نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يبرم ترامب مع إيران اتفاقاً شبيهاً باتفاق أوباما؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 07:44 صباحاً
بعد انتهاء جولة التفاوض الأولى بين الأميركيين والإيرانيين يوم السبت الماضي بوساطة من سلطنة عمان، كانت الأجواء بحسب تصريحات الإيرانيين "بناءة". مع مرور الوقت، راحت تصبح أكثر ميلاً إلى التشاؤم.
هل يتخلصون من الأمل؟
يوم الثلاثاء قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن الشؤون الاقتصادية والصناعية والثقافية للبلاد غير مرتبطة بالمحادثات مع الولايات المتحدة. وهذا يعني أنه ينبغي على السياسيين الإيرانيين حل المشاكل الداخلية بصرف النظر عن مصير المحادثات مع الولايات المتحدة. ويوم الأربعاء، كررت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني كلام خامنئي عن أنه لا يمكن للمشاكل أن تنتظر نتائج المحادثات. وكتبت على "أكس" أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فقد تحتاج ثماره إلى أشهر أو سنوات للتبلور.
يوم الثلاثاء صباحاً، كتب الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن "على إيران وقف إزالة تخصيبها النووي وبرنامج التسليح". كان ذلك تراجعاً سريعاً عن مقابلة أجراها قبل يوم واحد وقال فيها إنه بإمكان إيران أن تخصب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 3.67 في المئة. هذا الرقم هو السقف الذي حدده الاتفاق الأساسي المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" والذي وقعته مجموعة 5+1 بقيادة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. ويبدو أن تراجع ويتكوف عما قاله في حديثه الإعلامي قد حصل بسبب غضب "الصقور" الجمهوريين.
بالرغم من ضبابية المنشور على "أكس"، قد تعني كلمات ويتكوف نظرياً تفكيك كامل البنية التحتية النووية لإيران، بما فيها تلك المتعلقة بالأهداف المدنية. ما إذا كان التصريحات الأميركية والإيرانية مترابطة خاضع للتكهنات. لكن قبول إيران بإزالة البرنامج النووي أمر صعب جداً. لقد وصف المسؤولون في البلاد برنامجهم بأنه "خط أحمر". حتى اتفاق أقل تقييداً، بمستوى اتفاق أوباما الأساسي، يبدو اليوم بعيد المنال.
بين 2015 و2025... الفرق كبير
وصل التخصيب الإيراني إلى نسبة 83.7 في المئة بحسب بقايا اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شباط/فبراير 2023 في منشأة فوردو. حينها، نفت إيران هذه النتائج واصفة إياها بـ "الافتراء" وشددت على أنها لم تسعَ قط إلى التخصيب بنسبة تفوق 60 في المئة. حتى مع افتراض صحة ذلك، تعد هذه النسبة مرتفعة لدولة لا تسعى إلى التسلح النووي. يمكن تسليح اليورانيوم المخصب بهذه النسبة وحتى أقل لكن الكمية المطلوبة تصبح أكبر والتقنية أصعب.
لم تقطع إيران شوطاً كبيراً في رفع نسبة التخصيب وحسب، بل تمكنت أيضاً من تسريع تلك العملية. هذا إلى جانب كل الخبرة التي راكمها الإيرانيون على مدى أعوام من التجارب. ما كانت إيران تحققه عند أعتاب التوقيع على الاتفاق النووي، أصبحت تحققه اليوم بأجزاء من الوقت الذي كانت تستهلكه حينها.
دونالد ترامب يتحدث خلال تجمع سياسي (2018 - أب)
نقلت صحيفة "تايمز أوف إيزراييل" عن نائب رئيس "المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي" بلايز ميسزتال قوله: "سيتعين علينا دفعهم إلى التخلي عن ثلاث إلى أربع مرات البنية التحتية التي تخلوا عنها في خطة العمل الشاملة المشتركة للحصول على نفس المستوى أو أفضل" مما كان عليه برنامجهم سنة 2015. وأضاف أن الإيرانيين يحاولون تخصيب ثلاث أو أربع مرات الكمية التي كانوا يخصبونها حينها وبخُمس الفترة الزمنية.
ما يطلبه ترامب بصريح العبارة
بحسب موقع "إيران ووتش" التابع لـ "مشروع ويسكونسن حول حظر الأسلحة النووية"، وهو منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، كان البرنامج النووي الإيراني قد بلغ في 8 شباط/فبراير مستوى يمكّن طهران من تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لخمسة أسلحة نووية في أسبوع واحد، وما يكفي لثمانية أسلحة في أقل من أسبوعين. يمكن مقارنة هذه الأرقام بما كان الأمر عليه سنة 2015. حينها، كانت الفترة التي تفصل إيران عن تخصيب اليورانيوم لغرض التسليح عاماً واحداً تقريباً.
وفي هذا الوقت، تمكنت إيران من تفعيل سلاسل أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً بكثير مما كانت تملكه قبل نحو عشرة أعوام (آي آر1 و2، مقابل آي آر 4 و6). بالتالي، لن يكون المطلوب من إيران أن تتخلى عن الأكثر فقط، بل سيكون مطلوباً منها أن تتخلى عن الأفضل أيضاً. وثمة المزيد من التحديات.
لقد تمكن أوباما وشركاؤه من إقناع إيران بالتخلي عن القليل (نسبياً) بعد نحو أربعة أعوام من الجهود والتنازلات إن لم يكن أكثر. أمام ترامب مهمة عسيرة لدفع إيران إلى التخلي عن الكثير، وفي غضون شهرين فقط بحسب الرسالة التي تحدث عنها موقع "أكسيوس" في آذار/مارس الماضي.
لا تعني هذه العوائق أن ترامب سيفشل بالضرورة في إبرام اتفاق أفضل من اتفاق أوباما. لكن على الأفضلية أن تكون واضحة بحيث يستحق الاتفاق الجديد كل التداعيات التي نجمت عن تمزيق القديم. الأكيد أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف شاق جداً، وقد يكون أطول من قدرة ترامب على الصبر.
0 تعليق