في ظهوره الأخير ضمن برنامج The Pat McAfee Show، كشف نجم المصارعة العالمي والممثل الأمريكي جون سينا عن خضوعه لجراحة زراعة شعر، بعد سنوات من تعليقات لاذعة تلقاها من جماهير WWE بشأن ظهور فراغات واضحة في شعره.

التصريح الذي حمل نبرة صريحة وشفافة جاء في وقت يعيش فيه جون سينا محطات الوداع من حلبات المصارعة، حيث لا يزال يحتفظ بجماهيريته الكبيرة، رغم تحوله مؤخراً إلى شخصية "الشرير" في العروض.

القرار لم يكن تجميلياً، بل اضطرارياً

خلال اللقاء، أوضح سينا أنّ القرار لم يكن نابعاً من رغبته في التجميل، بل جاء كرد فعل على سيلٍ من الإحراجات المتكررة التي تعرض لها. حيث قال: "أنا في الرويال رامبل أحاول الفوز، ويهتف الجمهور: ماذا عن الفراغ في رأسك؟ هذا ليس عدلاً، لا أستطيع التحكم في ذلك".

وأشار إلى أنّ العلامات التي رفعها الجمهور في العروض، والتي تسخر من "بقعة الصلع" في رأسه، أثّرت عليه نفسياً بشكل كبير، لدرجة شعر معها بأنه "صغير ومحرج" كما وصف.

جون سينا أوضح أن عملية زراعة الشعر تمت في شهر نوفمبر الماضي، لافتًا إلى أن هذه النوعية من العمليات تتطلب وقتاً لتظهر نتائجها، إذ تسقط الشعيرات القديمة لإفساح المجال لنمو الجديدة. وأضاف ساخراً: "في يناير وفبراير كنت أشبه بنصف أصلع. نعم، فعلتها، ودفعتموني لذلك".

فيما لم يخفِ سينا استياءه من الطريقة التي عبّر بها الجمهور عن ملاحظاتهم، واصفًا إياها بـ"التنمّر" المباشر، لا سيما عندما تتعلق بمشكلة وراثية لا يمكنه التحكم فيها. واستطرد: "أنتم لا تعلمون كيف يشعر المرء عندما يُسحق معنوياً بهذا الشكل. هذا تنمّر. وليس مقبولاً، لكن شكراً لكم، أجبرتموني على إجراء زراعة الشعر الجراحية".

الاعتراف المفاجئ جاء بعد ساعات فقط من تحقيق سينا إنجاز تاريخي آخر، بفوزه بلقبه السابع عشر في بطولة العالم للمصارعة ضمن فعاليات WrestleMania 41 التي أقيمت في لاس فيغاس، متجاوزاً الرقم القياسي السابق لعدد الألقاب في تاريخ WWE.

لم يذكر اسم الجراح: "النتائج لم تكتمل بعد"

ورغم صراحته في الحديث عن تفاصيل العملية، رفض سينا الإفصاح عن اسم الطبيب الذي أجرى له الجراحة، موضحاً أن السبب يعود إلى أن النتائج لم تكتمل بعد، وقال مازحاً: "عندما تكتمل النتيجة، ويصبح لدي شعر يرفرف، سأخبركم بمن فعلها. الآن، لا زلت أراقب، المسألة تحتاج وقتاً".

واستخدم سينا استعارة طريفة لتبسيط ما حدث، قائلاً: "أخذنا العشب من الجوانب، وزرعناه في البقعة الجافة بالأعلى، والنتيجة قادمة، فقط تحتاج إلى بعض الصبر".

من ناحية أخرى في تحول غير متوقع، اعتنق سينا دور "الشرير" لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، مما أضفى بعداً جديداً على مسيرته، هذا التغيير أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير، خاصة بعد فوزه المثير للجدل على كودي رودز باستخدام أساليب غير معتادة. ​

وبعيداً عن المصارعة، أثبت سينا نفسه كممثل ناجح، حيث شارك في أفلام بارزة مثل "The Suicide Squad" و"F9: The Fast Saga". كما أنه معروف بأعماله الخيرية، خاصة من خلال تحقيقه لأمنيات أكثر من 650 طفلاً عبر مؤسسة Make-A-Wish، مما منحه مكانة خاصة في قلوب المعجبين.

ومع اقتراب سينا من إنهاء مسيرته في المصارعة، يظل تاريخه كمصارع ملهم ومثال للتفاني والإصرار حياً في ذاكرة الجماهير. سواء داخل الحلبة أو خارجها، يظل جون سينا رمزاً للنجاح والتفاني في العمل.​