كتب – محمود كمال

بعد مرور قرابة عام على وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حركة طالبان الأفغانية بأنها حليف في مكافحة الإرهاب قررت موسكو رفع حظر دام عقدين على الحركة بهدف تعزيز العلاقات مع كابول لمكافحة العدو المشترك تنظيم داعش.

ةأكد جون هيربست المدير الأول لمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي لبلومبرغ أن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة نظرا لتصريحات بوتين حول التعاون المتزايد مع طالبان في محاربة الإرهاب.

وأضاف أن هذه الخطوة تستهدف تحديدا داعش، الذي تبنى الهجوم الإرهابي الدموي على مبنى بلدية كروكس في مارس 2024.

وأشار فيض الله جلال المحلل السياسي الأفغاني والناشط في مجال حقوق الإنسان إلى أن هذا القرار سيفتح الباب أمام الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان التي عانت من العزلة الدولية منذ استيلائها على السلطة في أفغانستان قبل نحو أربع سنوات.

وعلى الرغم من أن الحكومة لم تُعترف بها دوليا بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية الأربعاء الماضي عن موافقة روسيا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان في موسكو إلى مستوى سفير.

وقالت بلومبرغ إن التقارب الروسي البطيء مع طالبان يعكس وجود مصالح متبادلة بين الطرفين إذ ترى روسيا في هذا التقارب وسيلة لحماية نفسها من تهديدات الإرهاب في الداخل وفي منطقة آسيا الوسطى بينما تأمل طالبان في كسب الشرعية الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم الاقتصاد الأفغاني.

وقام سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويغو بزيارة نادرة إلى كابول في نوفمبر الماضي، حيث التقى مع كبار المسؤولين الأفغان.

وتعتبر روسيا من الدول القليلة، مثل الصين التي رحبت بدبلوماسيين من طالبان في عاصمتها.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيانها أن هدف موسكو هو بناء علاقات مفيدة للطرفين مع أفغانستان في جميع المجالات بما في ذلك مكافحة الإرهاب والمخدرات.

وحسب بلومبرغ تعمل عدة منظمات إرهابية انطلاقًا من أفغانستان، لكن أكبر تهديد في الداخل والخارج يبقى تنظيم داعش في خراسان الذي يعد فرعا إقليميا لتنظيم داعش.

وتبنى التنظيم الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 137 شخصا في روسيا العام الماضي، حيث يقدر عدد أعضاء داعش في خراسان بين 2000 و5000 عضو وقد وصف المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب الجماعة بأنها واحدة من أشد فروع داعش فتكا.