تأمين السيارات في عصر الذكاء الاصطناعي: من التسعير التقليدي إلى النماذج الذكية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تأمين السيارات في عصر الذكاء الاصطناعي: من التسعير التقليدي إلى النماذج الذكية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 06:20 صباحاً

في العقود الماضية، شكّل التأمين على السيارات عنصراً أساسياً في منظومة الحماية المالية للسائقين وشركات السيارات. لكن الأمر مع تطور التكنولوجيا لم يعد يقتصر على عقود ورقية تعتمد على عوامل نمطية، بعد أن دخلنا اليوم حقبة جديدة يُعاد فيها تشكيل هذا القطاع جذرياً، بفضل تقنيات الاتصال عن بُعد (Telematics) والذكاء الاصطناعي.


ما هي تقنيات الاتصال عن بُعد والذكاء الاصطناعي في التأمين؟

تقنية "التليماتيكس" تعني جمع وتحليل بيانات القيادة الفعلية عبر أجهزة متصلة بالسيارة أو بتطبيقات ذكية على الهواتف. هذه الأجهزة تُسجّل معلومات دقيقة مثل السرعة، نمط التسارع، التوقّف المفاجئ، وحتى استخدام الهاتف أثناء القيادة. يتم نقل هذه البيانات في الزمن الحقيقي إلى أنظمة تحليل تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقديم تقييم دقيق لمستوى الخطر المرتبط بكلّ سائق.


هذا النهج يغير قواعد اللعبة: فبدلاً من الاعتماد على معايير عامة مثل العمر أو نوع السيارة، أصبح بالإمكان تسعير التأمين وفقًا للسلوك الحقيقي على الطريق، مما يزيد من دقة وعدالة الأسعار.

 

 

صورة تعبيرية

 

التحوّل العالمي في تأمين السيارات

في دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، واليابان، أصبح هذا النوع من التأمين يُعرف باسم "التأمين بحسب الاستخدام" (Usage-Based Insurance)، ويحظى بانتشار متزايد. تستخدم شركات كبرى هذه التقنيات لتقليل حالات الاحتيال، تسريع تسوية المطالبات، وتقديم خدمات مخصصة وفقاً لاحتياجات السائق.

في حوار مع "النهار"، تؤكد الدكتورة نانسي بدران، الخبيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن "نماذج التسعير التقليدية، التي كانت تعتمد على عوامل عامة مثل العمر ونوع السيارة، بدأت تُستبدل بأنظمة ذكية تقوم على تحليل سلوك السائق الفعلي في الزمن الحقيقي، مما يجعل التسعير أكثر دقة وعدالة".

وتضيف: "بعض شركات التأمين باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأضرار أو بيانات الحوادث، مما يسمح بإصدار قرارات تعويض شبه فورية من دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر"، مشيرة إلى أن هذه القفزة التكنولوجية لا تقتصر فقط على الجانب المالي، بل تلامس أيضاً بُعداً حسّاساً جداً، هو الخصوصية، "فالثقة بين العملاء والشركات تعتمد على مدى احترام الأخيرة بيانات مستخدميها وتأمينها بالشكل المناسب".


لبنان والتأمين الذكي: فرصة مؤجلة؟

رغم الطفرة العالمية، يبدو أن لبنان لا يزال متأخّراً في تبني هذه التكنولوجيا على نطاق واسع، بحسب ما يقول يحيى الحلواني، الخبير في شؤون التأمين والتكنولوجيا، لـ"النهار"، مضيفاً: "في الحقيقة، كان لبنان رائداً في مجالات التكنولوجيا والابتكار قبل الأزمات. أطلقنا تطبيقاً متطوراً في عام 2015، ونجحنا في التوسع إلى أسواق الخليج. لكن ما حدث في لبنان في عام 2019 أوقف هذا الزخم، فقد خنقت الأزمة الاقتصادية كلّ فرص النمو".

ويؤكد الحلواني أن مجالات مثل "تليماتيكس" و"الذكاء الاصطناعي" غير ناضجة محلياً، مرجعاً ذلك إلى غياب الاستثمارات والدعم. يقول: "كي يتمكن أي مشروع من الانطلاق بفاعلية، لا بدّ من ضخّ أموال كبيرة في البداية (ما يُعرف بـ"حرق المال")، ثم تأتي الاستثمارات لاحقاً. ومع الأسف، هذا النوع من التمويل غير متاح حالياً في لبنان".

وتُشير بدران إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد نهاية العقود السنوية لصالح نماذج أكثر مرونة. تقول: "قد نشهد قريباً اختفاء عقود التأمين السنوية لصالح حلول أكثر ديناميكية، مثل التأمين بحسب الاستخدام أو الدفع مقابل الكيلومترات المقطوعة، ما يتماشى مع الاتجاه العام نحو تخصيص الخدمات بحسب أنماط الحياة الفردية".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق