كتب .. مصطفى محمود

كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر في الحكومة اليمنية، أن الطيران العسكري الأميركي ضاعف من وتيرة غاراته الجوية على تحصينات وتجمعات جماعة الحوثي في مدينة الحديدة غرب اليمن، وسط مؤشرات على تصعيد عسكري واسع النطاق.

وذكرت المصادر أن الضربات الجوية تركّزت على خطوط التماس بين الحوثيين والقوات الحكومية، في وقت تعمل فيه الجماعة على تكثيف زراعة الألغام في المناطق المدنية استعداداً لهجوم بري محتمل تخطط له القوات اليمنية الحكومية بالتنسيق مع الجيش الأميركي لاستعادة السيطرة على المدينة الساحلية الحيوية.

وبالتوازي مع تصاعد القصف، رصدت المصادر تعزيزات عسكرية جديدة دفعت بها جماعة الحوثي إلى الخطوط الأمامية في محاولة لصد أي تحرك عسكري وشيك.

وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الغارات الأميركية التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر يوم الخميس، أسفرت عن مقتل 74 شخصاً وإصابة 171 آخرين، في واحدة من أعنف الضربات خلال الأسابيع الأخيرة.

ورغم تأكيد القيادة المركزية الأميركية تنفيذ الضربات، فإنها رفضت الإدلاء بأي تعليق حول سقوط ضحايا من المدنيين، مما أثار انتقادات حادة من أطراف إقليمية، وسارعتا إيران وحركة حماس إلى إدانة الضربات الجوية الأميركية، ووصفتها بأنها اعتداء سافر وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن "الضربات على ميناء رأس عيسى تمثل جريمة وعدواناً واضحاً ينتهك ميثاق الأمم المتحدة"، فيما وصفت حركة حماس الهجوم بأنه "جريمة حرب ضد السيادة اليمنية وشعوب المنطقة الرافضة للهيمنة الأميركية والصهيونية".

وسط هذه التطورات، تزايدت التكهنات حول نية واشنطن تنفيذ عملية برية ضد الحوثيين، خصوصاً في ظل استمرار استهداف الممرات المائية والتهديدات التي تمثلها الجماعة للملاحة في البحر الأحمر.