حذرت الأمم المتحدة من أن هايتي تقترب بسرعة من "فوضى عارمة" وبلوغ "نقطة اللاعودة" إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل حاسم وفعال في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وتصاعد عنف العصابات المسلحة في البلاد.

وقالت ماريا إيزابيل سلفادور ممثلة الأمم المتحدة الخاصة في هايتي، خلال إحاطتها لمجلس الأمن اليوم: "إن الجماعات الإجرامية المنظمة تنفذ هجمات منسقة لتوسيع نفوذها وتقويض سلطة الدولة في العاصمة بورت أو برنس ومناطق أخرى".

وكشفت أن تلك الهجمات شملت اقتحام سجون، حيث فر أكثر من 500 سجين في خامس عملية هروب جماعي خلال أقل من عام، مشيرة إلى أن انعدام الأمن أدى إلى إغلاق 39 مرفقا صحيا وأكثر من 900 مدرسة في العاصمة.

وأشارت سلفادور إلى أن أكثر من ألف شخص قتلوا، وأن أكثر من 60 ألف شخص نزحوا قسرا خلال الشهرين الماضيين، ليضافوا إلى النازحين الذين بلغ عددهم مليون شخص بنهاية ديسمبر عام 2024.

وشددت على ضرورة تكثيف الدعم الدولي لهايتي، خاصة من خلال تعزيز تمويل وعمليات بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات بقيادة كينيا، مضيفة أن "تقديم الدعم لقوات الأمن الهايتية لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحة لغياب أي بديل واقعي".

ودعت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء إلى تقديم التمويل اللازم لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، محذرة من أن غياب التمويل الكافي والمستدام قد يهدد حتى بقاء الحد الأدنى من وجود الأمم المتحدة في البلاد، لافتة إلى أهمية استمرار دعم عمليات برنامج الأغذية العالمي التي تمثل شريان حياة أساسيا لسكان العاصمة المعزولة فعليا.

وأكدت سلفادور أن المواطنين في هايتي يعانون من مستويات متزايدة من الهشاشة وفقدان الثقة في قدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم، موضحة أن قوات الأمن تبذل ما بوسعها، لكنها تحتاج إلى قيادة استراتيجية موحدة وفعالة تحت سلطة مدنية ودون تدخلات سياسية.

واختتمت إحاطتها بتحذير، قائلة إن هايتي قد تنزلق إلى "فوضى عارمة" إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل حاسم وفعال وفي الوقت المناسب، داعية أعضاء مجلس الأمن إلى مواصلة جهودهم وتلبية الاحتياجات العاجلة للبلاد وشعبها.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك