لماذا تعد لشبونة ملاذًا لعشاق الفن والطعام؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا تعد لشبونة ملاذًا لعشاق الفن والطعام؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 11:20 صباحاً

عند الحديث عن المدن الأوروبية التي تجمع بين الجمال الفني والتجربة الذوقية الراقية، تبرز لشبونة، عاصمة البرتغال، كوجهة مثالية تأسر القلوب وتُلهم الحواس. تقع المدينة على ضفاف نهر التاجة وتحتضن بين أزقتها الملتفة تاريخًا عريقًا يندمج بتناغم مع روح معاصرة نابضة بالحياة. 

ليس من الغريب أن يجد فيها عشاق الفن والطعام ضالتهم، فكل زاوية من زوايا لشبونة تنطق بالإبداع، وكل رائحة تنبعث من مطبخها تشكل وعدًا بلقمة لا تُنسى. إن لشبونة ليست فقط مدينة للزيارة، بل تجربة فنية وثقافية وذوقية متكاملة تمسّ الوجدان وتبقى في الذاكرة طويلاً.

مشهد فني نابض بين التقاليد والتجديد

تتميز لشبونة بمشهد فني غني ومتعدد الطبقات، يمزج بين الكلاسيكية والتجريبية، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن إلهامًا للفنانين ومحبي الفن. المتاحف المنتشرة في أرجاء المدينة، مثل متحف "كالوسط غولبنكيان"، تحتضن قطعًا فنية نادرة من عصور متعددة، بينما يعرض متحف "بيراردو" للفن الحديث أعمالاً لأهم رواد الفن المعاصر من بيكاسو إلى وارهول. 

إضافة إلى ذلك، تنتشر في أحياء مثل "ألفاما" و"بايرو ألتو" جداريات الشوارع التي تحوّلت إلى لوحات مفتوحة، تعكس نبض المدينة وقضاياها المعاصرة. ولعشاق التصوير والرسم، فإن الضوء الذهبي الذي ينعكس على بلاط الأزوليجو الشهير يضفي على المدينة أجواء شاعرية تُلهم الإبداع في كل لحظة.

مطبخ برتغالي بلمسات عالمية

يُعد المطبخ في لشبونة أحد أبرز عناصر الجذب للزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ يجمع بين النكهات التقليدية والمكونات البحرية الطازجة مع ابتكارات الطهاة المعاصرين. طبق "باكالاو" (القدّ المملح) يُقدَّم بأكثر من 365 طريقة، بينما يعتبر "الفرانسزينيا" و"الساردين المشوي" من الأطباق الشعبية التي لا غنى عن تجربتها. كذلك، تنتشر في لشبونة المطاعم التي حصدت نجوم ميشلان، ما يجعل المدينة تنافس عواصم الطهي الكبرى في أوروبا. 

ولا يمكن الحديث عن الطعام دون التطرق إلى الحلوى البرتغالية الشهيرة "باستيل دي ناتا"، التي تشكل تجربة ذوقية استثنائية حين تُقدَّم ساخنة مع رشة من القرفة. وتكتمل التجربة بكوب من القهوة الغنية أو كأس من نبيذ "فينهو فيردي" المحلي في أحد المقاهي ذات الإطلالة البانورامية.

لشبونة كوجهة ملهمة للحواس

ما يجعل لشبونة ملاذًا حقيقيًا لعشاق الفن والطعام هو هذا التمازج الفريد بين الأصالة والحداثة، بين الهدوء والنبض الحضري، بين الطعم والصوت واللون. يمكن للزائر أن يبدأ يومه بجولة في صالات الفن المعاصر، ثم يستقل الترام 28 العتيق الذي يمر عبر الأحياء القديمة كأنما يعبر الزمن، ليصل في المساء إلى مطعم فاخر يقدم أطباقًا تعكس تطور الذائقة البرتغالية. 

المدينة ليست فقط مكانًا للتذوق أو المشاهدة، بل مساحة تفاعلية تُلهم الزائر وتدفعه لأن يكون جزءًا من المشهد، لا مجرد متفرج. حتى الموسيقى، خاصة موسيقى الفادو الحزينة والجميلة، تُشكل بعدًا إضافيًا للتجربة، فتلتحم الحواس لتصنع شعورًا بالانتماء اللحظي لهذا المكان العاطفي العميق.

لشبونة ليست مدينة عادية، بل قصيدة فنية مكتوبة بالألوان والنكهات والموسيقى. إنها وجهة يجد فيها محبو الفن ملاذًا للإلهام، وعشاق الطعام ساحة للذوق الرفيع. ففي كل زاوية، حكاية، وفي كل طبق، تاريخ. ومن يتجول فيها مرة، غالبًا ما يعود، لأن سحرها لا يكتمل في زيارة واحدة، بل يحتاج إلى أن يُعاش مرارًا كي يُفهم ويُقدَّر حقًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق