أثارت الوسيطة الروحية الأمريكية جين ديكسون جدلاً واسعاً عبر العقود، بسبب تنبؤاتها التي وصفت بالدقيقة في بعض الأحيان والمرعبة في أحيان أخرى، خاصة ما كشفته بشأن عام 2025.

وُلدت جين ديكسون في ميدفورد، ويسكونسن، عام 1904، واشتهرت بداية بكتابة الأبراج في الصحف والمجلات الأمريكية، قبل أن تتحول إلى استخدام الكرة البلورية في التنبؤ بالمستقبل. وذاع صيتها بعد أن أثبتت بعض نبوءاتها دقة لافتة، ما دفعها لتأليف 7 كتب، من بينها سيرة ذاتية مليئة بتنبؤات للمستقبل.

نبوءة حول حرب كبرى تبدأ في 2025

في كتابها الصادر عام 1969 بعنوان "حياتي ونبوءاتي" (My Life and Prophecies)، توقعت ديكسون اندلاع حرب كبرى بين الصين وروسيا خلال الفترة من 2025 إلى 2037.

وقالت: "في عام 2025، ستكون الصين الحمراء قد وصلت إلى استقرار اقتصادي وسياسي كافٍ لتصبح الفاتح العظيم"

وأضافت أن الصين ستبدأ زحفاً عسكرياً نحو روسيا، وتحتل جزءاً كبيراً من شمال الاتحاد السوفيتي، وتواصل توسعها نحو فنلندا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، لكنها لن تدخل أوروبا الغربية، حيث تتوقف عند الحدود الألمانية.

وفي المقابل، توقعت أن روسيا ستوسع نفوذها لتشمل أوروبا الشرقية، وليبيا، وإثيوبيا، وإيران، ومعظم قارة أفريقيا.

أشهر نبوءاتها: اغتيال كينيدي

كانت أبرز تنبؤات ديكسون وأكثرها شهرة ما كتبته في مايو 1956 بمجلة باريد، حيث توقعت أن "الانتخابات الرئاسية لعام 1960 سيفوز بها ديمقراطي... وسيُغتال أو يموت في منصبه".

وبالفعل، فاز جون إف كينيدي في الانتخابات واغتيل في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963، مما أعطى مصداقية كبيرة لرؤاها حينها.

توقعات دقيقة أخرى: نيكسون وأوبرا وكارثة النفط

ريتشارد نيكسون: توقعت فوزه بالرئاسة عام 1968، وأنه لن يُكمل ولايته. وقد تحقق ذلك عندما استقال عام 1974، بسبب فضيحة ووترغيت.

كارثة النفط عام 1989: تنبأت بكارثة شحن بحرية، وتحققت في حادثة تسرب النفط من ناقلة إكسون فالديز في ألاسكا، التي أحدثت دماراً بيئياً واسعاً.

أوبرا وينفري: خلال لقائهما عام 1977، أخبرتها بأنها ستحظى بـ"مسيرة مهنية مذهلة وملايين المعجبين"، وهو ما تحقق عندما أصبح برنامج أوبرا واحداً من أكثر البرامج شهرةً على الإطلاق.

تنبؤات لم تتحقق

رغم بعض نبوءاتها الدقيقة، إلا أن جين ديكسون أخطأت في عدة تنبؤات كبرى:

الحرب العالمية الثالثة: توقعت اندلاعها عام 1958، ولم تحدث.

علاج السرطان: زعمت اكتشافه في 1967.

محرقة ثانية: توقعت وقوعها في الثمانينيات.

نهضة الإمبراطورية الرومانية: لم تحدث.

نهاية العالم في 2020: تنبأت بأن حرب "هرمجدون" ستنهي البشرية، لكن يرى البعض أنها ربما كانت تشير إلى جائحة كوفيد-19، التي اجتاحت العالم في ذلك العام، وأسفرت عن وفاة أكثر من 3.4 مليون شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

بينما نجحت جين ديكسون في لفت الأنظار بفضل بعض التنبؤات الدقيقة، فإن سجّلها يحتوي أيضاً على العديد من الأخطاء. إلا أن تحذيرها بشأن عام 2025 يثير تساؤلات لدى البعض، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية بين القوى الكبرى. فهل ستتحقق نبوءتها بشأن الحرب بين الصين وروسيا؟.