كتب – محمود كمال

وصفت السفيرة دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة، الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين بأنه غير مشروع وغير مبرر.

ودعت حينها المجتمع الدولي إلى إدانة موسكو والمطالبة بإنهاء الحرب. مثّلت اليوم، في عهد ترمب، الوجه الدبلوماسي الأبرز في التحول الجذري للسياسة الخارجية الأميركية، وفقًا لما أفادت به وكالة أسوشيتد برس.

وأعلنت شيا في الذكرى الثالثة للحرب وبشكل مباشر الموقف الأميركي الجديد الرافض لمشروع قرار أممي يدين روسيا مؤكدة انفصال واشنطن عن الموقف الأوروبي التقليدي.

واستمرت شيا في منصبها المؤقت رغم تغيّر الإدارة، لتجسد ببقائها استثناءً نادراً في التقاليد الدبلوماسية.

وتحولت فجأة إلى رمز للتغيير الكبير في مقاربة واشنطن للعلاقات الدولية، حيث كرست إدارة ترمب مبدأ أميركا أولاً، فأعادت رسم ملامح النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتوقعت مصادر استمرار شيا في منصبها لفترة أطول من المقرر، خاصة بعد أن سحب ترمب ترشيح النائبة إليز ستيفانيك لسفارة واشنطن في الأمم المتحدة حرصا على تماسك الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب.

ونقل فيليب ريكر المسؤول السابق في الخارجية الأميركية عن شيا أنها تجسد التحول الاستثنائي في السياسة الأميركية معتبرًا أن تغير موقف واشنطن في الأمم المتحدة تجاه حرب أوكرانيا شكّل لحظة فارقة.

ورفضت الولايات المتحدة، في 24 فبراير مشروع قرار أوروبي يدين روسيا ويطالب بانسحابها من أوكرانيا.

واقترحت بدلا منه مشروعا لا يشير إلى عدوان موسكو واكتفى بالدعوة إلى إنهاء سريع للصراع، في وقت كانت فيه إدارة ترمب تخوض مفاوضات مع روسيا لوقف إطلاق النار.

وانتقدت شيا المواجهات الخطابية في نيويورك واعتبرتها غير مفيدة، حيث دعت الدبلوماسيين إلى الوحدة وقالت إن اللحظة تتطلب رؤية جديدة للسلام.

ووصف تقرير الوكالة هذا الموقف الأميركي بأنه تراجع صادم في الجمعية العامة، محذرًا من تداعياته على الثقة الأوروبية في التزام واشنطن بتحالفات ما بعد الحرب.

وواصلت شيا تنفيذ سياسات رؤسائها على اختلاف انتماءاتهم، حيث تنقلت بين الإدارات من كلينتون إلى ترمب ونفذت كل سياسة بلا تردد، رغم تناقض بعضها مع المبادئ الأميركية التقليدية.