نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة في قداس الفصح: بلدنا على مفترق طرق ومن يحمل السلاح عليه التخلّي عنه - تكنو بلس, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 12:11 مساءً
تــرأس ســيـــادة مــتــروبـــولــيـــت بــيــروت وتــوابــعـــهـــا الــمــطــران الــيــاس عــوده خــدمــة الــهــجــمــة وقــداس الــفــصــح فـــي كــاتــدرائــيــة الــقــديــس جــاورجــيــوس بــحــضــور حــشــد مــن الــمــؤمــنــيــن.
وبــعــد الإنــجــيــل الــمــقــدس ألــقــى عوده عظة قال فيها: "أَحِبَّـائي، الـيَـومَ عـيـدُ الـقِـيـامَـة، عـيـدُ الأعْــيـادِ ومَـوسِـمُ الـمَـواسِـم، فـيـهِ نَــفْــرَحُ ونَـبْـتَـهِـجُ لأنَّ الـمَـسـيـحَ قَـد قـامَ وَوَطِئَ الـمَـوتَ بِـمَـوْتِـهِ وأقـامَـنـا مَـعَـهُ إلى جِـدَّةِ الـحَـيـاة. سَـمِعْــنـا فـي إِنْـجـيـلِ خِـدْمَـةِ الـهَـجْـمَـة أنَّ حامِلاتِ الـطـيـبِ ذَهَــبْــنَ صَـباحًا باكِـراً لِـيُـطَــيِّــبْــنَ جَـسَـدَ الـرَّبِّ، فَـوَجَـدْنَ الـقَـبْـرَ فـارِغًـا ومَـلاكـا ًجـالِـسـاً عِـنْـدَ الـقَـبْـرِ قـالَ لَـهُـنَّ: «لَـيْـسَ هُـوَ هَـهُـنـا، لَـكِـنَّـهُ قَـدْ قـام». وبَـعْــدَ إِعْـلانِـهِ بُـشْـرَى الـقِـيـامَـةِ لِـلـنِّـسْـوَة، دَعـاهُــنَّ لِـنَـقْـلِ تِـلْـكَ الـبِـشـارَةِ لِـلـتَّـلامِـيـذِ، ودَعْـوَتِـهِـم إلـى مُـلاقـاةِ الـرَّبِّ فـي الـجَـلِـيـلِ، جَـلِـيـلِ الأُمَـم".
وأكد عون أنّ "الاحـتـفـال بـالـقِـيـامَـةِ هُـوَ هَـدَفُ مَـسِـيـرَتِـنـا، لِـذَلِـكَ نَـتَـهَـيَّـأُ جَـسَـدِيًّـا بِـالـصَّـوْمِ، ورُوحِـيًّـا بِـالـصَّلاةِ والـتَـوبَةِ وعَـمَـلِ الـرَّحْـمَـةِ، أَمَّـا بَـشَـرِيًّـا فـنَـتَـطَـلَّـعُ بِـشَـوْقٍ إلـى يَـوْمِ الـفِـصْـحِ، ونُـحَـضِّـرُ الـوَلائِـمَ لاجْـتِـمـاعِ الـعـائـلَـة، تَـعْــبـيـراً عَـنْ فَـرَحِـنـا بِعــيـدِ الأَعْـيـادِ لأنَّ الـربَّ، بِـقِــيـامَـتِـه، فَــتَـحَ لَـنـا الـطـريـقَ مُجَـدّدًا إلـى الـفِـردَوْسِ الـذي فَــقَــدْنـاهُ بِـالخَـطـيـئة. لِـذلِـكَ تُـكَـرِّرُ الـكـنـيـسةُ خِـدْمَةَ الـفِـصْحِ طِـيـلَـةَ أُسْـبُـوعِ الـتَّـجْـدِيـداتِ، تَـعْــبـيـراً عَـنْ فَــرَحِـهـا بـإعـادةِ فَــتْـحِ طَـريـقِ الـمَـلَـكـوتِ، وكَـأَنَّ الـعِـيـدَ يَـمْـتَـدُّ إلـى مـا لا نِـهـايَـة".
وتابع عظته: "لَـقَـد ظَـنَّ الـرُّسُـلُ أَنَّ الـرَّبَّ الـقـائِـمَ سَـيَـبْـقَـى مَـعَـهُـمْ عـلى الأَرْضِ، لَـكِـنَّ مُـخَـطَّـطَـهُ كـانَ مُـخْـتَـلِـفًـا. دَعـاهُـمْ لِــيُـبَـشِّـرُوا الأُمَـمَ بِـهِ مُـخَـلِّـصًـا لِـلعـالَـمِ، ولِــيَـدْعُـوا الجَـمِـيعَ إلى الـسُّـلُـوكِ فـي وَصايـاهُ الَّـتي اخْـتَـصَـرَهـا بِـمَحَـبَّـةِ اللهِ ومَحَـبّـةِ الـقَـريـب. عَـلَّـمَـنـا أَنَّـهُ لِـكُـلِّ الـبَـشَـر. هُـوَ لَـمْ يَـمُـتْ مِـنْ أَجْـلِـنـا فَـقَـطْ، وبِـقِـيـامَـتِـهِ لَـمْ يُـقِــمْــنـا وَحْـدَنـا مَـعَـهُ، بَـلْ أَقـامَ الجَـميع. ولِـكَـيْ يَـصِـلَ إلـى الجَـميعِ، أَوْكَـلَ إِلَـيْـنـا مَهَـمَّـةَ الـتَّـبْـشِـيـرِ بِـهِ، عَـبْـرَ الـكَـلِـمَـةِ والعَــيْـشِ حَـسَـبَ وَصايـاه (يـو 13: 34-35). فَـمِعْــيـارُ مَحَـبَّـتِـنـا للهِ هُـوَ حِـفْـظُ وَصايـاهُ، وتَـطْـبِـيـقُـهـا (يـو15: 12-14)".
وقال: "في الـفِـصْحِ تُـذَكِّــرُنـا الكَـنِـيسَةُ أنّ الـرَّبِّ يَـسُـوعَ يُـرِيـدُنـا أَنْ نَـنْـطَـلِـقَ إلى خارِجِ أَنْـفُـسِـنـا نَحْـوَ الآخَـرِيـنَ، سـالِـكِـيـنَ حَـسَـبَ وَصايـاهُ، وَداعــيـنَ الآخَـرِيـنَ إلـى سُّـلُـوكِ هـذا الـطَّـرِيـقِ الـوَحِـيـدِ الـمُـؤَدِّي إلـى الـخَلاص، فالـقَـبْـرُ الـفـارِغُ هُـوَ دَعْـوَةٌ لَــنـا لِـلـبَـحْـثِ عَـنِ الـرَّبِّ الـقـائِـمِ، فـي الآخَـرِيـنَ، وتَـمْجـيـدِهِ مِـنْ خِلالِ مَحَـبَّـتِهِـم".
أضاف: "الـرَّبُّ نَـفْـسُـهُ أَكَّــدَ لَـنـا أَنَّ الـسَّـبِـيـلَ الـوَحِـيـدَ لِـنَــثْــبُـتَ فِـيـهِ هُـوَ تَـطْـبِـيـقُ وَصـايـاه: «إِنْ حَـفِــظْــتُـمْ وَصـايـايَ تَــثْـبُـتُـونَ في مَـحَـبَّـتِـي» (يـو 15: 9). وَرَسَـمَ لـنـا طَـريـقَ الـثَّـبـاتِ فـيـهِ قـائِـلًا: «الَّـذي عِـنْـدَهُ وَصـايـايَ ويَحْـفَـظُـهـا فَـهُـوَ الَّـذي يُـحِـبُّــنـي... إِنْ أَحَـبَّــنـي أَحَـدٌ يَـحْـفَـظُ كَـلامي، ويُـحِـبُّـهُ أَبـي، وإِلَـيْـهِ نَـأْتـي، وعِـنْـدَهُ نَـصْـنَـعُ مَـنْـزِلًا» (يـو 14: 21-23). والـرَّبُّ لا يَـتْـرُكُـنـا. لَـقَـد مـاتَ مِـنْ أَجْـلِـنـا، حامِلًا خَـطـايـانـا، وقـامَ مِـنْ بَـيْـنِ الأَمْـواتِ فـاتِـحـاً لَـنـا سَـبِـيـلَ الـعَـوْدَةِ إلـيـهِ. نـحـنُ نَــتَّـخَـلّى عَـنْـهُ عِـنْـدَمـا نَـنْـغَـلِـقُ عـلـى أَنْـفُـسِـنـا، تـارِكـيـنَ وَصايـاهُ ومُـتَـعَــلِّـقــيـنَ بِـذَواتِـنـا وقُـدُراتِـنـا وذَكـائِـنـا، نـاظِـرِيـنَ إلـى الآخَـرِيـنَ كَـغُــرَبـاءَ عَــنَّـا لا تَـرْبُـطُـنـا بِـهِـمْ إِلَّا الـمَـصـالِـحُ الـشَّخْـصِـيَّـةُ والـمـادِّيَّـةُ، كَـأَنَّـهُـمْ مَـوْجـودون لِـخِـدْمَـتِـنـا".
وفي الشأن السياسي، قال عودة: "مُـشْـكِـلَـةُ إنْـسـانِ عَـصْـرِنـا أنـاهُ وكِـبْـرِيـاؤهُ، ومـادِّيَـتُـهُ، ومُـشْـكِـلَـةُ لـبـنـانَ فـي بَـنـيـه، فـي أنـانـيَّــتِـهـم وفَـرْدِيَّــتِـهِـم وتَـعَـلُّـقِـهِـم بِـمَـصـالِـحِهِـم. لـقـد وَصَـلْـنـا إلـى الإنـهـيـارِ لأنّ الـلـبـنـانـيـيـنَ لـم يَـعْــمَـلـوا عـلـى بِـنـاءِ دولـةٍ قَــويّـةٍ، عَــصْـرِيَّـةٍ، مُـتَـطَـوِّرَةٍ، عـادِلَـةٍ، ولـم يُـثَـمِّـروا الـنِعْــمَـةَ الـتي مَـنَحَـهُـم إيـاهـا الـرَبُّ بـأنْ جَـعَــلَهُـم فـي هـذا الـبَـلَـدِ الـصَغـيـرِ الـجَـمـيـلِ الـذي كـانَ مَـحَـطَّ إعْـجـابِ الـجَـمـيعِ، وحَـسَـدِ الـبَعْــضِ الـذي كـان يَـتَـطَـلَّـعُ إلـى بُـلـوغِ مـا كُـنّـا فـيـه".
ورأى أنّ "بَعْـض الـلـبـنـانـيـيـن اعـتَـبَـروا الـبَـلـدَ وَسـيـلَـةً لِــبُـلـوغِ أهـدافِـهِـم، والـبَعْـضُ اعـتَـبَـروه فُــنْـدُقـاً يَـزورونَهُ فـي أوقـاتِ الإزدهـارِ ويَهْـجُـرونَهُ فـي الـشِـدَّة، والـبَعْـضُ اسْـتَـعْــمَـلـوهُ سـاحَـةً وآخَـرون مَـمَـرًّا"، مشيراً إلى أنّه "لـم يـعْــتَــنِــقْ الـلـبـنـانـيـونَ سِـيـاسَةَ الـمُـراقَــبَـةِ والـمُـسـاءلَـةِ والـمُحـاسَـبَـةِ بـل سِـياسَةَ تَـقـاسُـمِ الـمَغـانِـمِ واسـتِغْـلالِ الـمَراكِـز. أمـا الآن، وفـيـمـا نحـنُ فـي عَـهْــدٍ جَـديـدٍ، نَـسـألُ إلهَـنـا الـذي جَـعَــلَ بِـقِـيـامَـتِهِ كُـلَّ شَـيءٍ جَـديـداً، أنْ يَـكـونَ هـذا الـعَـهْــدُ مُخْـتَـلِـفـاً عَـمّـا سَـبَـقَ، وأنْ يَـعْـمَـلَ عـلـى نَهْـضَةٍ أخْلاقِـيّةٍ واجـتِماعِــيّةٍ وثَـقـافِـيّةٍ وتَـرْبَـوِيَّـةٍ وقَـضائـيّةٍ لكَي نَـصِـلَ إلى تَجْـديـدٍ سِـياسِيٍّ وإداريٍّ واقْـتِـصادِيٍّ ومـالِـيٍّ يُـعـيـدُ لِـبَـلَـدِنـا بَـريـقَـهُ ودَوْرَهُ ومَـكانَـتَـه. ومِـنْ أجـلِ بُـلـوغِ هـذا الـهَـدَفِ يَجِـبُ عَــدَمُ اسـتِـثْــنـاءِ أحَـدٍ لأنَّ كُـلَّ مُـواطِـنٍ شَـريكٌ كامِـلٌ في الـوَطَـن، عَـلَيهِ واجِـبـاتٌ كَـثـيـرَةٌ تُجاهَ وَطَــنِـه لِـكَي يَـسْـتَحِـقَّ الحُـقـوقَ كامِـلَـةً".
المطران الياس عودة.
وأكد عودة أنّه "عـلى الـدولَـةِ الـعَـمَـلُ عـلى إعْـدادِ مُـواطِـنـيـن صالِحـيـن، أُمَـنـاءَ لِـوَطَـنِـهِـم، لا أفـرادًا أنـانِـيـيـنَ لا يَهْـتَـمّـونَ إلاّ بِـأنْـفُـسِهِـم. الإنـسـانُ قـد يَـكـونُ مَـشـدودًا إلـى مَـصْلَحَـتِـهِ إنْ لـم تَـكُـنْ تَـنْـشِـئَـتُـهُ صالِحَةً فـي عـائـلَـةٍ مُـؤمِـنَـةٍ بِـرَبِّـهـا وبِالـقِــيَـمِ والأخْـلاق. لـذلـك كـانـتِ الـقـوانـيـنُ الـتـي تَـضْـبُـطُ تَجاوُزاتِ الأفْـرادِ وتُـقَـوِّمُ اعـوِجاجَهُـم. واجِـبُ الـدَولَـةِ الـحِـرْصُ على تَـطْـبـيـقِ الـقَـوانـيـنِ عـلى الجَـميعِ دونَ اسـتِـثْـنـاء، كَـما عَـليها إصلاحُ الـنُـفـوسِ، واجْـتِـثـاثُ الـفَـسادِ، وإرْسـاءُ الـعَـدالَـةِ، لِـكي يَـصْطَـلِحَ الـنِـظـامُ وتَـعُــمَّ الـمُـسـاواةُ فَــيَـشْعُــرُ الـمُـواطِـنـون بِـالأمـان".
وتابع عظته قائلاً: "والـدولـةُ لـيـسـتْ فِـكـرةً بـل هِـيَ أولاً مَـسـؤولـون أُمَـنـاءَ، ذَوو رُؤيـةٍ واضِـحَـةٍ، وسُـلـوكٍ مُـسـتـقـيـمٍ، وضَـمـيـرٍ حَـيٍّ، يَـكـونـونَ قُــدْوَةً لِـشَـعْــبِـهِـم ولا يُـسـاوِمـونَ أو يَـظـلُـمـونَ أو يَـعْــتَـمِـدونَ أنْـصافَ الـحُـلـول. والـدَولـةُ أيـضاً مُـوَظَّـفـون مُـنْـتَــقُـون عـلى أساسِ الـعِـلْمِ والكَـفـاءَةِ والـخِـبْـرَةِ والـنَـزاهَـةِ وحُـسْـنِ الـسـيـرَةِ والأخْـلاق. وبِـمـا أنَّ الـوَظـيـفَـةَ الـعـامَـةَ لِــلْـخِـدْمَـةِ الـعـامَـةِ لا لِـخِـدْمَـةِ الـمَـصْلَحَـةِ أو الـحِـزْبِ أو الـطـائِـفَـة، وَجَـبَ عـلى الـدولـةِ إشْـراكُ كـافَـةِ مُـكَـوِّنـاتِ الـمُجْـتَـمَعِ فـي خِـدْمَـةِ وَطَـنِهِـم، بِـالعَــدْلِ والمُـساواة، دونَ إقْـصاءِ فِـئَةٍ أو تَـفْـضـيـلِ أخـرى، لِـكـي لا يَـبْـقـى شُعـورٌ بِالغُــبْـنِ دَفـيـنٌ في نُـفـوسِ الـمُواطِـنـيـن الـذيـن كـانوا في الـمـاضـي يُـقْـصَـوْنَ عَـنْ بَـعْــضِ الـمَـراكِـزِ مِـنْ أجْـلِ إعـطـائِـهـا لِـمُـتَـحَـزِّبـيـنَ أو مَـحْـظِـيـيـنَ أو مُـتَـسَـلِّـطـيـن"، آملاً بأنْ "تَـلـتَـزِمَ الحُكـومَةُ بِـوُعـودِهـا في احـتِـرامِ الـشَـراكَةِ والـمُـنـاصَفَـةِ مَعَ حِـفْـظِ الـتَوازُنِ بـيـنَ الـطَـوائِـفِ، وعَـدَمِ احْـتِـكـارِ أيِّ مَـركَـزٍ لأيَّـةِ فِـئـةٍ، أو حِـرْمانِ أيِّ مُواطِـنٍ مِنْ حَـقِّـهِ في خِدْمَةِ وَطَـنِهِ، لأنَّ الـمُـواطِـنَ ركـيـزَةُ الـدولَـةِ، واجِـبُـهُ الإنْـضِواءُ تَحْـتَ رايَـتِهـا وتَطــبـيـقُ قَـوانـيـنِهـا وحِفْـظُ كَـرامَـتِهـا وعَـدَمُ اقْـتِـناصِ الـفُـرَصِ لِـخِـيـانَـتِهـا".
ولفت عودة إلى أنّ "بَـلَـدُنـا عـلى مُـفْـتَـرَقِ طُـرُقٍ، فـإمّـا الإصـلاحُ وبِـنـاءُ الـدَولَـةِ عـلى أُسُـسٍ مَـتـيـنَـةٍ واضِـحَـةٍ، أو الـقَـضـاءُ على ما تَـبَـقـى مِـنـها. دَولَـةٌ قَـوِيَّـةٌ، سَـيِّـدَةٌ على أرضِـهـا، عَـصْـرِيَّـةٌ، وعـادِلَـةٌ، وَحْـدَهـا تَـضْـمَـنُ حُـقـوقَ الـجَـمـيـعِ وأمَـنَـهُـم ومُـسْـتَـقْـبَـلَـهُـم. فَـمَـنْ يُـعـيـقُ قِـيـامَ الـدَولَـةِ عَـلـيـهِ الـتـأمُّـلُ فـي مَـوقِـفِـهِ الـسَـلْـبِـيّ وتَـغْـيـيـرِهِ، ومَـنْ يَـحْـمِـلُ الـسِـلاحَ عَـليهِ الـتَـخَـلّي عَــنهُ، وَمَـنْ يُـفَـضِّـلُ مَـصالِـحَـهُ عَـليهِ الـتَـفْـكـيـرُ بـالـمَـصْـلَحَـةِ الـعـامَّـة، ومَـنْ يِـسْـتَـقْـوي بارْتِـبـاطٍ خـارِجِـيّ عـلـيـهِ احـتِـرامُ الـدولَـةِ الـتي لا غِــنى عَــنْـها لِأحَـد، ومَـنْ يَـنْـحَـرُ الـبَـلَـدَ عَـلـيـهِ الـتَـيَـقُّـظُ أنَّـهُ سَـيَـكـونُ مِـنَ الـضَـحـايـا".
أضاف: "بَـعْــدَ تَــنـاقُـضـاتٍ وخِـلافـاتٍ وحُـروبٍ دامَـتْ نِـصْـفَ قَـرنٍ وكـانَـتْ نَـتـائِـجُـهـا كـارِثِـيَّـةً عـلى الـجَـمـيـع، أمَـلُـنـا فـي هـذا الـعـيـدِ الـمُـبـارَكِ أنْ يَـعْــتَــرِفَ الـجَـمـيـعُ بِـأخْـطـائـهِـم ويُـدَحْـرِجـوا حَـجَـرَ الـحِـقْـدِ والـحَـربِ والـفَـسـادِ والـظُـلْـمِ والـيـأسِ عَــنْ الـقُـلـوبِ ويَـنْـصَـرِفـوا مَـعـاً إلى تـأسـيـسِ مُـسْـتَـقْـبَـلٍ واعِـد. ألَـيـسَ جُـنـونـاً أو انْـتِـحـاراً تَـكْـرارُ الأخْـطـاءِ الـمُـرْتَـكَـبَـةِ مُـنـذُ خَـمـسـيـنَ سَـنَـة؟ إنْ لـم تُـواجِـهِ الـحُـكـومَـةُ الـصُـعـوبـاتِ والـتَـجـاوُزاتِ بِـحَـزْمٍ، وإنْ لَـم تَـجِـدِ الـحُـلـولَ لِـمَـشـاكِـلِ الـمُـواطِـنـيـن، تَـفْـقُــدُ هَـيْـبَـتَـهـا وتَـضـيـعُ الـفُـرصَـةُ الـتـي احـتَـفـى بِـها اللــبنـانـيـون، وأمَـلُـنـا ألاّ تَـضيع.
وفي غَـمْـرَةِ فَـرَحِ الـقِـيـامَـةِ نَـتَـذَكَّـرُ الـمَـرضـى والـمَـحـزونـيـنَ والـمَـأسـورين والـمَـخْـطـوفـيـنَ وبـيـنَـهُـم أخَـوَيْـنـا الـمطرانَـيـن بولس ويوحنا، وكُـلَّ الـمُـتَـألِّـمـيـنَ مِـنَ الجـوعِ والأوبِـئَةِ والحُـروبِ وشُـرورِ هـذا العـالَـم، ونَـطـلُـبُ لَهـم مِـنْ لَـدُنِ الـربِّ الـعَـطْـفَ والـرَحْـمَـةَ والإنْعِـتـاقَ مِـنْ عَـذاباتِـهِـم، كـما نَـسألُ لِـضَحايـا تَـفـجـيـرِ الـمَـرفـأ الـرَحْـمَـةَ، ولِـذَويهِـم وجَـمـيعِ الـمُـصابـيـن الشِـفاءَ ومَـعْـرِفَـةَ الـحَـقـيـقَـةِ".
وختم عظة قداس الفصح قائلاً: "لِـنَـتَـذَكَّـرْ فـي هـذا العِـيـدِ الـمُـبـارَكِ أَقْـوالَ الـرَّبِّ، ولْـنُـجَـدِّدْ عَـهْـدَنـا مَـعَـهُ، ونَـنْـطَـلِـقْ إلـى الآخَـرِيـنَ بِـتَـواضُعٍ وصِـدْقٍ، وصُـورَةُ الـرَّبِّ الـقـائِـمِ مَـرْسُـومَـةٌ عـلى جِـباهِـنـا، فَـنَـنْـقُـلُ فَـرَحَ الـقِـيامَةِ الـعَـظِـيـمِ لِـلجَـمـيعِ صارِخـيـن: الـمسيحُ قـامَ، حَـقاً قـام، فَـلْـنَـسْـجُـدْ لِـقـيـامَـتِـهِ ذاتِ الـثَلاثَـةِ الأيام. آمـيـن".
0 تعليق