دخل الاتحاد السعودي لكرة القدم في مفاوضات مع المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، المدير الفني الحالي لنادي ريال مدريد الإسباني، في خطوة تهدف إلى التعاقد معه ضمن خطة المملكة الطموحة لبناء منتخب وطني قوي استعدادًا لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم 2034.

اقرأ أيضاً | بعدما ارتبط بريال مدريد والبرازيل.. حقيقة عودة كلوب إلى التدريب

وكشفت تقارير صحفية خلال الساعات الماضية، أبرزها ما نقله الصحفي البريطاني الموثوق دنكان كاسلز، أن السعودية مستعدة لتقديم عرض مالي هو الأعلى مقارنة بأي جهة أخرى، من أجل إقناع أنشيلوتي بخوض تجربة تدريبية جديدة في المملكة.

المدرب الإيطالي البالغ من العمر 65 عامًا، أبدى في وقت سابق انفتاحه على فكرة العمل في المملكة، ما يعزز من فرص إتمام الصفقة حال رحيله عن ريال مدريد بنهاية الموسم الجاري 2024-2025، خاصة بعد خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال الإنجليزي في ربع النهائي.

وأشار كاسلز إلى أن التواصل بين الطرفين بدأ منذ فترة بطريقة غير معلنة، إذ عبّر الجانب السعودي عن رغبته الجادة في التعاقد مع أنشيلوتي حال أصبح متاحًا، كجزء من المشروع الفني طويل الأمد للتحضير للمونديال.

في وقت سابق، أفادت تقارير أخرى بأن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم هو الآخر دخل في مفاوضات مع أنشيلوتي، لتولي مهمة تدريب السيليساو خلفًا للمدرب المقال دوريفال جونيور، ما يضع المدرب الإيطالي أمام خيارين تاريخيين.

وكان أنشيلوتي قد رفض الكشف عن مستقبله عقب خسارة ريال مدريد أمام آرسنال، مكتفيًا بالقول إنه لا يفكر حاليًا بما هو قادم، ما فسر على نطاق واسع كتلميح لإمكانية الرحيل.

مسيرة تدريبية ذهبية

ويُعد أنشيلوتي أحد أبرز الأسماء في تاريخ التدريب الكروي، بعدما صنع لنفسه مكانة استثنائية في سجل المدربين العالميين بفضل مسيرة حافلة بالألقاب، والنجاحات التي طافت أبرز القارات والأندية الأوروبية.

وانطلقت المسيرة التدريبية لأنشيلوتي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد اعتزاله اللعب كلاعب خط وسط مرموق مع أندية مثل ميلان وروما، حيث بدأ مشواره على دكة البدلاء كمساعد للمدرب أريغو ساكي مع المنتخب الإيطالي، قبل أن يتولى أول مهمة تدريبية له مع نادي ريجيانا في عام 1995، وقاد الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الأولى في إيطاليا.

لكن بدايته الحقيقية في عالم التدريب جاءت مع بارما، حيث أظهر لمحات من فلسفته التكتيكية المتوازنة، ثم توالت بعدها المحطات الذهبية، أبرزها مع يوفنتوس، وميلان، حقق مع الأخير إنجازات أسطورية، أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين 2003 و2007، إلى جانب لقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا.

أنشيلوتي، الذي يُلقب بـ«الهادئ»، واصل توهجه مع الفرق الكبرى، فقاد تشيلسي الإنجليزي إلى الثنائية التاريخية «الدوري والكأس» في موسم 2009-2010، ثم صنع التاريخ مع ريال مدريد بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا العاشر في 2014، قبل أن يعود ليقود الفريق الملكي للقب الـ14 والـ15 عامي 2022 و2024 ليصبح أول مدرب في التاريخ يحقق دوري أبطال أوروبا أربع مرات كمدرب.

كما أشرف على تدريب باريس سان جيرمان الفرنسي، وأسهم في ترسيخ مكانة النادي ضمن كبار القارة، وكذلك بايرن ميونخ الألماني، حيث أضاف لقب الدوري الألماني إلى خزائنه التدريبية.

وفي مسيرته، عرف أنشيلوتي بقدرته الاستثنائية على إدارة النجوم، وتكييف خططه التكتيكية بما يتناسب مع جودة اللاعبين، مما جعله محبوباً من قبل لاعبيه ومحل ثقة من إدارات الأندية التي عمل بها.

ومع اقترابه من العقد الثالث في عالم التدريب، يظل كارلو أنشيلوتي رمزاً للنجاح المستدام، ومدرباً لا تنضب خزائنه من البطولات، في مسيرة تدرس للأجيال المقبلة.

اقرأ أيضاً | سلوت يكشف موقف أرنولد من المشاركة أمام ليستر سيتي