عبّرت الفنانة السورية أصالة نصري عن ألمها الكبير بعد وفاة الإعلامي السوري صبحي عطري، الذي وُري الثرى عن عمر ناهز 48 عاماً، وودعته برسالة أدمت قلوب محبيهما. 

أصالة، التي جمعتها به لقاءات ودّية في العديد من المناسبات الإعلامية، عبّرت عن حزنها العميق في منشورٍ مؤثر شاركته مع جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي، واختارت أن تسترجع عبره لحظات عفوية ومبهجة جمعتها بالراحل، الذي وصفه كثيرون بـ "المهذّب" و"الخلوق" و"صاحب القلب الخفيف".

أصالة تنعي صبحي عطري

في رسالتها الحزينة، ألمحت أصالة إلى أن الراحل كان يعاني بصمت، وقالت إن الحياة لم تكن عادلة معه، ولم تمنحه الفرص التي كان يستحقها، رغم طموحه ومثابرته.

وأكدت الفنانة أن علاقتها بالراحل لم تكن سطحية، بل كان من الأشخاص القلائل الذين احتفظوا بمكانة خاصة في قلبها، ووصفته بأنه صاحب شخصية راقية ومهذبة، يهتم بتفاصيله ويحرص على صورته، لكنه في العمق كان يعيش حزناً عميقاً لم يظهره.

أشارت أيضاً إلى أن فقدانه لم يكن سهلاً عليها، وعبّرت عن ألم الفقد بقولها إن رحيله ترك فراغًا موجعًا، لا يُملأ بسهولة.

وفي ختام حديثها، تمنت له الرحمة والسلام، وأعربت عن تعاطفها الكبير مع والدته وأحبّائه، مؤكدة أن ذكراه ستبقى حيّة في قلبها، وستظل تفتقده كصديق حقيقي ونبيل.

وأنهت رسالتها قائلة: "الله يجعل مثواه الجنّة، ويعين قلب أمّه، ويعين أحبابه، أنا منهم، صبحي كان شاباً مثالياً، خلوقاً، يهتم بصحّته، بس ما قدر يداري قلبه الذي لم يكن مرتاحاً.. الله يرحمك يا صديقي، كتير رح أشتاق لك يا صبحي".

شاهدوا لقطات جمعت أصالة وصبحي عطري قبل رحيله:

الوفاة المفاجئة.. صدمة قلبية أنهت مشواراً فنياً وإعلامياً

رحل صبحي عطري قبل أيام قليلة، في ظروفٍ صادمة، بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة أثناء وجوده في ألمانيا، بحسب ما أكده الإعلامي ربيع هنيدي عبر حسابه الرسمي. وتبيّن لاحقاً أن الوفاة حدثت قبل ثلاثة أيام من إعلان الخبر رسمياً، ما زاد من وطأة الصدمة لدى جمهوره وزملائه.

أفاد مقربون منه بأنه شعر في أيامه الأخيرة بآلام في البطن، بينما توجه إلى إحدى الصيدليات في ألمانيا حيث كان يقيم مع صديق له، ومات وهو يطلب الدواء، في حين اكتشف صديقه الوفاة بعد عودته من السفر.

من هو صبحي عطري؟.. مسيرة مهنية مميزة وإرث إنساني باقٍ

ولد صبحي عطري في مدينة حلب عام 1977، وتخرج بشهادات أكاديمية في الإعلام وتقنيات الإنتاج التلفزيوني، وبدأ مسيرته الإعلامية عام 2007، واختص بالصحافة الفنية، ليحقق لاحقاً شهرة لافتة كمراسل ومعد ومقدم تقارير لبرنامج "ET بالعربي"، كما شارك في تقديم برنامج "Trending" على MBC4، وغطّى أبرز الفعاليات الفنية والمهرجانات السينمائية في العالم العربي.

في عام 2017، نشر مجموعة قصصية بعنوان "سفينة روح" عن دار "مداد"، وعبّر في أكثر من لقاء عن شغفه بالكتابة والسرد، معتبراً أن كل لقاء يجريه هو مساحة لاكتشاف الإنسان خلف الأضواء.

في يناير الماضي، خطا أولى خطواته كممثل، حيث نشر صوراً من كواليس تصوير المسلسل السوري "حبق"، الذي لم يتمكن من اللحاق بموسم دراما رمضان 2025.

اللحظات الأخيرة.. اعترافات بالماضي وكلمات تشبه الوصايا

في مقابلاته الأخيرة، تحدث عطري بشفافية عن طفولته الصعبة، ورحلة صعوده من عامل توصيل إلى إعلامي بارز، وروى بأسى كيف فقد والده في سن مبكرة، ما اضطره لتحمل مسؤوليات أسرية باكراً. قال:
"أنا الأخ الكبير، واشتغلت عامل توصيل. كنت أحاول أن أعيش وأساعد، بس كنت دائماً أحلم أكون بمكان أفضل".

كلماته تلك، التي رآها البعض كأنها تنبؤ بالوداع، تُضاف اليوم إلى رصيدٍ من المحبة، تركه في قلوب كل من عرفوه، سواء على الشاشة، أو في الكواليس.