أثار الإعلان عن مبادرة سياسية جديدة تركز على إجراء انتخابات برلمانية فقط، موجة من الجدل والانقسام داخل ليبيا، في ظل استمرار الخلافات بين حكومتي الشرق والغرب، وتعثر المساعي الدولية لتحقيق توافق شامل حول خارطة طريق تنهي حالة الانقسام التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد.

مبادرة سياسية جديدة في ليبيا

وبحسب وسائل إعلام ليبيل فقد تبنّى أكثر من 300 شخصية سياسية وأكاديمية، من بينهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، مبادرة جديدة دعت إلى خارطة طريق ترتكز على أربع خطوات أساسية.

تبدأ  المبادرة بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة لتشكيل برلمان شرعي، يليها تشكيل حكومة وطنية ذات كفاءة ونزاهة، واستكمال المسار الدستوري عبر استفتاء شعبي على مشروع دستور 2017، ثم تنظيم انتخابات وطنية شاملة.

تحذيرات من استمرار الانقسام السياسي في ليبيا

وحذّرت النخب السياسية من أن استمرار بعض الأطراف في تعطيل العملية السياسية يهدد وحدة البلاد ويقوّض الاستقرار، مؤكدة أن إنهاء الفترات الانتقالية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر التزام وطني صادق يضمن إشراك جميع مكونات المجتمع في صياغة مستقبل البلاد.

وأكد السياسي محمد المزوغي في تغريدة عبر منصة إكس أن تشكيل حكومة موحدة جديدة هو “ضرورة وطنية ملحة”، داعياً إلى أن تكون هذه الحكومة شاملة وتمثل كل أطياف الشعب الليبي، وأن تتولى قيادة المرحلة الانتقالية نحو الاستقرار تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة تعكس إرادة الليبيين وتعيد بناء مؤسسات الدولة.

ليبيا والسيناريو اللبناني

في السياق ذاته، كشف عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة أن هناك تقارباً بين مجلسي النواب والدولة حول إجراء انتخابات برلمانية، مشيراً إلى وجود اتفاق ضمني على تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد الاستفتاء على الدستور، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتكرار النموذج اللبناني في ليبيا عبر الإبقاء على الدولة من دون رئيس لفترة انتقالية غير محددة.

المجتمع الدولي يدعو إلى تسريع العملية الانتخابية في ليبيا

تأتي هذه التطورات وسط جهود أممية وإفريقية وأوروبية متعثرة تهدف إلى صياغة خارطة طريق تفضي إلى انتخابات شاملة تُنهي الانقسام القائم.

وكانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، قد شددت على أن جميع المؤسسات في ليبيا تجاوزت ولاياتها الشرعية، مشيرة إلى أن إجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة ذات تفويض شعبي أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل.

وأكدت تيتيه أن الانقسام لا يكمن في الهدف، بل في آليات الوصول إليه، حيث تتمسك الأطراف الغربية بضرورة إنهاء القضايا الدستورية أولاً، بينما يدعو الشرق إلى تشكيل حكومة موحدة تسبق الانتخابات.

مواقف متغيرة داخل البرلمان الليبي

من جانبه، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، بإجراء انتخابات برلمانية عاجلة “لاستعادة الشرعية ووحدة البلاد”، في تحول ملحوظ عن المواقف السابقة التي كانت تشترط إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، وهو ما كان سبباً في عرقلة التوافقات مع القوى السياسية في المنطقة الغربية.

دعوات لتشكيل لجنة حوار سياسي تمثل الأحزاب

وفي ظل هذه التجاذبات، دعت عدة تيارات وتكتلات سياسية إلى تشكيل لجنة حوار وطني تمثل الأحزاب والقوى السياسية، تكون مهمتها الأساسية وضع آلية لتشكيل حكومة موحدة تبسط سلطتها على كامل التراب الليبي، كخطوة تمهيدية لتهيئة المناخ السياسي والأمني لإجراء انتخابات نزيهة وشاملة.

اقرا أيضا

للمرة الثانية خلال شهرين.. دروز سوريا في ضيافة إسرائيل | ما القصة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط