كتبت.. آلاء محمدي

يتربع طبق ملانة شم النسيم 2025 أو "الحمص الأخضر" على المائدة في هذه المناسبة، وذلك لأنه عادة متوارثة عبر آلاف السنين، يحمل بين طياته عبق الماضي ودلالات عميقة حول تجدد الحياة، وهو من المناسبات الفرعونية العريق الذي تتزين موائدهم بألوان البهجة ونكهات الأصالة.

ما هي ملانة شم النسيم 2025؟

لم تكن ملانة شم النسيم 2025 مجرد نبات عابر في حياة المصريين القدماء، بل كانت تحمل اسماً ذا دلالة خاصة "حور-بك"، حيث ارتبطت بمعتقداتهم حول تجدد الحياة والخصوبة، فنضوج ثمار الحمص وامتلائها كان يمثل رمزاً لقدوم الربيع وهو فصل الازدهار والنماء، ليؤكد على دورة الحياة الأبدية.

وينتمي الحمص "Cicer arietinum" إلى عائلة البقوليات "Fabaceae"، ويعد من أقدم المحاصيل التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط، خاصة في بلاد الشام والمغرب وتركيا وإيطاليا، ووجد طريقه إلى المائدة المصرية ليصبح جزءاً أصيلاً من احتفالات شم النسيم.

فوائد تناول الملانة

يقبل المصريون على تناول ملانة شم النسيم 2025 أو الحمص الأخضر طازجاً في موسمه الذي يمتد من أوائل الخريف إلى أواخر الصيف مروراً بالربيع، ويمكن الاستمتاع بمذاقه المميز كوجبة خفيفة، أو إضافته إلى السلطات ليضفي عليها نكهة منعشة وقيمة غذائية عالية، كما يمكن تحميصه في الفرن مع قليل من الملح ليصبح وجبة مقرمشة ومغذية أو حتى إضافته إلى الأطباق المطبوخة.

وتحمل الملانة بين ثمارها الخضراء فوائد صحية جمة، فهي غنية بالألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتحسن حركة الأمعاء، مما يقي من الإمساك، كما تساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى قدرتها على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.

احتفالات شم النسيم

لم تقتصر احتفالات شم النسيم على الملانة والفسيخ فحسب، بل شملت على العديد من الأطعمة الأخرى التي حملت دلالات دينية وفكرية عميقة في معتقدات المصريين القدماء، وهي مثل البيض الذي رمز إلى التجدد وبداية الخلق، والبصل الذي ارتبط بطرد الأرواح الشريرة، والخس الذي اعتبر نباتًا مقدسًا.