الكالتشيو حتى الآن، كما قاد الآزوري لحصد اللقب الأوروبي الوحيد حتى الآن، لحساب كأس الاتحاد القاري.

ولعب مارادونا خلال مسيرته أيضًا لفريق بوكا جونيورز وفاز معه بلقب الدوري الأرجنتيني في 1981 قبل شد الرحال صوب برشلونة الإسباني، إلا أن حياة الأرجنتيني لم تكن على وتيرة واحدة؛ حيث أعقبت هذا النجاح فترة عصيبة بعدما سقط عام 1991 في اختبار المنشطات حيث تبين تعاطيه مادة الكوكايين المخدرة وتلقى عقوبة الإيقاف لمدة 15 شهرًا.