في خطوة طبية بارزة، اعترف الاتحاد الدولي للسكري (IDF) رسمياً بنوع جديد من مرض السكري يرتبط بسوء التغذية وليس بالسمنة، وذلك خلال مؤتمره العالمي الذي عقد في بانكوك يوم 8 أبريل الجاري. ويُعرف هذا النوع باسم "السكري من النوع الخامس" أو "سكري البالغين الذي يصيب الصغار" (MODY).

ويقدّر عدد المصابين بهذا النوع الجديد بحوالي 25 مليون شخص حول العالم، معظمهم من الشباب النحيلين في آسيا وإفريقيا، والذين يعانون من سوء تغذية مزمن، حيث يقل مؤشر كتلة أجسامهم عن 19 كغ/م².

مرض مختلف كلياً عن النوعين الأول والثاني

وبحسب الخبراء، يختلف السكري من النوع الخامس عن النوعين المعروفين للسكري، إذ لا يرتبط بالسمنة أو نمط الحياة، بل ينشأ بسبب خلل في إفراز الإنسولين نتيجة سوء التغذية الطويل الأمد.

هذا النوع من السكري كان يُشخّص خطأ في الغالب على أنه من النوع الأول، ما أدى إلى علاجات خاطئة ومضاعفات قاتلة. الدكتورة ميريديث هوكينز، أستاذة الطب في كلية ألبرت آينشتاين، حذرت من أن الإفراط في استخدام الإنسولين مع هؤلاء المرضى قد يكون قاتلاً، مشيرة إلى أن كثيرين منهم لا يعيشون أكثر من عام بعد التشخيص الخاطئ.

وقالت هوكينز، التي أسست معهد آينشتاين العالمي للسكري، إن هذا النوع من المرض "أكثر شيوعاً من السل، ويقترب من معدلات انتشار الإيدز"، ما يسلط الضوء على خطورته وحجم إهماله سابقاً.

خلل وراثي وتحديات في التشخيص

بدوره، أوضح البروفيسور نيهال توماس من كلية الطب المسيحية في الهند، أن هذا النوع من السكري ناتج عن خلل في وظائف خلايا بيتا في البنكرياس، ما يؤدي إلى نقص في إفراز الإنسولين. ولفت إلى أن غياب الاعتراف الرسمي بالمرض لعقود، أدى إلى نقص الدراسات والأبحاث، ما أعاق جهود التشخيص ووضع بروتوكولات علاجية فعالة.

يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد صنّفت "سكري سوء التغذية" كنوع منفصل في الثمانينيات، لكنها ألغت التصنيف عام 1999 لعدم توفر الأدلة الكافية آنذاك. ومع الاعتراف به مجدداً، يأمل الخبراء في التوصل إلى خطط علاجية جديدة تركز على التغذية الغنية بالبروتينات والفيتامينات وتقليل الكربوهيدرات، بدلاً من الاعتماد المفرط على الإنسولين.

هل هو مرض وراثي؟

السكري من النوع الخامس مرتبط أيضاً بطفرات جينية تنتقل وراثياً، ويظهر غالباً في فترة المراهقة أو بدايات العشرينات. وتشير الدراسات إلى أن احتمالية انتقال المرض إلى الأبناء تصل إلى 50% إذا كان أحد الوالدين حاملاً للطفرات المسببة له.

ومع الاعتراف الرسمي به اليوم، يتوقع الأطباء والباحثون زيادة في الاهتمام العالمي بهذا النوع من السكري، ما قد يسهم في تطوير علاجات منقذة لحياة الملايين من الشباب حول العالم.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك