كشفت تقارير إعلامية عربية ودولية عن تقديم مصر وقطر لمقترح جديد بشأن الوضع في قطاع غزة، يتضمن هدنة طويلة الأمد تمتد بين خمس إلى سبع سنوات، بالإضافة إلى تبادل شامل للأسرى وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع.

ويُعد هذا المقترح الأطول زمناً منذ اندلاع الحرب، إذ يتجاوز صيغ الهدنات المؤقتة السابقة، ويطرح جدولاً زمنياً واضحاً لوقف إطلاق نار دائم، إلى جانب اتفاق على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، وفق ما نقلته التقارير.

ويتضمن المقترح تسليم إدارة القطاع لجهة غير محددة حتى الآن، قد تكون السلطة الفلسطينية أو هيئة توافقية تجمع أطرافاً محلية وإقليمية، في محاولة لتجاوز العقبة المتعلقة بحكم غزة، التي شكلت نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات السابقة.

وتأتي هذه المبادرة بعد فشل تمديد الهدنة السابقة في مارس 2025، وتجدد المواجهات العسكرية في مناطق متفرقة من القطاع، ما دفع الوسطاء إلى البحث عن حلول أكثر شمولاً واستدامة.

مواقف الأطراف: خلافات مستمرة وسط إشارات لمرونة

في المقابل، تصر حركة "حماس" على ضرورة وجود ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى بدء عملية إعادة إعمار غير مشروطة للقطاع، وترفض بشدة أي حديث عن نزع سلاحها المسبق. أما إسرائيل، فترهن أي اتفاق بتفكيك "البنية العسكرية لحماس" وضمان أمن حدودها، وهو ما لا تزال الحركة ترفضه.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع مطّلع على سير المفاوضات إن وفداً من الحركة، برئاسة رئيس مكتبها السياسي محمد درويش ورئيس الوفد المفاوض خليل الحية، سيصل قريباً إلى القاهرة لمناقشة المقترح.

ووفق ذات المسؤول، فقد أبدت "حماس" مرونة غير مسبوقة، مشيرة إلى استعدادها للتخلي عن إدارة القطاع لصالح جهة فلسطينية توافقية، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو كياناً جديداً يتم التفاهم عليه داخلياً وبرعاية إقليمية.

تصعيد ميداني: 42 قتيلاً في 24 ساعة

ميدانياً، قتل 42 فلسطينياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، في تصعيد وُصف بـ"غير المسبوق".

وشملت الغارات منازل سكنية ومنشآت مدنية وممتلكات تابعة للبلديات والشركات، بالإضافة إلى قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، ما أسفر عن دمار واسع النطاق واستهداف معدات حيوية ومركبات مدنية.

ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن المقترح الجديد، بينما تواصل القاهرة والدوحة جهودهما للوساطة بين الأطراف المعنية وسط ظروف ميدانية وإنسانية شديدة التعقيد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك