القاهرة (خاص عن مصر)- كشف تقرير جديد صادر عن الجمعية الأمريكية للرئة أن 46% من الأمريكيين يتنفسون هواءً غير صحي، محذرًا من أن التراجعات المقترحة في إجراءات الحماية البيئية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.

ووفقًا لتقرير “حالة الهواء” الصادر عن الجمعية الأمريكية للرئة لعام 2025، يعيش ما يقرب من 156 مليون أمريكي – أي حوالي 46% من السكان – في مناطق ذات هواءً غير صحي، تتميز بمستويات عالية من الأوزون أو تلوث الجسيمات.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، ترتبط هذه الملوثات، وخاصة الأوزون والجسيمات الدقيقة PM2.5 (التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون)، بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الربو وأمراض القلب والوفاة المبكرة.

تأثير التراجعات في السياسات البيئية

يسلط التقرير الضوء على المخاطر المستمرة التي يشكلها تلوث الهواء، والتي تفاقمت بسبب التغييرات التنظيمية في ظل إدارة ترامب.

من المتوقع أن تؤدي خطط إضعاف قانون الهواء النظيف، بما في ذلك تخفيضات في أبحاث جودة الهواء وخفض معايير انبعاثات المركبات، إلى تدهور جودة الهواء بشكل أكبر.

كما يشير باناجيس غالياتساتوس، أخصائي أمراض الرئة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن قانون الهواء النظيف لعب دورًا حاسمًا في تحسين صحة الرئة والصحة العامة بشكل عام، إلا أن هذه الجهود مهددة بإلغاء اللوائح الهادفة إلى الحد من التلوث.

هواء غير صحي .. تأثير على المجتمعات الملونة

يُبرز التقرير أيضًا التفاوتات العرقية والإثنية في التعرض لتلوث الهواء. فالأشخاص الملونون أكثر عرضة للعيش في مناطق ذات مستويات عالية من الأوزون وتلوث الجسيمات.

فالمجتمعات ذات الأصول الإسبانية، على سبيل المثال، أكثر عرضة بثلاث مرات لجودة هواء رديئة من المجتمعات البيضاء. تعكس هذه النتائج استمرار الظلم البيئي الذي يتطلب تدخلًا سياسيًا عاجلًا.

يؤكد ريغان باترسون، الباحث في العدالة البيئية بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، على أهمية إدراك هذه التفاوتات، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن سياسات الهواء النظيف قد أدت إلى بعض التحسينات، إلا أنها لم تُلغِ فجوات التعرض عبر الخطوط العرقية.

دور حرائق الغابات في زيادة التلوث

يُعد تزايد حرائق الغابات، وخاصةً في كندا، أحد أهم العوامل التي تُسهم في ارتفاع مستويات التلوث. فقد أدى موسم حرائق الغابات لعام 2023، الذي كان الأسوأ على الإطلاق، إلى انتشار الدخان في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع مستويات الأوزون في الغرب الأوسط والسهول وشرق الولايات المتحدة.

كان هذا الارتفاع غير مسبوق في تلوث الهواء، وخاصةً الناجم عن حرائق الغابات، حيث أثر على ملايين الأشخاص وأدى إلى تغيير أنماط التلوث في جميع أنحاء البلاد. وتشير التوقعات إلى أن مثل هذه الظروف القاسية قد تصبح أكثر تكرارًا بحلول خمسينيات القرن الحادي والعشرين بسبب تغير المناخ.

اقرأ أيضًا: البنك الأهلي المصري يخفض عائد الشهادة البلاتينية المتغيرة والحساب الجاري اليومي

العبء المتزايد للأوزون وتلوث الجسيمات

يُفصّل التقرير زيادة حادة في تلوث الأوزون، حيث يعيش أكثر من 125 مليون شخص الآن في مقاطعات ذات مستويات أوزون غير صحية.

يمثل هذا زيادة قدرها 24.6 مليون شخص مقارنة بالسنوات السابقة. كما ارتفع عدد المقاطعات التي لم تستوفِ معايير الأوزون بشكل كبير، حيث اندرجت 93 مقاطعة أخرى ضمن هذه الفئة مقارنةً بالتقرير السابق.

بالمثل، ارتفع تلوث الجسيمات (PM2.5) بشكل حاد، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى دخان حرائق الغابات، مما أثر على ملايين الأمريكيين أكثر من السنوات السابقة.

في حين أن بعض المدن، مثل بانجور في ولاية مين، وسان خوان في بورتوريكو، تمتعت بهواء نقي نسبيًا مع الحد الأدنى من تلوث الأوزون والجسيمات PM2.5، لا تزال غالبية الولايات المتحدة تعاني من جودة هواء غير صحية.

دعوة لاتخاذ إجراءات أقوى

على الرغم من هذه الاتجاهات المقلقة، حاولت إدارة بايدن تعزيز حماية جودة الهواء من خلال تشديد معايير انبعاثات المركبات ووضع لوائح أكثر صرامة على انبعاثات الكربون والزئبق من محطات الطاقة.

مع ذلك، فإن هذه الجهود معرضة للخطر مع سعي إدارة ترامب إلى عكس هذه السياسات وزيادة إنتاج الفحم، مما سيساهم بشكل أكبر في تلوث الجسيمات وانبعاثات الكربون.

يحث التقرير المشرعين على الحفاظ على لوائح صارمة لجودة الهواء، مؤكدًا أن هذه الإجراءات حيوية لحماية الصحة العامة والتخفيف من آثار التلوث على المدى الطويل. ومع تفاقم تغير المناخ، تصبح الحاجة إلى حماية بيئية قوية أكثر إلحاحًا.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط