ماسك يُحضّر للانسحاب من واشنطن… هل انتهى دور العميل 007؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماسك يُحضّر للانسحاب من واشنطن… هل انتهى دور العميل 007؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 08:31 صباحاً

يوم الخميس 17 نيسان/أبريل، وبينما كان سيد البيت الأبيض دونالد ترامب يجلس مع ضيفته رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، علا الصراخ بين رجلين في الرواق بالقرب من المكتب البيضوي ووصلت إلى مسامع الرئيس وضيفته الشتيمة الأميركية غير المهذبة تتطاير ذهاباً وإياباً بين رجلين راشدين أحدهما ليس إلا إيلون ماسك، أغنى رجل على سطح الكوكب، أما الثاني فهو وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.

الجدال الذي وصفه أحد الذين شهدوه لمنصة "أكسيوس" بأنه كان صياحاً عالياً، وعالياً جداً، اقترب المسؤولان خلاله إلى درجة الالتحام الجسدي الذي يذكّر بمباريات المصارعة الأميركية الحرة، ما استدعى أحد المساعدين إلى حشر جسده بينهما لفصلهما أحدهما عن الآخر.


المشهد الذي لم تلتقطه كاميرات الإعلام كان ليطغى على واقعة التقريع المزدوج للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من قبل ترامب ونائبه جي دي فانس في شباط/فبراير الفائت.

 

ماسك معروف بالعديد من الطباع والخصال ليس منها الرزانة والهدوء بالطبع. سيرة حياته العملية مليئة بقصص عن دفعه شركاء له وموظفين إلى حافة الانهيار العصبي لصعوبة التعامل معه.


هذه الطباع نقلها معه إلى أروقة البيت الأبيض متسلحاً بقصة حب جارفة بينه وبين ترامب بدأت خلال حملة الأخير الانتخابية ومئات الملايين التي ضخها ماسك في سبيل تحقيق ترامب حلمه بجعل أميركا عظيمة ثانية. وقد تطورت صداقتهما إلى درجة من الحميمية باتا معها لا يظهران في معظم الوقت إلا معاً، إن رسمياً أو في الحفلات، مع ماسك مصطحباً طفله إكس الذي يفترض أن يكون في صفه بين أترابه الأطفال وليس إلى جانب مكتب الرئيس التاريخي يعبث بخشبه العتيق.

 

 

بات ترامب وماسك لا يظهران في معظم الوقت إلا معاً.

 

امتنان ترامب العميق لماسك كان أقله ابتياع تسلا حمراء وركنها في البيت الأبيض. فالملياردير الذي انضم إلى إدارة ترامب كمدير لوحدة مستحدثة مهمتها القضاء على الفساد والهدر والبيروقراطية في الحكومة الفيدرالية، كانت صلاحياته، ولا تزال، تحدد عبر أوامر مباشرة من ترامب، تسمح له حيناً بتجاوز وزرائه، وتلجمه أحياناً أخرى.


هذه الصلاحيات المطاطة لماسك الذي يشبه العميل الخاص جيمس بوند 007 أكثر منه مسؤولاً حكومياً آخر في الإدارة، جعلت علاقته متوترة مع معظم مسؤولي ترامب، من وزير الخارجية ماركو روبيو إلى رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، إلى كبير مستشاري التجارة والتصنيع بيتر نافارو، وقد خرج نزاعهما علناً إلى منصة "إكس" مؤخراً.


ومع أن ترامب لا يوفر فرصة لكيل المديح لصديقه العزيز، فقد راح أخيراً يكف يد ماسك حين تمتد إلى ممتلكات غيره. آخر مظاهر كف اليد كانت حين عيّن ترامب، قبل يوم من المشادة بين المسؤولين، مرشح ماسك غاري شابلي مفوضاً بالوكالة لمصلحة الضرائب، بينما كان بيسنت يريد تعيين نائبه مايكل فوكندر.


في اليوم التالي اندلع العراك في الجناح الغربي من البيت الأبيض، واتهم ماسك غريمه بأنه "عميل لجورج سوروس" بينما رد عليه الوزير بأن وكالته فشلت في مهمتها. لاحقاً، عدل ترامب عن قراره بتعيين مرشح ماسك وأخذ مكانه مرشح بيسنت الذي لا شك سجل فوزاً بالنقاط على ماسك في الجولة الأولى بينهما.


لكن ماسك الذي أتى إلى العاصمة واشنطن في مهمة رسالية لإنقاذ أميركا، بدأ يشعر بلسعة الصفيح الساخن وهو يطاله في عقر داره، حيث تتدهور مبيعات سيارات تسلا الجديدة في أميركا والعالم، بينما يهبط سعر المستعملة منها بسبب كثرة عرض المالكين الذين قرروا التخلي عنها بسبب النفور من ماسك وسياساته. والحرب التجارية التي تندلع وتتوقف مرتين أسبوعياً، بحسب مزاج ترامب في رفع التعرفة الجمركية، ثم تجميدها، ثم إعفاء منتجات بعينها منها، ثم إضافتها من جديد، هذه الحرب، أو التهويل المتبادل بها بين أميركا والصين، لا تعود على سوق الأسهم، وعلى سهم تسلا بالتحديد، بالخير، وهذا ما لا يمكن لماسك تخيله في أسوأ كوابيسه، أن يرى شركته الأغلى على قلبه، تمضي نزولاً، بعدما كانت قد حققت ريادة هائلة في سوق السيارات والطاقة الكهربائية.


الآن يبدو كأن ماسك عاد إلى رشده كرجل أعمال لا تعنيه الروح الوطنية التحررية التي تفاخر بها ترامب وهو يعلن جدول التعرفة الجمركية، بقدر ما يعنيه التأثير المباشر لهذه الحرب على السلع التي ينتجها وآخرها الروبوت الذي أعلن الثلاثاء الفائت أن انتاجه قد يتأخر عن الموعد المحدد بسبب القيود التي فرضتها الصين على معادن الأرض النادرة.


ماسك الذي بدا أقل ثقة وأكثر توتراً من ماسك الذي دخل إلى واشنطن قبل أشهر دخول فيل في معرض خزف، قال إنه قرر العودة للاهتمام بشركاته وتقليص عمله مع الوكالة إلى يومين أسبوعياً. سوق الأسهم تلقى الخبر بارتياح محدود، أما المسؤولون في إدارة ترامب، فالأرجح أنهم تلقوه بفرح عارم، ولن يكون مستغرباً إذا ما تسربت لاحقاً أخبار عن دوي صرخات نصر متفرقة في الجناح الغربي نفسه الذي ترددت فيه صدى الشتائم التي لا يليق بالضيوف أن يسمعوها وهم في حضرة رب البيت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق