وكيل الأزهر يكتب في "النهار" عن البابا فرنسيس: ترك إرثاً إنسانياً حافلًا بالسعي لتحقيق السلام ونصرة الضعفاء - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وكيل الأزهر يكتب في "النهار" عن البابا فرنسيس: ترك إرثاً إنسانياً حافلًا بالسعي لتحقيق السلام ونصرة الضعفاء - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 02:57 مساءً

وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني

فقدت الإنسانية رمزاً للسلام، ورجلاً أخلص في دعم قضايا الضعفاء والمحتاجين والمتطهرين، ولا يسعنا إلا أن نعرب عن خالص عزائنا وصادق مواساتنا في وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثولوكية، الذي وافته المنيّة، تاركاً وراءهُ إرثاً إنسانياً حافلاً بمسيرة عطاءٍ طويلة دَأب خلالها على السعي لنصرة رسالة السلام، ونصرة الضعفاء والمحتاجين، وترسيخ قيم التعايش والتسامح، ما أكسبه مكانةً رفيعة كأحد أبرز سفراء الإنسانية والوئام العالمي. 

لقد جسّد البابا فرنسيس نموذجاً ملهماً لرجل الدين المنفتح، الذي يجمع بين الحكمة والاعتدال، وأولى اهتماماً كبيراً لقضايا المهمّشين والفقراء واللاجئين وضحايا النزاعات، ولم يدّخر جهداً في الصدح بضرورة وقف الحروب وإسكات صوت البنادق، وكانت له مواقف نبيلة تجاه مختلف الصراعات التي أحاطت بعالمنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان على غزة، حتى إن آخر تصريحاته تضمّنت دفاعاً عن القضية الفلسطينية ومطالبة بوقف العدوان على أهل غزة المضطهدين. 


لقد شهدت علاقة الفاتيكان بالعالم الإسلامي تحولاً ملحوظاً وتقارباً كبيراً خلال قيادة البابا فرنسيس، الذي تميزت مواقفه بالحكمة والحوار البنّاء، ما فتح آفاقاً جديدةً للتعاون المشترك في مواجهة التطرف وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، ودفع جهود الحوار الإسلامي - المسيحي، ما أسهم في توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية التاريخية بين شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس، والتي تعد علامة بارزة وفارقة في تاريخ الحوار بين الإسلام والمسيحية، وأهم وثيقة إنسانية في التاريخ الحديث، حيث مثّلت إطاراً عملياً لدعوة العالم إلى نبذ العنف وتبنّي ثقافة التعايش، كما أصبحت مرجعيةً عالميةً للحوار بين الأديان. وأضاف أن البابا الراحل تميّز بقدرته على تحويل الخطاب الديني إلى أفعالٍ ملموسة، تعكس التزاماً حقيقياً بقضايا العدالة الاجتماعية والإنسانية. 

إن مسيرة التعاون بين الأزهر والفاتيكان تحت قيادة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أثبتت أن إرادة الخير قادرة على تجاوز الخلافات التاريخية عندما تُرفع مصلحة الإنسان فوق كل الاعتبارات، وإننا لنثمّن عالياً روح التسامح والأخوة التي طبعت تعامل البابا مع القضايا الإسلامية وخطاباته المتزنة في رفض خطابات الكراهية كالإسلاموفوبيا، ونأمل استمرار هذا النهج الإنساني ليكون نبراساً للأجيال القادمة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق