يحتفي العالم في 18 أبريل من كل عام باليوم العالمي للتراث، تقديرًا لقيمة التاريخ الإنساني وحرصًا على صونه للأجيال القادمة.
وتفخر المملكة العربية السعودية بما تزخر به من مواقع تراثية تمثل حضارات متعاقبة وتراثًا إنسانيًا غنيًا، وتسرد فصولًا من التاريخ العربي والإسلامي.
وتمثل هذه المناسبة فرصة للتأمل في الإرث الحضاري الذي تحمله المملكة، وتجديد الالتزام بحمايته وتعزيزه كجزء من الهوية الوطنية والعطاء الإنساني.
وتمثل القلاع والحصون المملكة العربية السعودية رموزًا للأمن والقوة، وتشهد على أحداث تاريخ يتسم بالعزة والبطولة، ولكل منها أسلوب يعكس الطراز المعماري السائد في حقبته.

قلعة تبوك

تقع قلعة تبوك التراثية في وسط مدينة تبوك، وبدأ إنشاؤها عام 1559، وجرى ترميمها في السنوات الماضية.
تتكون القلعة من طابقين يحتوي الدور الأول على فناء تطل عليه عدد من الحجرات ومسجد وبئر.

وهنالك سلّم في الفناء الداخلي يؤدي إلى الطابق العلوي وآخر يؤدي إلى أبراج الحراسة، والمحتوي على مجموعة من الغرف الصغيرة، التي بُنيت من الحجارة المربوطة بمونة من الجير "النورة".
في حين بُنيت أسقفها من الطين والحجارة وسعف النخيل وجذوع الشجر.
وتجاور القلعة بركتان من الماء تردان من عين اسمها "عين السكر"، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى نباتات كانت تنمو حول العين.
وجرى ترميم القلعة في السنوات الماضية باعتبارها إرثًا تاريخيًا مهمًا.

قلعة القشلة

تقع قلعة القشلة في مدينة حائل، وشُيّدت بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- سنة 1360هـ.

يتكون مبنى القلعة من بناء مستطيل الشكل يمتدّ بشكل طوليّ من الشرق للغرب، وعرضًا من الشمال إلى الجنوب.
ولمبنى القلعة دوران، وبه ساحة مكشوفة، وفي كل ركن من أركانه الأربعة برج مربع الشكل.
وللقلعة مدخلان، مدخل رئيسي في الواجهة الشرقية، ومدخل ثانويّ في واجهتها الجنوبية.
وشُيّدت القلعة لتكون ثكنةً عسكرية، بالإضافة إلى مسجد مستطيل به 3 صفوف من الأعمدة تشكّل بوائكَ موازية لجدار القلعة.

قلعة الأزنم

تقع قلعة الأزنم جنوب محافظة ضباء على بعد 45 كيلومترًا، وهي من المحطات المهمة على طريق الحاج المصري الساحلي خلال العصور الإسلامية المتأخرة، وأُعيد بناؤها سنة 916هـ.

والقلعة مبنية من الحجر الجيري المنظم، وفناؤها يُفتح على جميع الوحدات الداخلية التي تضمها القلعة من حجرات.
شُيدت قلعة الأزلم خلال العصر المملوكي في عصر السلطان محمد بن قلاوون (684 هـ / 1285 - 741 هـ / 1341)، ثم أعيد بناؤها في عهد السلطان قنصوه الغوري سنة 916 هـ / 1510م.
وتعد القلعة الوحيدة من عصر المماليك الصامدة في المنطقة.

برج الشنانة

برج الشنانة، أو مرقب الشنانة، هو معلم أثري يقع في الشنانة بمنطقة القصيم، ويبعد عن محافظة الرس نحو 7 كيلومترات تقريبًا من الجهة الجنوبية الغربية.
شُيّد البرج في أوائل القرن الثاني عشر الهجري لغرض الاستطلاع والمراقبة، ومن الثابت أن بناءه كان بعد عام 1200 هـ، وقيل إن أصل البناء عام 1208هـ، ضمن قلعة الشنانة (حصن منيع).

وجرى تجديد البرج عام 1233هـ تقريبًا، ورُمم من قبل مصلحة الآثار عام 1399هـ.
يبلغ ارتفاعه 27 مترًا تقريبًا، ويأخذ البرج الشكل المخروطي، وقاعدته مستديرة الشكل يبلغ محيطها نحو 21 مترًا تقريبًا.
يتميز البرج بموقع تراثي مهم في محافظة الرس بمنطقة القصيم، يعود بناؤه إلى أكثر من 200 عام، ويرتبط بقصة توحيد المملكة العربية السعودية، ويُعد نموذجًا فريدًا من النماذج الباقية لبناء أبراج المراقبة.
جرى تأهيل الموقع جزئيًا، ويحتاج إلى استكمال التطوير، ومشروع للتشغيل واستثمار الموقع ليكون أيقونة نجاح للمواقع التراثية.