بدلة رقص محمد رمضان أزعجت حتى الحطابين في الغابات! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بدلة رقص محمد رمضان أزعجت حتى الحطابين في الغابات! - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 08:10 صباحاً

لم تنته بعد تداعيات "ترند بدلة رقص" محمد رمضان في مهرجان كوتشلا في أميركا.
بعض البرامج الفنية العربية سخرت منه ونشرت تدوينة قديمة للفنانة المعتزلة شمس البارودي وصفته فيها بأنه "جاهل"! وبطريقته المواربة سخر منه المستشار مرتضى منصور.

ثم امتد "الترند" إلى الجزائر حيث سخر منه بعضهم هناك رداً على تصريحات مسيئة بحقهم أطلقها رمضان في بداية مشواره تتعلق بمفهوم الذكورة والأنوثة.
واستعان جمهور "السوشيال ميديا" بصورة قديمة تظهر التشابه بين ما ارتداه وزي "صبي العالمة" أو ما يسمى "الغايش" وهو رجل كان يرتدي زي الغوازي ويرقص بدلًا منهن. 


كما دخل على الخط محترفو صب الزيت على نار "الترند" الذين فبركوا صورة للفنان الراحل عبد الحليم حافظ بالزي نفسه ما أغضب أسرة الفنان الراحل التي هددت باللجوء إلى القضاء.

معارضة وغضب
ومن دون تسمية رمضان، حذر وزير الأوقاف السابق مختار جمعة، من كل ظواهر الخلاعة والمجون والتخنث حفاظاً على قيمنا وهويتنا التي ترفض كل أنواع الانحراف والشذوذ.

كما علق الأستاذ في جامعة الأزهر  هاني تمام قائلًا: "إذا لم يحاسب على فعلته الشنيعة هذه، وإذا لم يكن هناك موقف حاسم من السادة المسؤولين ضده، فإنه سيتمادى أكثر وأكثر في نشر المحرمات والقبح والبذاءة في المجتمع وتضييع الشباب".


وبلغة حادة رأى الكاتب الصحافي محمد الباز أن "ما يفعله محمد رمضان وصل إلى مرحلة خطيرة... الأمر لم يعد مجرد استعراض، بل تحول إلى تهديد لكل ما هو محترم في مجتمعنا".


بينما أعلن أكثر من محام عن تقديم بلاغات إلى النائب العام تتهمه بنشر الفسق وهدم قيم المجتمع وزعزعة الاستقرار الاجتماعي ونشر ثقافة تتعارض مع قيم المجتمع المصري ومبادئه  وتعمد ارتداء لباس غير مناسب وغير لائق بهدف نشر الرذيلة وتحريض الشباب على ممارسة الفجور والتشبه بالنساء.


وتقدمت إحدى المحاميات بدعوى لشطبه من نقابة المهن التمثيلية، فيما اكتفى متحدث باسم نقابة الموسيقيين بأن رمضان ليس عضواً فيها، وتجاهل نقيب الممثلين أشرف زكي التعليق على "الترند" حتى الآن.


أما المنتج محمد العدل فعلق بأن النقابات الفنية ليست جهات عقابية ولا شرطة فنية وبأن دورها هو الدفاع عن حقوق الفنانين، وهو كلام يمكن الرد عليه لأن للنقابات حق منع النشاطات بقوة القانون والتحقيق مع الأعضاء وفصلهم.
 
دفاع صريح
ورغم اتساع حملة الانتقاد ليس لدى عامة الناس فقط بل أيضاً من أدباء ومثقفين رأوا أن ما ارتداه يسيء إلى مصر وقيمنا الشرقية، ويخالف الفطرة، دافعت بعض الأصوات عنه بزعم أن ملابسه مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة. وقالت الفنانة هالة صدقي إن رمضان فنان وطبيعي "لبسه يبقى مختلف".


من المنظور نفسه قالت الكاتبه فاطمة المعدول المرشحة لجائزة الدولة التقديرية في الآداب إن رمضان "ممثل" وليس مدرساً أو محامياً أو "صاحب رسالة"، ومن الطبيعي أن الممثل يلبس "بدلة" رقص أو زي ملك أو شحات لأنه يقدم عرضاً فنياً يقوم على الخروج عن المألوف والبهجة والإبهار.


يمكن التحفظ عن رأي المعدول لأن أي فنان هو بالفعل مؤثر في ملايين المابعين، ويتخذه المراهقون مثلًا أعلى ويتشبهون به، ويجارونه في نمط ملابسه وحياته، فلا يمكن إلغاء الرسالة الأخلاقية بالمعنى العام ولا الجمالية.


في تصريح للصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين علق على "الترند" قائلًا: "أرتاح عندما أرى الجيل المصري الجديد"، ما جر "الترند" نحو السياسة والصراع العربي ـ الإسرائيلي، والكلام عن الماسونية، والتذكير بصلاح الدين الأيوبي، ولا يخفي أن الهدف الحقيقي هو رصد العبارات العنصرية لدى المصريين والعرب.

الترندية
سبق للفنان أحمد سعد أن تعرض لحملة انتقاد بسبب زي شفاف ارتداه في حفلة، ومن المؤكد أن محمد رمضان نفسه تعرض مرات كثيرة للنقد الحاد بسبب ملابسه أو ظهوره شبه عار، أي أن ضجيج مفهومي الأنوثة والذكورة لا ينتهي، في ظل توجهات عالمية نحو تجاوز الصيغ التقليدية للمفهومين، وتشجيع تصنيفات مغايرة.


وغالباً ينشغل بعض الفنانين بالحضور في "السوشيال ميديا" وهذا لن يتحقق بتقديم مسلسل أو أغنية جميلة، وإنما بالترندية، أي بإثارة الجدل واللغط كي يبقى أطول فترة ممكنة متصدراً "الترند" سواء عن طريق التباهي أم التفاهة أم كسر التوقعات والمفاهيم والقيم التقليدية.
فاختيار الفنان ملابسه، أو ترتيب مواقف معينة مثل صعود فتاة جميلة لتقبيله على الملأ، كلها حيل للتسويق "الترندي"، بعدما انفصل مفهوم النجاح نفسه عن القيمة الأخلاقية وحتى الفنية والجمالية.


لكن الحقيقة أن رمضان نفسه لا ينشغل بأي رسالة، قدر انشغاله بالترندية، لذلك لم يفكر في الاعتذار أو تجاهل الغضب والانتقاد، وإنما تبنى استراتيجة خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ورد بتغيير لقبه على "انستغرام" إلى "مستر وان" "m1" ونشر أغنية "بحب أغيظهم".


كما دافعت مصممة الزي فريدة تمراز عن عملها المستوحى من رموز مصرية مثل مفتاح الحياة على ظهر العباءة والجنيهات المصرية المعدنية.

علامة تسويقية
لا ينتبه كثيرون إلى أن اختيار رمضان لقب "نمبر وان" أو "مستر وان" هو في الأساس علامة تسويقية أي "الأول في السوق" و"الأول في الترند" وهذا منفصل تماماً عن أي قيمة فنية أو جمالية، أو حتى اخلاقية.


فمثلًا التصريح القديم المنسوب إليه "لو هاشحت عمري ما هاظهر بدور صبي راقصة"، وعشرات التصريحات من النمط ذاته، أو صوره العارية وعضلاته وأغانية، كلها تستجيب لنمط ذكوري يغازل المراهقين من جمهوره، لكنه لا يعني أنه "ذكوري" في حياته الواقعية.


وكلامه السياسي النضالي أحياناً تناقضه مواقف أخرى سلبية وإعلانات لشركات تندرج ضمن مقاطعة الجهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.


أي أن مسؤولي تسويق "علامة رمضان" غير مشغولين بقيمة معينة، قدر الانشغال بالاستثمار في قيم متناقضة تثير الجدل على الدوام، وهو ما يربك شرائح لا يستهان بها على طريقة "هو معنا ولا ضدنا؟"، "فخر لمصر أم يهين مصر؟!"


لا أحد ينكر أن محمد رمضان ـ ومنذ سنوات ـ جعل الجميع، من رجال دين ونواب برلمان ورؤساء نقابات وإعلاميين ومحامين وربات بيوت وعمال وفلاحين وكل الحطابين في الغابات، وقوداً لتسويق اسمه، فانخرط المعارضون أكثر من المؤيدين في صنع مجده الشخصي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق