نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روبوتات بشرية تنافس البشر في ماراثون لأول مرة.. من الفائز؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:25 مساءً
في مشهد يذكر بأفلام الخيال العلمي التي تصور صراعا بين الإنسان والآلة، استضافت العاصمة الصينية بكين حدثا فريدا من نوعه يوم السبت الماضي. شهد حي ييتشوانغ التكنولوجي، الذي يعد مركزا للعديد من شركات التكنولوجيا الرائدة في المدينة، أول نصف ماراثون في العالم يجمع بين متسابقين من البشر والروبوتات الشبيهة بالبشر.
شارك في هذا السباق التاريخي أكثر من عشرين روبوتا يسير على قدمين، تنافسوا في مسافة 21 كيلومترا، أي حوالي 13 ميلا. وقد مثلت هذه الروبوتات نماذج متطورة صممتها جامعات وشركات روبوتات صينية، وكان الهدف من هذا الحدث هو إبراز التقدم الذي أحرزته الصين في مجال تكنولوجيا الروبوتات الشبيهة بالبشر، في ظل سعيها لتعزيز تنافسها مع الولايات المتحدة في هذا المجال.
مصاعب واجهت الروبوتات
جرى السباق في مسار مخصص للروبوتات بجانب المسار الذي سلكه 12 ألف متسابق من البشر. وعلى الرغم من البيئة التكنولوجية المتقدمة للحدث، إلا أن أداء الروبوتات كان بعيدا عن تحقيق نتائج رياضية مبهرة.
واجه العديد منها صعوبات في الحفاظ على توازنها، واحتاجت إلى مساعدة مستمرة من مرافقين بشريين كانوا يركضون بجانبها وأذرعهم ممدودة تحسبا لأي سقوط. بل إن بعض الروبوتات كانت مربوطة بمقاود، بينما تم توجيه البعض الآخر عن بعد.
وذكرت صحيفة بكين اليومية أن مسار السباق تضمن بعض المنحدرات والمنعطفات الطفيفة، مما زاد من صعوبة التحدي بالنسبة لهذه الآلات. وللحفاظ على وتيرة السباق، سمح للروبوتات بتبديل بطارياتها خلال السباق، وحتى أن بعضها تلقى بطاريات بديلة تم إرسالها إليها، ولكن كل عملية تبديل كانت تستتبع إضافة عقوبة زمنية قدرها عشر دقائق إلى توقيت الروبوت.
@skynews #Robots race against humans in #Beijing half-#marathon ♬ original sound - Sky News
تفوق العنصر البشري
في نهاية المطاف، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي تجسده هذه الروبوتات، فقد أظهر السباق تفوق العنصر البشري في مجال القدرة على التحمل والسرعة في مثل هذه المنافسات. فقد أنهى المتسابقون البشريون السباق بفارق كبير عن الروبوتات.
على الجانب الآخر، استطاع روبوت بشري يدعى تيانغونغ ألترا، تم تطويره بواسطة مركز بكين للروبوتات البشرية المبتكرة، إكمال مسافة السباق في زمن قدره ساعتان وأربعون دقيقة. يظل هذا الأداء أبطأ بفارق كبير عن الرقم القياسي العالمي البشري في هذا النوع من السباقات، والذي يبلغ 56 دقيقة و42 ثانية، ويحمله العداء الأوغندي جاكوب كيليمو.
نقطة مضيئة في الحدث
أوضح تانغ جيان، كبير المسؤولين التقنيين في مركز الابتكار، في تصريح لوكالة رويترز، أن الأداء الذي حققه الروبوت تيانغونغ ألترا، يعود إلى تصميمه الذي يتميز بـ "ساقين طويلتين" بالإضافة إلى خوارزمية مخصصة تحاكي بدقة حركة الركض لدى الإنسان.
وأضاف تانغ بثقة: "لا أود المبالغة، لكنني أعتقد أن لا توجد شركات روبوتات أخرى في الغرب استطاعت تحقيق إنجازات رياضية تضاهي ما حققه تيانغونغ". كما أشار إلى أن الروبوت تيانغونغ ألترا، احتاج فقط إلى تغيير بطارياته ثلاث مرات طوال فترة السباق.
وعلى الرغم من هذا الأداء الملحوظ، واجه الروبوت البالغ طوله 1.8 متر بعض التحديات. فقد تطلب الأمر وجود شخص بشري يركض بالقرب منه لتوجيهه، مما يبرز الحاجة المستمرة إلى تحقيق توازن دقيق بين الاعتماد على الآلات والدعم البشري في هذه المرحلة من تطور الروبوتات.
مستقبل الروبوتات
يأتي هذا الحدث في سياق اهتمام عالمي متزايد، مصحوبًا ببعض المخاوف، بشأن مستقبل الروبوتات البشرية. ففي وثيقة سياسية صدرت عام 2023، وصفت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية الروبوتات البشرية بأنها "حدود جديدة في المنافسة التكنولوجية"، وحددت هدفا طموحا يتمثل في تحقيق إنتاج واسع النطاق وإنشاء سلاسل إمداد قوية لهذه الروبوتات بحلول عام 2025.
وفي الأشهر الأخيرة، انتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع تظهر روبوتات بشرية صينية قادرة على القيام بحركات بهلوانية معقدة، وتنفيذ ركلات، وحتى ركوب الدراجات، وهي عروض غالبا ما تروج لها وسائل الإعلام الحكومية كرموز للقوة الوطنية القائمة على التقدم التكنولوجي.
ومع ذلك، إذا كان سباق يوم السبت يقدم أي مؤشر، فإن البشر لا يزالون يحتفظون بالصدارة في بعض المجالات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقدرة على الركض. فقد التقط العداؤون المشاركون في السباق صورا ذاتية ومقاطع فيديو وهم يتجاوزون المتسابقين الآليين بسهولة، مستمتعين بلحظة فريدة يمتزج فيها الخيال العلمي بالنشاط البدني.
0 تعليق