ما خطة بوتين من وراء "هدنة الفصح"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما خطة بوتين من وراء "هدنة الفصح"؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 06:09 صباحاً

عند نحو الساعة السادسة من مساء السبت بتوقيت موسكو، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة إنسانية بمناسبة عيد الفصح امتدت لثلاثين ساعة حتى منتصف ليل الأحد-الاثنين. وأضاف: "نحن نعمل على افتراض أن الجانب الأوكراني سيتبع نهجنا".

 

بعد تشكيكه بتعهد بوتين، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "أكس" في اليوم نفسه أن بلاده ستعكس تصرفات روسيا: وقف القصف مقابل وقف القصف، ومواصلة "الهجمات الدفاعية رداً على الهجمات". ولفت إلى أنّه في حال نجحت الهدنة فستقترح أوكرانيا تمديدها، لأن 30 ساعة كافية لتصدّر العناوين لا لإجراءات بناء الثقة، مضيفاً: "30 يوماً قد تعطي السلام فرصة".

 

ومساء يوم الأحد، عاد زيلينسكي وأشار إلى وقوع "46 اعتداء روسياً في اتجاهات مختلفة" من بينها "901 حالة قصف" وإلى أنّ قوات أوكرانية تعرضت لكمين في توريتسك. كان ذلك حتى الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي.

 

لماذا الآن؟

يدرك بوتين أنّ إعلان هدنة بمناسبة عيد الفصح عنوان جذّاب بالنسبة إلى المحافظين المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب. سيزداد محافظو "ماغا" إعجاباً بالرئيس الروسي لأنه "يجسّد" قيم المسيحية الأساسية بحسب رأيهم. لقد كان التأثير على السردية السياسية في الولايات المتحدة هدفاً دائماً للسياسة الروسية، وتوضّح ذلك حين قبل بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف إجراء مقابلة مع الإعلامي تاكر كارلسون. ولا شك أيضاً في أن هذه المبادرة ستعجب ترامب، وليس فقط بسبب رمزيتها. في الواقع، قد لا تؤدي هذه الرمزية دوراً كبيراً في نيل استحسان الرئيس الأميركي بمقدار ما تفعل بين مناصريه.

 

قبل إعلان الرئيس الروسي بيوم واحد، هدد ترامب بأنه سيتخلى عن محاولة التوسط في السلام خلال أيام إذا لم يتم إحراز تقدم قريباً. وقال روبيو كلاماً مشابهاً يوم الأربعاء معطياً فرصة "أيام قليلة" لنجاح المفاوضات. بذلك، يكون بوتين قد ضرب عصفورين بحجر واحد: الاستجابة السريعة لرغبات ترامب الذي سيقدّر ذلك على المستوى الشخصي، لكنها استجابة مغلفة بغطاء "إنساني/مسيحي". ثم هناك مهلة مفترضة يجري تداولها على نطاق واسع وهي أن ترامب سيرغب بعقد صفقة بحلول اليوم المئة من ولايته الثانية، وبعدها سيفقد اهتمامه بالمفاوضات. تلاقت جميع هذه العوامل لتساعد في توليد لحظة مثالية لبوتين كي يعلن هدنته الأحادية الجانب.

 

نتيجة مفارقة. لا غريبة

يُصعّب تخلي ترامب عن مفاوضات السلام طريق بوتين نحو حصد المزيد من المكاسب. حتى ولو كانت روسيا تستطيع التقدم بشكل أسرع على الأرض في حال خسرت كييف مساعدات حليفها الأميركي فسيظل الروس يتطلعون إلى الأميركيين ليرفعوا العقوبات عنهم كما ليشرعوا سيطرتهم على المناطق الأربع الواقعة في شرق أوكرانيا.

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ب)

 

لا يبدو الروس قريبين من السيطرة على كامل هذه المناطق في أي وقت قريب. وهذا يعني أنهم بحاجة إلى فرض الولايات المتحدة إكراهها على الأوكرانيين للقبول بصفقة كهذه، لا إلى تخلي الأميركيين عن أي دور لهم في الملف. إنها نتيجة مفارقة لكن ليست غريبة. إذا كانت كل ضغوط ترامب في الفترة الماضية منصبّة على الأوكرانيين فالمستفيد نسبياً من ابتعاد أميركا عن الملف سيكون الخاضع لهذه الضغوط، أي أوكرانيا.

 

من هنا، إن رحيل الأميركيين عن المفاوضات لن يمثل أنباء إيجابية بالنسبة إلى الكرملين، على الأقل ليس في جميع النقاط العالقة. وبالمثل، إذا أراد بوتين إعادة "هندسة الأمن الأوروبي" فسيحتاج أيضاً إلى مشاركة ترامب.

 

"كابوس"

من المحتمل أن يكسب بوتين بعض الوقت الإضافي للحصول على آذان صاغية من ترامب، سواء أخرقت أوكرانيا الاتفاق أو خرقته روسيا كي تحمّل عدوها مسؤولية الفشل. في الواقع، لم يكن لدى بوتين أي شيء يخسره من هذه المناورة. بالحد الأدنى، سيكون قد ولّد تشويشاً على خطوط الجبهة حيث يحتاج الجنود إلى أيام لتلقي التعليمات وتنفيذها، بخاصة إذا كانوا وسط قصف متبادل. فكما كتب نِك والش في "سي إن إن"، إنّ توقف أوكرانيا "فجأة، وفوراً" عن القتال بناء على أوامر بوتين سيكون "كابوساً لوجستياً".

 

ربما يكون هذا الكابوس مقصوداً لإظهار أوكرانيا مسؤولة عن خرق الهدنة أو لتشويش جنودها على الأرض. وحتى لو امتصت كييف "صدمة" بوتين واستطاعت الحفاظ على الهدنة، من غير المرجح أن تجذب ترامب إلى صفوفها. على ما يبدو، ستحصل أميركا على رغبتها عبر قبول أوكرانيا المبدئي والقريب بالتوقيع على اتفاقية المعادن النادرة. أبعد من ذلك، تبدو أميركا الترامبية غير مبالية بمصير أوكرانيا.

 

قال زيلينسكي إن روسيا خرقت وقف إطلاق النار ضد البنى التحتية الأوكرانية المرتبطة بالطاقة 39 مرة في شهر واحد. لو كان ترامب مهتماً بهذه الادعاءات لكان اكتفى بالتحقيق في بضع منها وحسب. لقد سبق أن حسم الرئيس الأميركي نفوره من أوكرانيا منذ فترة طويلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق