تتواصل أعمال تنفيذ مشروع القطار الكهربائي السريع، بخطى سريعة، لإنجاز هذا المشروع الذي يعد أحد أبرز مشروعات البنية التحتية الحديثة التي تقودها الدولة، لا سيما في قطاع النقل الأخضر المستدام، كما يمثل ركيزة استراتيجية لتحقيق التنمية المتكاملة، وربط المجتمعات العمرانية الجديدة، ودعم رؤية مصر 2030 نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتقدمًا.

وتمتد شبكة القطار السريع في إطار 3 خطوط بإجمالي 2000 كم، حيث تشمل 60 محطة وورشتين رئيسيتين و5 نقاط للصيانة، فيما يبلغ أسطول هذه الشبكة 41 قطارا سريعا و94 قطارا إقليميا و41 جرار بضائع، ويبلغ طول الخط الأول (السخنة – العلمين – مطروح) 660 كم ويشتمل على 21 محطة ( 13 محطة قطار سريع ، و 8 محطات إقليمية)، بالإضافة إلى مركز للتحكم والسيطرة.

ويأتي تنفيذ هذا المشروع في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالتوسع في إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعي الأخضر المستدام صديق البيئة، وفي إطار تنفيذ ممر السخنة / الإسكندرية اللوجيستي، والذي يتكون من (ميناء السخنة – الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع – الميناء الجاف بالعاشر من رمضان – خط السكة الحديد " الروبيكي/ العاشر من رمضان/ بلبيس" – ميناء الإسكندرية الكبير).

الأعمال التنفيذ الجارية بمشروع  القطار الكهربائي السريع

وفي هذا الإطار، استقبلت الهيئة القومية للأنفاق،الأربعاء، وفدًا من الصحفيين والإعلاميين في زيارة ميدانية لمتابعة أعمال التنفيذ الجارية في هذا المشروع، بهدف إطلاع الرأي العام على ما يتم إنجازه على أرض الواقع من مشروعات قومية كبرى في قطاع النقل الأخضر المستدام.

وخلال هذه الزيارة، استعرض الدكتور مهندس طارق حامد جويلي رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق الأهمية الاستراتيجية لمشروع القطار الكهربائي السريع باعتباره أحد الروافد الرئيسية لرؤية الدولة في تحديث وتوسيع شبكات النقل الجماعي.

وتناول جويلي الموقف التنفيذي للمشروع، موضحًا ما تم إنجازه على أرض الواقع من أعمال إنشائية وهندسية، كما أكد على الالتزام الكامل من الهيئة القومية للأنفاق بتنفيذ المشروع وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية، بما يواكب الطفرة التنموية الشاملة التي تشهدها الجمهورية الجديدة.

ومن جانبه، قدّم اللواء مهندس طارق عبد الجواد رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري عرضًا هندسيًا استعرض فيه أبرز ملامح الأعمال الإنشائية الجارية للمشروع، مثل أعمال الجسر الترابي للقطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى الأعمال الصناعية من كبار وأنفاق وبرابخ، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية للمنشآت العلوية على مسار القطار، كأيقونات هندسية تعكس القدرة الوطنية على الإنجاز في أصعب الظروف.

وخلال الجولة الميدانية، قام مهندسو الهيئة القومية للأنفاق بتقديم شرح تفصيلي للوفد الإعلامي داخل مواقع المحطات، حيث استعرضوا مكونات المشروع وخطوطه التشغيلية، والأساليب الهندسية المتبعة في تنفيذ الأعمال الإنشائية.

وتضمّنت الجولة التفقدية زيارة محطة "العاصمة الإدارية الجديدة" ومحطة "محمد نجيب" بالإضافة إلى كوبري "خور مايو" وكوبري "أعلى نهر النيل"، حيث أبدى الوفد إعجابه الشديد بما تم إنجازه من أعمال وتجهيزات تعكس حجم الجهد المبذول وسرعة الإنجاز، وجدية الدولة المصرية في تنفيذ مشروعاتها العملاقة في توقيتات قياسية.

وجاءت هذه الجولة عقب جولة تفقدية أجراها نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المهندس كامل الوزير، أمس الأول /الاثنين/، بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (السخنة / العلمين/مطروح)، موضحا أنه بتنفيذ الخط الأول من الشبكة يكون قد تحقق الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط برياً ليكون بمثابة قناة سويس جديدة على قضبان.

وأضاف أن أعمال تنفيذ شبكة القطار الكهربائي السريع تجسد ملحمة عظيمة يتم تنفيذها على أرض مصر، حيث تربط كافة أنحاء الجمهورية ببعضها، لافتا إلى أن هذه الشبكة ستغطي أنحاء الجمهورية بجانب كونها شرايين تنمية، وستخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، مثل المناطق الصناعية في ( حلوان و15 مايو وبرج العرب والسادس من أكتوبر والمنيا الجديدة وأسيوط الجديدة وغيرها)، وكذلك خدمة المناطق السياحية بكافة أنواعها كما في (الجيزة وسوهاج والأقصر وأسوان وأبو سمبل والبحر الأحمر وغيرها)، بالإضافة إلى خدمة المناطق الزراعية الجديدة سواء في الدلتا الجديدة أو مستقبل مصر أو جنة مصر وغرب المنيا وتوشكى وشرق العوينات.

وأشار إلى أن هذه الشبكة تساهم في خلق محاور لوجيستية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط وشمال وجنوب البلاد وربط المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالمواني البحرية (مراكز التصدير)، وكذا ربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة ( الدلتا الجديدة - غرب المنيا - توشكي – مستقبل مصر - ... ) بمناطق الاستهلاك ومواني التصدير ، كما توفر خطوط شبكة القطار الكهربائي السريع ثلاثة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.