كتب – محمود كمال

أعلن الكرملين اليوم الإثنين أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرافض لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو يعتبر خطوة مرضية لموسكو لكنه امتنع عن التعليق على آمال ترمب في التوصل إلى اتفاق محتمل هذا الأسبوع.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف خلال تصريحاته الصحفية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا يظلان منفتحين على التوصل إلى تسوية بشأن الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن قنوات العمل مع واشنطن ما زالت مفتوحة.

وتابع بيسكوف قائلاً: نلاحظ التصريحات الصادرة عن بعض الشخصيات الأميركية، لكننا نفضل تقييم الأمور بناء على الأفعال بدلاً من الأقوال فقط.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، يعتبر انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أحد أبرز الأسباب التي دفعت موسكو لشن الهجوم العسكري حيث تعتبر روسيا توسيع الناتو إلى الشرق تهديدا استراتيجيا مباشرا لأمنها القومي.

وفي الأشهر الأولى للحرب شدد الكرملين على أن هدف العملية العسكرية هو منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وهو مطلب كرره المسؤولون الروس في جميع جولات التفاوض التي انتهت بلا نتائج حاسمة.

وسعت كييف بدعم من الغرب للحصول على حماية أمنية تحميها من الهجمات الروسية، مما جعل مسألة انضمامها للناتو تطرح مجددا لا سيما خلال قمم الحلف في 2023 و2024.

ومع التصريحات الأخيرة التي نسبت إلى دوائر مقربة من ترمب بشأن رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو يبدو أن هناك تحولا لافتا في الموقف الأميركي، خصوصا في حال عودة ترمب إلى البيت الأبيض في 2025، وهو ما قد يعيد تشكيل المعادلة الجيوسياسية في أوروبا.

وتواصل روسيا الحفاظ على خطاب مزدوج يتمثل في استمرار العمليات العسكرية على الأرض وفي الوقت ذاته الإعراب عن استعدادها للتفاوض.

ويرى المراقبون أن موسكو تراهن على تغير في السياسة الأميركية يمكن أن يُخفف من الضغوط، خاصة مع تزايد التكلفة الاقتصادية والعسكرية للصراع على جميع الأطراف.