نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ففي هذه فلتكن أفكاركم" - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 08:27 صباحاً
الاب ايلي قنبر
1."فاحذري يا نفسي أن تستغرقي نوماً..."
في الأسبوع العظيم، يُردِّد المؤمنون في صلاة الختَن: "ها هوذا العرُوسُ يأتي في نِصفِ اللَّيل. فطوبى للمَرء الذي يجِده ساهراً. أمّا الذي يجِده غافِلًا، فإنّه غيرُ مستحقّ. فاحذري يا نفسي أن تستغرقي في النوم، لِئَلًّا تُسلَمي إلى الموت، ويُغلَق عليك خارج الملكوت. بل استَيقِظي..." أيّ سهَر هو المقصود؟ ايّ موت نعني؟
"الحرب أقوى من الآلهة والأديان والأخلاق. العالمُ ... مُصابٌ بمرض الإبادات... :الحرب"، يقول نصري الصايغ. ويُضيف: "الحربُ مِنصّةٌ اقتصاديّة وماليّة وتجاريّة". وقد أفرزَت واقعاً أسوَد: "التاريخ ترك للبشريّة تراثاً من الهمجيّة. التسليح راهناً يسبق الغذاء". نحن أمام صيغةٍ "مُستَدامَة" لا تراجُع فيها لسَيطرة "المُجمَّع الصناعي العسكريّ". فـ"قايين ليس أولاً ولا أخيراً. الإنسان تدَرّب على معالجة الجوع بالقوّة والسلاح. وعالجَت الرأسماليّات المُزمنة جشَعها بإطفاء الحق وإشعال الرغبة في مزيد من العنف والقتل". "لا وُجود للفصل الأخير من الحروب. المستقبل منعدم. والخراب البشري فادح. ساحقٌ مُستدام. مأسويٌ كالح… أعدادُ الهائمين على وُجوههم بلا إحصاءات. ما تبقّى من حضارة، فتات ودماء ومجهول إنساني (...) لا بل "عبَث. عبَث. عبَث".
كثرةٌ منّا غافلة عمّا يجري على كوكب الأرض، لَكأنّها من كوكبٍ آخَر. لم تَعرِف "العروس" الإلَهيّ. لم تتعرَّف إلى سلامه (يوحنّا 14: 27) وإلى حِلمه. لم تقرأ ما أَسَرَّ به رسول الأُمم: "مَهما يَكُن مِن حَقٍّ، أَو أَدَبٍ، أَو عَدلٍ، أَو نَقاوَةٍ، أَو صِفَةٍ مُحَبَّبَةٍ، أَو حُسنِ صيتٍ، إِن تَكُن فَضيلَةٌ أَو مَديحٌ، فَفي هَذهِ فَلتَكُن أَفكارُكُم"(فيلپّي 4: 8). ما وفَّر لكَثرةٍ تافهة "الاستيلاء على السلطة" دون مُقاوَمة تُذكَر.
2. "إِفرَحوا في ٱلرَّبِّ كُلَّ حينٍ"
نُرنِّم يوم الفِصح: "يا ما ألّذّ! يا ما أَحَبّ! يا ما أعذَب صوتك الإلهيّ، ايُّها المسيح! لقد وعَدتَنا وَعداً صادقاً بأن تكون معَنا إلى ابَدِ الدَهر، فبِذا الوَعدِ نعتصِم نحنُ المؤمنين، كمَرسى رجاءٍ، ونبتهجُ مسرورين". يسوعُ هوَ "الوَعدُ الصادق"! هل التَقيتَه يومًا؟ وهل جذبَك شخصه "الوَديع والمُتواضع القلب"(متّى 11: 29)؟ هوَ مصدَر الفرَح للإنسانيّة لأنّه "الحُبُّ"! أُدعُه إلى بيتِك، فهوَ مُستعِدٌّ أن يأتي وأبيه إليك، ويجعلَا عندك مُقامهُما (يوحنّا 14: 18-24).
إستقبل الجمعُ يومًا يسوع وشهِد لهُ لأنّهم "كانوا مَعَهُ حينَ نادى لَعازَرَ مِنَ ٱلقَبرِ وَأَقامَهُ مِن بَينِ ٱلأَموات"، وهلَّل: "مُبارَكٌ ٱلآتي بِٱسمِ ٱلرَّبِّ مَلِكُ إِسرائيل"، وفي اليوم التالي، صرخ: "اصلِبهُ ! اصلِبهُ!". لقد كانوا ينتظرون ملِكًا بطَّاشًا يُهلِك كلّ مَن حكَم اليهود، مُتَناسين النبؤة القائلة: "لا تَخافي يا ٱبنَةَ صِهيُون. ها إِنَّ مَلِكَكِ يَأتيكِ راكِبًا عَلى جَحشٍ ٱبنِ أَتان" لا على حصان كمُحارِب (زكريّا 9: 9 ؛ يوحنّا 12: 15). لذا، فلنَفرح: " إِفرَحوا في ٱلرَّبِّ كُلَّ حينٍ " (فيلپّي 4: 4)، فإنّ "الربَّ قريبٌ" من قلبك ومن حياتك.
3. "أَلرَّبُّ هُوَ ٱللهُ وَقَد ظَهَرَ لَنا".
كُثُرٌ يقولون: ماذا يُمكنُنا أمام استفحال الشُرور وبطش مُفتَعِليها؟ إنّهم أقوى منّا ! فبِمَ نُجيبُهم؟ وهل يقنَعون؟
إحدى الإجابات أُقدِّمها الى السيّدة مَيّ سحّاب التي اعتبرَت في لقاء لنا أن لا حولَ للناس ولا قوّة أمام غَدر الأشرار. فلَقد عُقِد مؤتمَر حول "مُعضِلات الإنسانيّة: آفاق التحوّل الاجتماعيّ" في البرازيل، أكّد المشاركون فيه الحاجة إلى "مشروع مُجتمَعيّ شعبيّ بديل، تَبنيه الشُعوب المُكافِحة لِلرأسماليّة والإمْپِرياليّة". وذلك "لُمناقَشة سُثبُل الخروج من أزمة هَيمنة الرأسماليّة على الاقتصاد العالميّ، ولاتِّخاذ إجراءات لمُكافَحة الجوع والتفاوُت الاجتماعيّ والأزمة البيئيّة، وللتضامن مع الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة". عُقد المؤتمَر في "الجامعة الكاثوليكية" في ساو باولو ومركز "بومبِيا" الثقافيَ الاجتماعيّ. وقد صرَّح أحد مُنَظِّميه ، فيجاي براشاد: "نحن في مرحلة من تاريخ العالم حيث تُحاول شعوب الدول المستعمَرة سابقاً وحديثاً، مجدّداً، صوغ مسارٍ للمضيّ قدماً في حياة البشرية (...) إن مسار التقدّم الذي سنتوصّل إليه، سيكون ثمرة حواراتٍ كتلك التي نجريها هنا في هذا المؤتمر".
الإجابة الثانية تكمُن في تجربة الصين التحريريّة التي اخرجَت شعبها من الفقْر إلى صدارة الاقتصاد العالميّ. فقد اعتمد حُكّامُها منهجيّة "تحرير الفكر"، عنَيتُ بها "أن تُدرّب عقلك بمنهجيّة علميّة، وأن تّستخدم هذه المعرفة لخدمة المجتمع. هنا فقط يُصبح الفكر فاعلاً و"حُرّاً". فوق ذلك، المسألة ليست "نظريّة" وهَيُوليّة. فلا يُوجَد فصلٌ بين أن تُحرّر "فكرك" وأن تُحرّر "واقعك" المادّي، فالاثنان يجب أن يكونا على اتّصالٍ وبَينهما سببيّة مباشرة، وإلّا فَما الهدف من هذه العمليّة من الأساس"؟...
إذًا، للوُصول إلى النجاح في التحرُّر والتحرير، ، فـ"أنت من يجب أن يُفكّر ويَستخدم هذا المنهج لكي تُنتج تحليلاً صحيحاً عن واقعك، أي استخراج النظريّة من الواقع وليس العكس، وهو القاعدة الأولى "في طريق التحرُّر والتحرير"، إلى خطوة "فهم التناقضات وتفاعلها، وليس على الاختيار بينها أو محاولة إنهائها".
"الربُّ هوَ الله، وقد ظهرَ لنا"، ليس ليَعمل عَنّا بل معنا ولأجلنا لكي نُغَيِّر واقعنا عبر تحرير فكرنا.
0 تعليق