القاهرة (خاص عن مصر)- على الرغم من الفوضى المتزايدة في البنتاجون والمخاوف المتزايدة بشأن تعامله مع المعلومات السرية، لا يزال وزير الدفاع بيت هيجسيث في منصبه، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس ترامب ضغوطًا كبيرة لإعادة النظر في تعيينه.

وفقًا لتقرير صنداي تايمز، في كلمته في كلية الحرب الأمريكية في كارلايل، بنسلفانيا، دافع وزير الدفاع بيت هيجسيث عن منصبه، مُصرًا على أنه يُحقق أجندة الرئيس ترامب من خلال التركيز على استعادة “روح المحارب” في الجيش وتعزيز جاهزيته.

سرد وزير الدفاع بيت هيجسيث النصيحتين الرئيسيتين اللتين قدمهما له الرئيس ترامب عند توليه المنصب: “بيت، عليك أن تكون صارمًا للغاية”، و”أريدك أن تُعيد روح المحارب في جيشنا”. على الرغم من هذه التطمينات، اتسمت فترة هيجسيث في البنتاجون باضطرابات وجدل كبيرين، لا سيما فيما يتعلق بتعامله مع المعلومات السرية.

فضائح وتسريبات تُثير المخاوف

شهدت فترة هيجسيث في منصبه سلسلة من التسريبات التي شملت معلومات عسكرية سرية. وكان آخرها مناقشة هيجسيث لخطط قتالية عبر تطبيق المراسلة “سيجنال”، والتي تضمنت مشاركة تفاصيل حساسة مع مجموعة ضمت أفراد عائلته.

جاء ذلك في أعقاب موقف مماثل، حيث أُدرج صحفي في محادثة تضمنت معلومات عسكرية حساسة. وألقى هيجسيث باللوم في هذه الحوادث على تسريبات دبرها خصوم سياسيون، متهمًا وسائل الإعلام ومساعدين سابقين بمحاولة تقويض أجندة الرئيس ترامب.

في حين وعد هيجسيث بالمساعدة في مقاضاة المسؤولين عن التسريبات، إلا أن تعامله مع معلومات البنتاغون الحساسة أدى إلى تزايد المخاوف بشأن كفاءته. تساءل مسؤولون مقربون من ترامب سرًا عما إذا كان هيجسيث يفتقر إلى الخبرة الكافية في وزارة الدفاع، حيث توقع البعض أنه قد لا يستمر في منصبه لفترة أطول.

لماذا قد يتردد ترامب في إقالة هيجسيث؟

على الرغم من هذه الأزمات، أعلن الرئيس ترامب دعمه لهيجسيث علنًا، حتى أنه وصف الجدل بأنه “مجرد مضيعة للوقت”، مؤكدًا أن هيجسيث يقوم “بعمل رائع”. قد يرتبط هذا الدعم المستمر من الرئيس لسببين رئيسيين قد يمنعان ترامب من إقالة هيجسيث.

رأس مال ترامب السياسي والتزامه بترشيح هيجسيث

بذل ترامب جهدًا سياسيًا كبيرًا لتأكيد تعيين هيجسيث وزيرًا للدفاع، متغلبًا على شكوك حتى حلفائه الجمهوريين في الكونغرس.

بذل ترامب جهدًا كبيرًا لتأمين الترشيح رغم المخاوف بشأن خلافات هيجسيث السابقة، بما في ذلك مزاعم سوء السلوك وتاريخه في التعبير عن آرائه الصريحة حول القضايا العسكرية. أما الآن، فسيُنظر إلى إقالة هيجسيث على أنها اعتراف بسوء تقدير، مما يُقوّض رأس المال السياسي الذي استثمره ترامب في تعيينه.

هيجسيث كأداة للنقد اللاذع

في خضم حالة عدم اليقين الاقتصادي واضطرابات أول 100 يوم في منصبه، قد يجد ترامب أن من المفيد سياسيًا إبقاء هيجسيث كأداة للنقد اللاذع. فوجود شخصيات مثيرة للجدل في مناصب رئيسية يسمح لترامب بصرف الانتباه عن قضايا أوسع نطاقًا، مثل التحديات الاقتصادية وتراجعات سوق الأسهم.

نظرًا لأن ثقافة الجيش الأمريكي تُمثل محورًا رئيسيًا في رسائل ترامب السياسية، لا سيما في قضايا مثل حظر انضمام المتحولين جنسيًا إلى الجيش و”أيديولوجية اليقظة” في القوات المسلحة، فإن أسلوب هيجسيث القيادي العدواني يتماشى مع خطاب الرئيس الأوسع المتمثل في تحدي المؤسسة.

اقرأ أيضًا: البنك الأهلي المصري يخفض عائد الشهادة البلاتينية المتغيرة والحساب الجاري اليومي

الضغط السياسي ودعوات الاستقالة

ومع ذلك، يتزايد الضغط على هيجسيث. فقد انتقدت السيناتور الديمقراطية تامي داكوورث، وهي من قدامى المحاربين، هيجسيث بشدة، واصفة إياه بالكاذب والتهديد للأمن القومي بسبب التسريبات المتكررة لمعلومات استخباراتية سرية.

يُقال إن الاضطرابات الداخلية في البنتاجون تُهيئ بيئةً من الخوف، حيث يشعر المسؤولون بالقلق بشأن أمنهم الوظيفي في ظل الأزمات المستمرة.

على الرغم من جهود هيجسيث لطمأنة الرأي العام بأن جاهزية الجيش وقوته من أولوياته، إلا أن الفضائح المستمرة لا تزال تُهيمن على الخطاب. وبينما يدعمه الرئيس ترامب علنًا، تُشير التقارير إلى أن إدارته تدرس مرشحين بديلين لمنصب وزير الدفاع، في حال أصبح منصب هيجسيث غير قابل للاستمرار.

هل سيصمد هيجسيث؟

في الوقت الحالي، لا يزال هيجسيث في منصبه، مدعومًا بدعم ترامب المستمر. ومع ذلك، فإن الأزمات المستمرة في البنتاجون، إلى جانب إدارة هيجسيث للمعلومات العسكرية الحساسة وأسلوبه الاستقطابي، تُشير إلى أن فترة ولايته قد لا تكون آمنة كما يُريد الرئيس.

مع تزايد الدعوات لاستقالته، فإن الزمن وحده كفيلٌ بإثبات ما إذا كانت فترة هيجسيث في البنتاغون ستصمد أمام الضغوط.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط