كتب – محمود كمال

احتضنت العاصمة الإيطالية روما اليوم السبت جولة ثانية من المباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة لتقليص الفجوات القائمة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وجاء ذلك في ظل وجود ثغرات خطيرة في المعلومات الاستخباراتية المتوفرة حول مخزون إيران النووي، بحسب ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال والتي حذرت من أن هذه الثغرات تهدد فرص التوصل لاتفاق جديد في وقت قريب.

وودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران إلى التحرك بسرعة نحو اتفاق نووي جديد، ملوحا بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي، ومشددًا على ضرورة أن تكشف إيران بدقة عن كل ما أنتجته وخزّنته من معدات نووية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران قيدت بشدة عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأزالت كاميرات المراقبة من منشآت رئيسية كما منعت المفتشين من الوصول إلى عدد من المواقع، مما دفع الوكالة منذ سبتمبر 2023، للإقرار بعدم امتلاكها معلومات محدثة بالكامل عن الأنشطة النووية الإيرانية وبالتالي عدم قدرتها على تأكيد سلمية البرنامج.

وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن الخط الأحمر لإدارة ترمب يتمثل في منع إيران من إنتاج سلاح نووي.

ورغم أن أجهزة الاستخبارات الأميركية قدرت في مارس الماضي أن إيران لم تتخذ قرارًا بتصنيع القنبلة، فإنها حذرت من أن ذلك قد لا يستغرق سوى بضعة أشهر في حال اتُّخذ القرار.

ومنذ عام 2021 منعت إيران الوكالة من تفتيش المواقع غير النووية، مما حدّ من قدرة المفتشين على تقييم مدى قرب طهران من امتلاك السلاح النووي.

ورأى مدير الوكالة رافاييل جروسي هذا الأسبوع أن إيران ليست بعيدة عن ذلك الهدف، ما اعتُبر تحذيرا ضمنيا من اقترابها من العتبة النووية.

واعتبرت وول ستريت جورنال أن المضي في توقيع اتفاق نووي جديد دون بيانات دقيقة حول مخزون إيران من المواد والمعدات النووية يمثل مخاطرة كبيرة، إذ يصعب ذلك من ضمان التزام طهران بقيود تخصيب اليورانيوم المتفق عليها.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد أولبرايت المفتش الأممي السابق، قوله إن ترمب منح مهلة مدتها شهران للتوصل إلى اتفاق وعلى إيران التعاون الكامل مع الوكالة لبناء الثقة وضمان صلابة أي اتفاق محتمل.