كتب .. مصطفى محمود

أكدت الحكومة العراقية أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة لم يكن "سرياً"، كما تداوله بعض النواب، مشيرة إلى أن الإعلان عنه تم تأجيله باتفاق مسبق، وليس بسبب رغبة في الإخفاء.

وأوضحت في بيان رسمي أن اللقاء يأتي في إطار سياسة واقعية يتبعها السوداني، بعيداً عن "الشعارات الفارغة"، معتبرة أن العراق يطرح نفسه اليوم كـ"دولة توازن" على المستوى الإقليمي، في ظل التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة.

وكشفت الحكومة أن رئيس الوزراء ناقش مع الشرع ملفات حساسة تتعلق بالأمن والجيوسياسية، وعلى رأسها ملف حماية التنوع الديني والمذهبي، لا سيما وضع الطائفة العلوية في سوريا، مشددة على أن الحديث جرى بصراحة كاملة ومن دون مجاملة.

وجاء هذا الرد الرسمي بعدما أعلن نواب شيعة في البرلمان العراقي أنهم جمعوا نحو 50 توقيعاً للمطالبة بالكشف عن ملابسات الزيارة، ومناقشة إمكانية إصدار قرار يمنع الرئيس السوري من حضور القمة العربية المقبلة في بغداد.

وأشارت الحكومة في ردها إلى أن هذه التحركات السياسية لا تنتقص من دور السوداني، الذي وصفته بأنه "رجل توازن" داخلياً وخارجياً، وذكّرت بأنه سبق أن اتخذ مواقف حازمة، مثل احتجاجه على تصريحات الرئيس اللبناني بشأن الحشد الشعبي، والذي أعقبه اتصال رسمي من الرئيس اللبناني لتوضيح الموقف.

وتواصل الحكومة العراقية من جهتها الاستعدادات المكثفة لاستضافة القمة العربية المقررة في 17 مايو (أيار) المقبل، عبر التحضيرات اللوجستية داخل بغداد التي تحولت إلى ورشة عمل كبرى شملت شارع المطار، القصر الحكومي، ومقر إقامة القادة والوفود المشاركة.

وباشر ثلاثة وزراء عراقيين، هم وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، ووزير التخطيط محمد تميم، جولات رسمية إلى عدد من الدول العربية لتسليم الدعوات الخاصة بالقمة، في إشارة واضحة إلى إصرار بغداد على إنجاح هذا الحدث الدبلوماسي رغم الجدل السياسي المحلي.