دونالد ترامب والبابا فرنسيس... تاريخ من التنافر والمواقف المتباعدة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دونالد ترامب والبابا فرنسيس... تاريخ من التنافر والمواقف المتباعدة - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 03:26 مساءً

دأب البابا الراحل فرنسيس في محطات كثيرة على انتقاد دونالد ترامب، واصفاً إياه بأنه "ليس مسيحياً"، خصوصاً على خلفية السياسات المناهضة للهجرة التي ينتهجها الرئيس الأميركي الذي يقدم نفسه كمدافع عن الإيمان.

وبأسلوبه المباشر المعروف، تدخل البابا بشكل ملحوظ في الحملة الرئاسية الأميركية في شباط/فبراير 2016، وقال متحدثاً عن المرشح حينها دونالد ترامب إنّ "الشخص الذي يريد بناء الجدران وليس الجسور ليس مسيحياً".

وكان الملياردير الذي وعد آنذاك ببناء جدار مرتفع على طول الحدود مع المكسيك، قد ندد بهذه التصريحات ووصفها بأنها "فاضحة".

 

 

والاثنين، بعد وفاة البابا عن 88 عاماً، نشر دونالد ترامب رسالة قصيرة على منصته "تروث سوشال" كتب فيها "ارقد بسلام البابا فرنسيس! ليباركه الله وليبارك كل الذين أحبّوه".

وأعلن بعد ذلك تنكيس الأعلام الأميركية على المنشآت العامة في مختلف أنحاء البلاد تكريما للبابا الراحل الذي وصفه بأنه "رجل طيب".

ثم أعلن أيضاً عبر المنصة نفسها أنه سيشارك مع زوجته في الجنازة التي ستقام السبت في الفاتيكان، في أوّل رحلة دولية له في ولايته الثانية.

وكتب ترامب: "سأذهب مع ميلانيا إلى جنازة البابا فرنسيس في روما. نتشوق لذلك!".

واعتمد نائب الرئيس جاي دي فانس الذي اعتنق الكاثوليكية في عام 2019 والتقى رئيس الكنيسة الكاثوليكية الأحد قبل ساعات من وفاته، أسلوباً مختصراً في رثاء البابا الراحل. وكتب عبر منصة إكس "قلبي يتجه إلى ملايين المسيحيين في كل أنحاء العالم الذين أحبوه".

- "رد فاتر" -
وقال جون كار، مؤسس برنامج الفكر الاجتماعي الكاثوليكي والحياة العامة في جامعة جورج تاون، وهي مؤسسة يسوعية، لوكالة فرانس برس "من المستحيل أن نتخيل زعيمين عالميين أكثر اختلافاً عن بعضهما البعض من ترامب وفرنسيس، في كل شيء، الأنانية مقابل التواضع، والاهتمام بالفقراء مقابل الاهتمام بالسلطة (...) وهذا يتجلى في رد الفعل الفاتر من البيت الأبيض تجاه وفاته".

وكان الرئيس الأميركي الذي يصف نفسه بأنه مسيحي "بلا انتماء" لمذهب محدد، أكّد في يوم تنصيبه أن الله "أنقذه" من محاولة اغتيال حتى يتمكن من وقف الانحدار العام الذي تعانيه أميركا.

وأنشأ "مكتب الإيمان" في البيت الأبيض، ونشر أخيراً صورة يظهر فيها وهو يصلي في المكتب البيضوي، محاطاً بقادة روحيين إنجيليين.

وكان البابا فرنسيس الذي استضاف دونالد ترامب في الفاتيكان خلال فترة ولايته الأولى عام 2017 في لقاء استمر نصف ساعة، انتقده بسبب موقفه المناهض للمهاجرين.

بعد عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير، لم يخفف البابا الأرجنتيني اليسوعي المعروف بدفاعه الكبير عن المهمشين، من لهجته، بل على العكس من ذلك.

وقال البابا في رسالة نادرة موجهة إلى الأساقفة الأميركيين إن طرد "الأشخاص الذين، في كثير من الحالات، غادروا بلدانهم لأسباب تتعلق بالفقر المدقع، أو انعدام الأمن، أو الاستغلال، أو الاضطهاد، أو التدهور الخطير للبيئة، يمسّ بكرامة الكثير من الرجال والنساء".

- فانس والقديس أوغسطينوس -
وقال توم هومان الذي كلفه دونالد ترامب إدارة سياسات ترحيل واسعة النطاق للمهاجرين، والذي يعرّف عن نفسه بأنه كاثوليكي مثل جاي دي فانس والناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت "أود منه أن يركز على الكنيسة الكاثوليكية ويتركنا نتعامل مع الحدود".

وكان البابا فرنسيس يدعو في رسائله إلى ممارسة "أخوّة مفتوحة للجميع، بلا استثناء"، بصرف النظر عن "الهوية الشخصية أو المجتمعية أو الوطنية".

وانتقد الحبر الأعظم خصوصاً التفسير القومي الذي كان يعتمده جاي دي فانس لأحد مبادئ العقيدة الكاثوليكية المسمى "ordo amoris" ("نظام الحب").

واستشهد نائب الرئيس بهذا المبدأ الذي وضعه اثنان من أهم علماء اللاهوت الكاثوليك، القديس أوغسطينوس والقديس توما الأكويني، لتبرير سياسة مكافحة الهجرة، مؤكداً أنّ الأعمال الخيرية يجب أن تفيد في المقام الأول المواطنين الأميركيين وليس الأجانب.

وقال جون كار: "لم أر قط بابا يصحح لسياسي بهذه الدقة"، مضيفاً: "لقد كان أمراً لا يصدق".

ووصل الصراع بين إدارة ترامب ورجال الدين الكاثوليك إلى المحاكم أيضاً، فقد رفع مؤتمر الأساقفة الأميركي دعوى قضائية ضد وقف تمويل برامج دعم اللاجئين التي تديرها الكنيسة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق