تعيش إسرائيل هذه الأيام على وقع عواصف سياسية ودبلوماسية متسارعة، تتقاطع فيها الضغوط الداخلية مع تصعيد خارجي جديد، وذلك في ظل خلافات متصاعدة داخل الحكومة حول ملف الأسرى في غزة، وتصريحات فرنسية أربكت حسابات تل أبيب.  
من قرار إسرائيل بمنع دخول مسؤولين فرنسيين إلى الأراضي المحتلة، مرورًا بتصريحات مستفزة من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وانتهاءً بغضب شعبي وعائلي واسع من تجاهل قضية الأسرى، تبدو الأجواء مشحونة أكثر من أي وقت مضى.

منع دخول مسؤولين فرنسيين

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الحكومة الإسرائيلية قررت منع دخول 27 مسؤولاً ونائبًا فرنسيًا بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن فيها عزمه الاعتراف بدولة فلسطين.
القرار الإسرائيلي قوبل باستغراب في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، واعتُبر خطوة استفزازية قد تزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات العالمية لسياستها في غزة.

سموتريتش يفجّر الغضب: الأسرى ليسوا أولوية

في تصريحات أثارت موجة غضب داخل الشارع الإسرائيلي، قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر القناة 13 إن إعادة المخطوفين ليست الهدف الأكثر أهمية، مما أثار سخطًا كبيرًا بين عائلات الأسرى.

وجاء الرد سريعًا من تلك العائلات، التي وصفت تصريحاته بأنها عار وتكشف الحقيقة المرة، معتبرين أن الحكومة تخلت عن أبنائهم عمدًا.
وقالت أم أحد الجنود الأسرى:  أتمنى ألا يسمع ابني تصريح سموتريتش كي لا يشعر أنه تم التخلي عنه.

بينما قالت زوجة أسير آخر: ما قاله الوزير ليس خطأً بل سياسة رسمية تتخلى عنّا بدم بارد.

خلافات داخلية حول إعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم

كشفت القناة 12 أن أعضاء في المجلس الوزاري المصغر ناقشوا مؤخرًا إمكانية إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم ضمن صفقات سابقة مع حماس، لكن الاقتراح قوبل برفض المؤسسة الأمنية خشية التصعيد في الضفة والقدس.

تهديدات وتوتر داخل الأجهزة الأمنية

تزايدت حدة التوتر بين الحكومة والجهاز الأمني، خصوصًا بعد موجة تهديدات طالت رئيس الشاباك، ما دفع زعيم المعارضة يائير لابيد للتحذير من أن هذه التهديدات تمثل هدية مجانية لأعداء إسرائيل، محمّلاً الحكومة المسؤولية عن التحريض والتصعيد.

سموتريتش يدعو لاحتلال غزة

في مشهد يعكس الانقسام في صفوف القيادة الإسرائيلية، جدد سموتريتش دعوته لـ<احتلال غزة> وتنفيذ خطة ترامب، مشيرًا إلى أنه أبلغ نتنياهو شخصيًا أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد، ولا يمكن تدمير حماس دون إدارة عسكرية كاملة للقطاع.

ليبرمان وجانتس يردّان

الوزير السابق أفيغدور ليبرمان هاجم تصريحات سموتريتش قائلاً: من أخطأ يوم 7 أكتوبر عليه أن يصمت الآن، قضية الأسرى ليست جدلية بل واجب وطني.
أما بيني جانتس، فأكد أن مواقف سموتريتش تشكّل عائقًا سياسيًا حقيقيًا أمام أي أمل بعودة الأسرى.

حكومة مأزومة وشعب غاضب

ما بين ضغوط عائلات المخطوفين، والتصعيد مع فرنسا، والانقسام داخل الحكومة، تواجه إسرائيل أزمة داخلية تتجاوز حدود الحرب في غزة، وتكشف هشاشة التماسك السياسي وسط غضب شعبي متصاعد، واتهامات بتفريط الدولة بأبنائها الأسرى.