كتب – محمود كمال

قالت مصادر مطلعة إن الحكومة الصينية بدأت تدرس بشكل جاد تعليق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها على بعض الواردات الأميركية، والتي تصل نسبتها إلى 125%، بسبب الأعباء الاقتصادية الكبيرة التي تسببت فيها الحرب التجارية بين البلدين وذلك وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وأوضحت المصادر أن بكين تراجع حاليا إمكانية تجميد الرسوم الإضافية المفروضة على واردات مثل المعدات الطبية، وبعض المواد الكيميائية الصناعية كالإيثان إلى جانب التفكير في التنازل عن الرسوم المفروضة على استئجار الطائرات من الخارج.

وكما هو الحال في العديد من شركات الطيران العالمية لا تمتلك الخطوط الصينية كافة طائراتها وتعتمد على نظام الإيجار من شركات أجنبية وهو ما كان سيجعلها تدفع مبالغ باهظة نتيجة تلك الرسوم الجديدة ما قد يهدد استقرارها المالي.

وجاء رد الفعل في الأسواق سريعا حيث سجل اليوان ارتفاعا طفيفا أمام الدولار ليصل إلى 7.2857، بعدما عوض الخسائر التي تكبدها صباح الجمعة بنسبة بلغت 0.1%.

وتعكس خطوة الصين نبرة التراجع المتبادل بين الجانبين، بعدما كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري عن إعفاء منتجات إلكترونية عدة من رسومها الجمركية البالغة 145% على البضائع الصينية وهو ما يكشف مدى الترابط الاقتصادي بين العملاقين العالميين.

ورغم أن حجم الواردات الأميركية من الصين يفوق ما تستورده الصين من الولايات المتحدة، إلا أن بكين لا تزال بحاجة ماسة إلى منتجات أميركية في قطاعات معينة وهو ما يفسر هذه المراجعة في السياسة الجمركية.

ورغم أن الصين تعد أكبر منتج للبلاستيك في العالم إلا أن بعض مصانعها تعتمد على الإيثان الأميركي، كما تعتمد المستشفيات الصينية على أجهزة طبية دقيقة مثل الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية، التي تصنعها شركات أميركية.

ولا تزال القائمة النهائية للإعفاءات غير واضحة حتى الآن لكن السلطات طلبت من الشركات المتضررة تقديم رموز الجمارك الخاصة بالسلع التي ينبغي استثناؤها وسط تداول واسع لقوائم جمركية يعتقد أنها تشمل مواد كيميائية أساسية ومكوّنات لصناعة الرقائق الإلكترونية.