اتفقت إيران مع أمريكا على استئناف المفاوضات النووية غير المباشرة الأسبوع المقبل في العاصمة العُمانية مسقط، عقب اختتام الجولة الثانية من المحادثات التي احتضنتها العاصمة الإيطالية روما دون التوصل إلى اتفاق ملموس، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الجانبين.

أجواء “بناءة” وتحفظات متبادلة خلال مباحثات أمريكا وإيران

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن الجولة الثانية من المحادثات، التي جرت السبت في مقر إقامة السفير العُماني بروما، انتهت بعد ساعات من النقاشات، وسط وصف للأجواء بأنها “بناءة”، دون إعطاء مؤشرات واضحة على إحراز تقدم.

وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، أحد أبرز مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، فيما قاد الوفد الأميركي مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

ويُعد هذا اللقاء الثاني بين الجانبين بعد استئناف التواصل غير المباشر في الأسبوع الماضي، ويأتي بعد انقطاع دام أكثر من ثماني سنوات منذ مفاوضات عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

طهران تشدد على حقوقها النووية وتطالب بضمانات

في تصريحات عقب اللقاء، أكد عراقجي أن إيران لا تزال ملتزمة بالحلول الدبلوماسية، لكنها تتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم ضمن حدود الاستخدام السلمي.

كما أشار إلى أن طهران لن توافق على أي اتفاق جديد ما لم يتضمن ضمانات حقيقية تحول دون انسحاب الولايات المتحدة مجددًا.

وأضاف أن الاتفاق المرتقب يجب أن يؤدي إلى “رفع العقوبات الجائرة” ويضمن “احترام حقوق إيران المشروعة”، مؤكدًا أن بلاده لن تتخلى عن قدراتها التقنية النووية تحت أي ظرف.

تصعيد إسرائيلي محتمل

من جانبه، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه المتشدد تجاه الملف الإيراني، قائلاً: “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على الإطلاق. نريد لإيران أن تكون عظيمة، ولكن دون قنبلة نووية”.

وواصلت واشنطن مطالبتها بوقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب الذي تعتقد أن هدفه النهائي هو تطوير سلاح نووي.

في المقابل، تحدثت تقارير صحفية بأن تل أبيب لم تستبعد تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في حال فشل المسار التفاوضي.

تحفظات إيرانية على إدراج الملف الصاروخي

يأت هذا فيما نقلت تقارير تأكيد مسؤولون إيرانيون أن بلادهم لن تقبل بإدراج برنامجها الصاروخي الدفاعي ضمن أي تسوية نووية، معتبرين أن القدرات الباليستية جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية.

كما رفضت طهران فكرة تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون مستويات عام 2015.

دور روسي محتمل في الوساطة بين أمريكا وإيران

في سياق موازٍ، عرضت موسكو التوسط بين طهران وواشنطن، مؤكدة استعدادها للقيام بأي دور يسهم في تقريب وجهات النظر واستعادة الاتفاق النووي السابق.

وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه المنطقة تترقب ما إذا كانت جولة مسقط ستشكل تحولاً نوعيًا في مسار المفاوضات، أم أنها ستعيد إنتاج حالة الجمود المستمرة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018 وإعادة فرض العقوبات على إيران.

اقرأ أيضا: تفاصيل خطة إسرائيلية لضرب إيران رفضها بايدن.. هل يقبلها ترامب؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط