حُسن الخُلق مع «ChatGPT» ضار بكوكب الأرض - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حُسن الخُلق مع «ChatGPT» ضار بكوكب الأرض - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 03:29 مساءً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 21 أبريل 2025 04:20 مساءً - عندما يطلب الإنسان من آخر خدمة، فمن الأدب والعرف والعادة والأخلاق أيضاً تقديم الشكر على إنجاز تلك الخدمة، ولكن يبدو أن الأدب والأخلاق هو بين البشر، بينما فعل الأمر نفسه مع «شات جي بي تي» لرد جميل إجابة السؤال ضار جداً، ليس بالبرنامج ولكن بكوكب الأرض بأسره..

الحكاية تحدث عنها الأمريكي سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» المالكة لـ«شات جي بي تي»، حيث قال إن عبارات المجاملة البسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" تُسهم في رفع فواتير الطاقة بشكل ملحوظ لدى الشركة، مما يضر بكوكب الأرض بأسره.

وجاء ذلك ردًا على استفسار أحد المستخدمين على منصة X بشأن تكلفة الكهرباء الناجمة عن استخدام اللغة المؤدبة في التفاعل معChatGPT، فأجاب ألتمان مازحًا: «عشرات ملايين الدولارات صُرفت بسبب ذلك الأدب».

ورغم الطابع الفكاهي لتعليق قائد «أوبن إيه آي»، إلا أنه سلّط الضوء على التكلفة الحقيقية لكل كلمة تعالجها أنظمة الذكاء الاصطناعي.

حيث يستهلك شات جي بي تي كمية طاقة كبيرة لاستيعاب عبارات الشكر والتقدير، الأمر الذي يتطلب تبريداً للمعالجات القائمة على معالجة الأوامر، ذلك التبريد الذي يستهلك كميات ضخمة من المياه، وبالتالي فأدب الحديث ذلك لا يعد فقط مكلفاً للأموال، ولكنه ضار بالبيئة وبكوكب الأرض بأسره.

وأثار تعليق ألتمان نقاشًا واسعًا حول الطريقة التي يتعامل بها المستخدمون مع الذكاء الاصطناعي. فعلى الرغم من افتقار ChatGPT للوعي أو المشاعر، إلا أن عددًا متزايدًا من المستخدمين يلتزمون بآداب الحديث عند التفاعل معه.

ووفقًا لاستطلاع رأي أُجري عام 2024، فإن 67% من الأمريكيين يستخدمون عبارات مهذبة عند الحديث مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وأوضح 55% منهم أنهم يفعلون ذلك بدافع أخلاقي، بينما قال 12% إنهم يفعلونه "تحسّبًا لثورة مستقبلية محتملة للذكاء الاصطناعي".

هذا التوجه يعكس مدى اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، حيث بات كثيرون يتعاملون معه كشريك في الحوار لا مجرد أداة تقنية. بل إن بعض المستخدمين يبالغون في المجاملة، فيخاطبون ChatGPT بألقاب مثل "يا سيدي"، بينما يرى آخرون الأمر "استثمارًا ضروريًا" في حال سيطر الذكاء الاصطناعي على العالم مستقبلًا.

آثار تقنية ومالية

ورغم أن عبارات اللباقة تبدو تافهة من حيث المضمون، إلا أن لها تبعات حسابية. فكل كلمة إضافية تتطلب قدرة معالجة أكبر، مما يضاعف الضغط على مراكز البيانات التي تُشغّل ChatGPT. وهذه الأنظمة المتقدمة تستهلك موارد حوسبة هائلة وتنتج حرارة تتطلب أنظمة تبريد متطورة، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة.

ويُشير ألتمان إلى أن هذه التكاليف لا تقتصر على الشركة فقط، بل تشمل أيضًا المستخدمين الذين يشتركون في النسخ المدفوعة من المنصة. فبما أن الفوترة تعتمد على عدد الرموز (tokens) المستخدمة، فإن العبارات المهذبة قد تزيد قليلًا من الكلفة على المستخدم.

ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن للغة المؤدبة أثرًا إيجابيًا في تحسين تجربة المستخدم، فقد أشار كيرتس بيفرز، مدير التصميم في مايكروسوفت، إلى أن الأسلوب المحترم في الطرح يحفّز الذكاء الاصطناعي على تقديم ردود أكثر تعاونًا واحترافية. كما دعمت مذكرة من Microsoft WorkLab هذا التوجه، موضحة أن الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يعكس نبرة المستخدمين وسلوكهم في محادثاتهم معه.

ويُفهم من ذلك أن جودة التفاعل مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتأثر بسلوك المستخدم، حتى لو كان الذكاء الاصطناعي نفسه لا يملك مشاعر. فالصياغة المؤدبة قد تسهم في توليد ردود أوضح وأكثر دقة، ما يجعل المحادثة أكثر سلاسة وفاعلية.

طفرة

وتطرق ألتمان أيضًا إلى النمو الهائل في قاعدة مستخدمي ChatGPT ففي حوار مع كريس أندرسون منسق سلسلة TED، بتاريخ 11 أبريل، قدّر عدد المستخدمين النشطين أسبوعيًا بنحو 800 مليون مستخدم أي ما يعادل حوالي 10% من سكان العالم.

ويُعزى هذا الارتفاع جزئيًا إلى ميزات شهيرة مثل توليد الصور بأسلوب "" Ghibli، والتي زادت بشكل كبير من الضغط على بنية المنصة التشغيلية.

وتتمثل التحديات الكبرى أمام OpenAI حاليًا في الموازنة بين الشعبية المتزايدة للمنصة والأعباء البيئية والمالية الناتجة عن تشغيل بنى تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي. فكلما زاد عمق التفاعل مع هذه الأنظمة، ارتفعت البصمة الكربونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتفاوتت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي إزاء تصريحات ألتمان، بين الطرافة والتحذير، فقد سخر بعض المستخدمين من فكرة أن التحلّي بالأدب قد يجنّبهم غضب الذكاء الاصطناعي في حال حدوث "ثورة مستقبلية"، مستشهدين بسيناريوهات أفلام مثل Terminator وThe Matrix. فيما تساءل آخرون عن سبب عدم تبنّي حلول تقنية أبسط، مثل برمجة الردود المؤدبة على جانب المستخدم لتخفيف العبء عن الخوادم.

ومهما اختلفت وجهات النظر، فقد أثارت هذه التصريحات فضول الرأي العام بشأن التكاليف غير المرئية لعاداتنا الحياتية وعلاقاتنا كبشر فيما بيننا، وبين العلاقات الرقمية اليومية، واختلاف الأخلاقيات بين كلاهما.

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حُسن الخُلق مع «ChatGPT» ضار بكوكب الأرض - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 03:29 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق