الذكاء المالي في زمن الاضطراب العالمي: من التضخم إلى استعادة السيطرة على حياتنا الاقتصادية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء المالي في زمن الاضطراب العالمي: من التضخم إلى استعادة السيطرة على حياتنا الاقتصادية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 11:26 صباحاً

ماذا يحدث في الاقتصاد العالمي؟

ارتفعت الأسعار في كل مكان. من الطعام إلى التعليم، من الإيجارات إلى الخدمات الأساسية، باتت الحياة اليومية تُشبه سباقًا لا نعرف نهايته، وسرعة التضخم تفوق قدرة الدخل على المواكبة. لكن خلف هذه الأزمة الظاهرة، هناك قصة أعمق لا يتحدث عنها كثيرون.

ما نشهده اليوم ليس أزمة عابرة، بل نتيجة تراكمات: سنوات من طباعة الأموال دون إنتاج حقيقي، حروب جيوسياسية أدت إلى تعطّل سلاسل التوريد، أنظمة مصرفية تعتمد على الدين، وأسواق فقدت توازنها أمام الذكاء الاصطناعي والاحتكار الرقمي.

التضخم ليس مجرد ارتفاع أسعار. هو فقدان الثقة بقيمة العملة، وانعكاس لانعدام التوازن بين الاستهلاك والإنتاج، وبين الأموال المطبوعة والقيمة الحقيقية.

 

 

لماذا يبدو أن المال يتبخّر؟
لأن النظام المالي الحالي مبني على سرعة دوران المال وليس على الاستقرار. كل شيء مُصمَّم ليجعلك تنفق أكثر، وتبقى في حالة قلق دائم: القروض، الإعلانات، التوصيات الخوارزمية، منصات البيع. وما لم نفهم هذه اللعبة، سنبقى داخلها، فالمعرفة المالية لم تعد ترفاً.
أصبح فهم الاقتصاد الشخصي ضرورة حياتية. ليس فقط لوضع ميزانية، بل لفهم: كيف نحمي مدخراتنا؟ كيف نُفرّق بين الاستهلاك والاستثمار؟ كيف نُعِدّ أبناءنا لمستقبل غير مستقر؟ المعرفة المالية اليوم تعني بناء حصانة نفسية واقتصادية أمام نظام يضغطك لتتفاعل بدل أن تفكّر.

 

صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

ما الذي يمكننا فعله؟

هناك العديد من الخطوات التي يجب اعتمادها وتنقسم على الشكل التالي:

1- تحديد الأولويات: ليس كل ما هو متاح يجب امتلاكه.

2- التضامن الاقتصادي المحلي: الشراء من مجتمعك، تبادل الخدمات، دعم الأعمال الصغيرة.

3- تنويع مصادر الدخل: من خلال المهارات الرقمية، المشاريع الجانبية، التعاون داخل العائلة.

4- الاستثمار في التعليم المالي: عبر مصادر موثوقة، وليس عبر من يبيعون "الثراء السريع".

 

 

في زمن الذكاء الاصطناعي... الذكاء المالي هو الأساس
نحن ندخل عصرًا تتقلص فيه قيمة العمل مقابل الوقت، وتتسع فيه قيمة العمل المرتبط بالفكرة، بالمرونة، وبالتحليل. لم يعد بالإمكان الاعتماد على وظيفة واحدة، أو على مصدر دخل واحد، أو على وعود الدولة. النجاة ليست لمن يملك أكثر، بل لمن يعرف كيف يتصرف بما يملك.

من المنظور الإقليمي، تعيش دول كثيرة في الشرق الأوسط هذه الحالة من التوتر الاقتصادي، بعضها يحاول بناء أنظمة رقمية للضرائب والإنفاق، وبعضها الآخر ما زال يعتمد على الدعم الخارجي والمسكنات المؤقتة. الفرصة اليوم تكمن في بناء جيل يفهم المال كأداة قوة، لا كعبء.

 

 

لبنان... حيث المعرفة قوة
في بلد يعاني من انهيار المنظومة التقليدية، يصبح الوعي المالي هو الخط الأول للدفاع. لا يمكننا تغيير النظام الاقتصادي وحدنا، لكن يمكننا تغيير طريقة تعاملنا معه. ويمكن لكل فرد أن يحمي نفسه، عائلته، ومجتمعه، من خلال الوعي، والاختيار، والتخطيط الذكي. إذا كان المال سلطة، فالمعرفة به هي حرية. التضخم ليس مجرد ارتفاع أسعار. هو فقدان الثقة بقيمة العملة، وانعكاس لانعدام التوازن بين الاستهلاك والإنتاج، وبين الأموال المطبوعة والقيمة الحقيقية.

 

 

**جاك جندو، رائد أعمال وخبير في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي لشركة "Brain Digits"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق