كتب .. مصطفى محمود

كشفت بيانات حديثة أن ثلاثة أرباع شركات التصنيع والخدمات اللوجيستية في المملكة المتحدة تستعد لتلقي ضربة اقتصادية قوية نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع أبريل الجاري، في خطوة تهدد خطط الاستثمار وتنعكس سلباً على طموحات النمو الاقتصادي البريطاني.

وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة إتش إس بي سي للخدمات المصرفية، فإن 73% من الشركات المصنعة و75% من شركات النقل والتوزيع البريطانية أكدت أن الرسوم الأميركية سيكون لها تأثير مباشر على أعمالها، في حين حذر نحو ربع المشاركين من تأثيرات "كبيرة" محتملة على نشاطهم الاقتصادي.

وتشير الدراسة، التي شملت آراء 2000 من قادة الأعمال، إلى أن 21% من الشركات أرجأت اتخاذ قرارات استثمارية، ما قد يعطل خطط النمو ويزيد من الضغوط على الاقتصاد البريطاني في ظل التوترات التجارية المتصاعدة.

وكان ترامب قد أعلن عن رفع الحد الأدنى للرسوم الجمركية إلى 10% على معظم الواردات، بما في ذلك واردات المملكة المتحدة، إلى جانب فرض ضريبة بنسبة 25% على سلع استراتيجية مثل السيارات والصلب والألمنيوم، في إطار سياسة "الحمائية الاقتصادية" التي تنتهجها إدارته.

في السياق ذاته، أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم السبت، أول اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي ترامب منذ إقرار الرسوم، حيث ناقشا مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.

وقال متحدث باسم مكتب ستارمر، في تصريحات نقلتها وكالة بي إيه ميديا، إن الاتصال تناول "محادثات مثمرة ومستمرة بشأن التجارة"، مضيفاً أن رئيس الوزراء شدد على "الالتزام بالتجارة الحرة والمفتوحة مع ضرورة حماية المصالح الوطنية البريطانية".

وتطرق الجانبان إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، أبرزها الوضع في أوكرانيا، والتوترات مع إيران، والعمليات الأخيرة ضد جماعة الحوثي في اليمن.

ومن المقرر أن تجري وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفيس، محادثات مع مسؤولين في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، ضمن جهود لندن لتخفيف الأعباء الجمركية والتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي يحد من تداعيات التصعيد الأميركي.