كتبت – هاجر هشام

 تستعد دار سوثبي للمزادات لعرض تمثال جياكوميتي، وهو تمثال برونزي نادر للفنان ألبرتو جياكوميتي بقيمة تقديرية تصل إلى 70 مليون دولار، ضمن مزادها المسائي للفن الحديث المقرر إقامته في 13 مايو المقبل بمدينة نيويورك، ويعتبر هذا التمثال، المعروف باسم "جراند تيت مينس"، أغلى القطع المعروضة في مزادات الشهر المقبل، مما يجعل الحدث محط أنظار عشاق الفن وجامعي الأعمال الفنية.

تمثال جياكوميتي تحفة فنية من حقبة ما بعد الحرب

التمثال، الذي يعود تاريخه إلى عام 1955، يجسد شقيق الفنان ألبرتو جياكوميتي، ويبلغ ارتفاعه 25 بوصة، ويأتي هذا العمل من مجموعة قطب العقارات الراحل شيلدون سولو، الذي توفي عام 2020، وتتولى بيعه مؤسسة سولوفييف الخيرية التي أسسها نجله ستيفان، ويعرض التمثال بشكل مجهول، لكنه يحمل قيمة فنية وتاريخية كبيرة، كما ويصف سيمون شو، مستشار سوثبي للفن الحديث، التمثال بأنه "نصب تذكاري عظيم" يعكس التحولات الاجتماعية والفكرية التي شهدتها فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن عرضه اليوم يتزامن مع لحظة تاريخية جديدة.

سبب بيع مؤسسة سولوفييف لتمثال جياكوميتي

تسعى مؤسسة سولوفييف من خلال بيع هذا التمثال إلى جمع الأموال لدعم أنشطتها الخيرية، التي تشمل دعم متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك وملجأ ساوثهامبتون للحيوانات، ويعد هذا التمثال جزءًا من طبعة محدودة مكونة من ست نسخ، حيث بيعت إحداها في مزاد كريستيز عام 2010 بـ53 مليون دولار، بينما باعت سوثبي نسخة أخرى عام 2013 مقابل 50 مليون دولار، مما يبرز القيمة الاستثنائية لهذا العمل.

كريستيز تنافس بلوحة موندريان النادرة  

في سياق متصل، حصلت دار كريستيز على مجموعة أعمال فنية من مقتنيات لين ولويز ريجيو، تتضمن لوحة نادرة للفنان بيت موندريان تُقدر قيمتها بحوالي 50 مليون دولار، وتأتي هذه المزادات في وقت حساس لسوق الفن، الذي يعاني من تراجع في المبيعات منذ عامين بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، وقد زادت التوترات الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية وانخفاض سوق الأسهم من حذر جامعي الأعمال الفنية، مما جعل العديد منهم يترددون في بيع مقتنياتهم.

ومن الجدير بالذكر أن، تعتبر مزادات مايو في نيويورك فرصة حاسمة لاختبار مرونة سوق الفن في ظل التحديات الاقتصادية، ومع عرض أعمال فنية نادرة مثل تمثال جياكوميتي ولوحة موندريان، يترقب الجميع ما إذا كانت هذه القطع ستحقق أرقامًا قياسية، أم أن الحذر سيظل يهيمن على قرارات المشترين، ويبقى هذا الحدث دليلاً على قدرة الفن على مقاومة التقلبات، حاملاً معه قصص الإبداع والإرث الإنساني.