تبدأ هذا الأسبوع شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، صاحبة القيمة السوقية الأعلى، في إعلان نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025، وسط أجواء من عدم اليقين الناجمة عن تداعيات السياسة التجارية الجديدة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، بحسب شبكة "سي إن بي سي".

تقلبات حادة في "ناسداك" بسبب الرسوم

أدى نهج ترامب الصارم تجاه الرسوم الجمركية إلى فوضى واسعة في الأسواق المالية هذا الشهر. وشهد مؤشر "ناسداك" خمسة أيام متتالية من التحركات الضخمة، في وقت يحاول فيه المستثمرون تقدير أثر التعريفات الجديدة على أرباح الشركات الأمريكية المعتمدة على الواردات.
وتشمل التأثيرات المحتملة زيادات في التكاليف التشغيلية، وتراجعاً في الإنفاق الإعلاني والاستهلاكي نتيجة ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة.
اقرأ أيضاً: هبوط شركات الرقائق يثير مخاوف مستثمري أسهم التكنولوجيا الأمريكية

رفض عالمي متزايد لسياسة ترامب

واجهت رسوم ترامب الجمركية معارضة شبه إجماعية من كبرى الشركات العالمية، خاصة بعد تبخر تريليونات الدولارات من القيم السوقية خلال أيام معدودة. حتى بعض حلفائه، مثل الملياردير إيلون ماسك، أعربوا عن رفضهم للتعريفات بسبب ما تحمله من أضرار على الصناعة والتوظيف.
التقلب المستمر في السياسة الجمركية جعل من المستحيل تقريباً على الشركات التخطيط لعمليات التصنيع والتوظيف والتسعير في المدى القصير.

تقارير الشركات: من تسلا إلى آبل

تستعد "تسلا" لنشر تقرير أرباحها يوم الثلاثاء، وسط أداء ضعيف في السوق. فقد تراجع سهم الشركة بنسبة 40 بالمئة منذ بداية العام، بعد ربع سنوي يُعدّ الأسوأ لها منذ 2022.
وتواجه الشركة تحديات بسبب تركيز ماسك على ملفات خارج تسلا، من بينها دوره في مراجعة الإنفاق الفيدرالي في ظل إدارة ترامب.
اقرأ أيضاً: عمالقة التكنولوجيا يخططون لإنفاق أكثر من 300 مليار دولار في 2025
إضافة إلى ذلك، تُعد الرسوم الجمركية تهديداً مباشراً نظراً لاعتماد الشركة على موردين من الصين والمكسيك لتأمين قطع مثل زجاج السيارات ولوحات الدوائر وخلايا البطاريات.
ويتوقع المحللون نمواً طفيفاً في الإيرادات بنسبة تقل عن 1 بالمئة، مع انخفاض إضافي في الربع الثاني.

ألفابت: سوق إعلاني متقلب

تواجه "ألفابت"، الشركة الأم لمحرك البحث "جوجل"، تقلبات في سوق الإعلانات، نتيجة مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى إبطاء الإنفاق الاستهلاكي وتراجع ثقة الشركات.
وأشارت شركة "بايبر ساندلر" في مذكرة بحثية إلى احتمال انخفاض نمو سوق الإعلانات العالمية بنسبة 18 بالمئة بحلول عام 2025.

ميتا: خسائر بسبب السوق الصينية

أقرت "ميتا" في تقريرها السنوي الأخير بتأثير النزاع التجاري الأمريكي الصيني على نتائجها. وقالت الشركة إن أي إجراء يؤدي إلى تقليص إيراداتها الإعلانية من الصين سيكون له تأثير سلبي مباشر.
وبلغت إيرادات ميتا من السوق الصينية 18.35 مليار دولار في 2024، أي أكثر من 11 بالمئة من إجمالي مبيعاتها. وتوقع "بنك أوف أمريكا" تراجعاً في إيرادات الشركة بنسبة 3 بالمئة نتيجة الرسوم.

مايكروسوفت: استثمارات ضخمة مهددة

أعلنت "مايكروسوفت" في يناير عن خطة لاستثمار أكثر من 80 مليار دولار في مراكز بيانات لدعم قدراتها في الذكاء الاصطناعي. لكن الرسوم الجمركية المفروضة على مكونات الخوادم قد تعرقل هذا التوسع، بحسب مراقبين.

أمازون: 60% من مبيعاتها مهددة

تعتمد "أمازون" بشكل كبير على التجار الخارجيين الذين يستوردون بضائعهم من الصين. وتُمثل هذه الفئة نحو 60 بالمئة من مبيعات المنصة.
وبعد تطبيق الرسوم الجديدة، ألغت الشركة بعض طلبات البضائع الصينية، فيما قال بعض التجار إنهم سيفكرون في رفع الأسعار لتغطية الكلفة الإضافية.

آبل: اعتماد كبير على آسيا

تُعد "آبل" من أكثر الشركات تضرراً من الرسوم الجمركية، إذ إن ثلاثة أرباع إيراداتها تأتي من أجهزة تُصنع في الغالب داخل آسيا. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتباطؤ في النمو خلال الفصول القادمة.

إنفيديا: رسوم قد تؤثر على هامش الربح

تُعد "إنفيديا" ركيزة أساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويُستخدم أحد خوادمها الرئيسية في هذا المجال بتكلفة تتجاوز 50 ألف دولار.
حتى الرسوم الجمركية الصغيرة قد تترك أثراً كبيراً على تكاليف الإنتاج. ورغم صعود سهم الشركة عشرة أضعاف خلال عامين، إلا أن هذه التعريفات قد تؤثر على هوامش الربح مستقبلاً.