في مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي، يتجمع مواطنون فلسطينيون في أنحاء مختلفة من قطاع غزة للمطالبة بوقف فوري للحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى دعوات متزايدة لتنحي حركة حماس عن الحكم.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع وصوراً تظهر احتجاج مئات الفلسطينيين في مناطق متفرقة من القطاع، رافعين شعارات تطالب بإنهاء الحرب، ومرددين هتافات مناهضة لحماس، من بينها: "حماس برا برا".

وخلال ما سُمي بـ"جمعة الغضب" الشهر الماضي، رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها: "دماء أطفالنا ليست رخيصة"، و"بدنا نعيش بسلام وأمان"، و"أوقفوا شلال الدماء"، وذلك في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق.

ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد المتظاهرين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه الكامل، قوله: "عشرات الشبان تجمعوا قرب خيام النازحين في بيت لاهيا، وتحولت هذه التجمعات إلى مظاهرة عفوية، لأن الناس تعبت من الحرب. وأثناء مرورنا قرب مستشفى الأندونيسي، ردد البعض هتافات ضد حماس، مطالبين بإنهاء القتال".

وأضاف المتظاهر: "إذا كان خروج حماس من الحكم في غزة هو الحل، فلماذا لا تتنازل الحركة عن السلطة لحماية السكان؟"

كما حمل متظاهر آخر الحركة مسؤولية ما وصفه بـ"الوضع الإنساني الكارثي"، مشيراً إلى أن تصريحات سابقة لقيادات في حماس، ومنها تصريح خالد مشعل حول اعتبار سقوط المدنيين "خسارة تكتيكية"، تثير غضب السكان، وتزيد من شعورهم بعدم التمثيل.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فقد شكلت هذه الاحتجاجات مفاجأة للكثير من سكان غزة، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ"القمع المستمر" لأي معارضة من قبل حماس. وأضافت أن الحركة شددت من إجراءاتها الأمنية مؤخراً لمنع تكرار مظاهرات مشابهة لتلك التي جرت في مارس/آذار الماضي، والتي وُصفت بـ"الجريئة".

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن الدعم الشعبي الذي حظيت به حركة حماس خلال السنوات الماضية قد تراجع بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب، التي دمّرت معظم أجزاء القطاع.

ويؤكد سوالمة أن "إنهاء الحرب بات مطلباً عاماً في غزة"، مضيفاً أن "المناورات السياسية لا يجب أن تتقدّم على حساب أرواح المدنيين الذين دُمّر حاضرهم ومستقبلهم".

وتُظهر التقديرات أن الحرب في قطاع غزة أدت إلى تدمير نحو 90% من البنية التحتية، وتهجير ما يقارب مليوني شخص، إلى جانب مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 110 آلاف آخرين، وفق ما أفادت به مصادر طبية محلية ودولية.