نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توترات تجارية ومستقبل غامض.. أوروبا عاجزة عن التواصل المباشر مع ترامب - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 04:02 صباحاً
القاهرة (خاص عن مصر)- في عالمٍ غالبًا ما تعتمد فيه الدبلوماسية، تجد أوروبا نفسها في موقفٍ صعبٍ فيما يتعلق بالتعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي، حيث تسعي أوروبا للتواصل المباشر مع ترامب.
فرغم قوتها الاقتصادية الهائلة، وعلاقاتها الدبلوماسية الراسخة مع الولايات المتحدة، ومخاوفها الأمنية المشتركة، يتزايد تشكك المسؤولين الأوروبيين في مدى اهتمام إدارة ترامب بآرائهم.
وفقًا لتقارير متعددة، فإن الشخصيات غير الرسمية، كالمبعوثين الخاصين وكبار رجال الأعمال، ليست الدبلوماسيين التقليديين، بل يُنظر إليهم على أنهم الوسطاء الأكثر فعالية في واشنطن.
تحدي التواصل المباشر
يُعتبر التواصل المباشر مع الرئيس ترامب أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للقادة الأوروبيين. وقد حاول الكثيرون، لكنهم فشلوا، التعامل مع تعقيدات إدارةٍ غالبًا ما تبدو وكأنها تتجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية.
من الأمثلة البارزة على ذلك رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي نجحت، على عكس العديد من نظرائها، في تأمين لقاء مباشر مع ترامب بعد أسابيع من الجهود.
يُعرب مسؤولون أوروبيون عن إحباطهم من غياب الشفافية والقدرة على التنبؤ في نهج إدارة ترامب في السياسة الخارجية.
على سبيل المثال، أدت التفاهمات في اللحظات الأخيرة، مثل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي، إلى شعور القوى الأوروبية بالتهميش، لا سيما وأنها لعبت دورًا محوريًا في صياغة الاتفاق النووي الأصلي مع إيران عام 2015.
تشكك ترامب تجاه أوروبا
من القضايا الأساسية في هذه العلاقات المتوترة نظرة ترامب لأوروبا كمنافس لا كشريك. فقد أعرب الرئيس باستمرار عن تشككه تجاه المؤسسات متعددة الأطراف، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل ذهب إلى حد الادعاء بأن الاتحاد الأوروبي قد أُنشئ بهدف تقويض المصالح الأمريكية.
بالنسبة لترامب، غالبًا ما تُمثل أوروبا النظام العالمي القديم، الذي يبدو أنه حريص على تحديه لصالح نهج أحادي الجانب، “أمريكا أولاً” في العلاقات العالمية.
قال مسؤول أوروبي رفيع المستوى بإيجاز: “الأمر كله يتعلق بالأحادية، وهم لا يتشاورون كثيرًا. ففي النهاية، إذا لم يعتبرونا حلفاء إلى هذا الحد، فلماذا يفعلون ذلك؟”
وصول محدود إلى كبار المسؤولين
على الرغم من أن العديد من المعينين من قبل ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس، يؤكدون للمسؤولين الأوروبيين التزام الإدارة بحلف الناتو والدفاع الجماعي، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هؤلاء الأفراد يتمتعون بأي سلطة حقيقية للتأثير على قرارات السياسة الخارجية.
يفيد العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين بأن التفاعلات مع كبار المسؤولين الأمريكيين غالبًا ما تبدو وكأنها تبادلات مهذبة، ولكن دون أي نتائج ملموسة أو التزامات قابلة للتنفيذ.
يتجلى غياب التواصل الواضح والمتسق أيضًا في نقص كبار المسؤولين الذين يُثبتهم مجلس الشيوخ في إدارة ترامب. والنتيجة هي أن أوروبا غالبًا ما تجد نفسها تتعامل مع معينين سياسيين من مستويات أدنى، أقرب إلى آراء ترامب وسياساته، بدلاً من الدبلوماسيين المخضرمين.
أقرا أيضا.. صراع الأعماق.. مقارنة شاملة بين البحرية المصرية والإسرائيلية
التوترات التجارية ومستقبل غامض
كانت العلاقات التجارية نقطة خلاف أخرى. فقد وجد المسؤولون الأوروبيون أنه على الرغم من أن المحادثات مع ممثلي التجارة الأمريكيين، مثل هوارد لوتنيك، تتسم بالود، إلا أنها غالبًا ما تفشل في تحقيق تقدم ملموس.
أقر لوتنيك نفسه بأن دوره يقتصر على نقل الرسائل أكثر من اتخاذ القرارات السياسية. وهذا يُثير ارتباكًا في أوروبا حول ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه فعليًا في مفاوضاتها التجارية.
على سبيل المثال، عقب اجتماع بين ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ولوتنيك، لم تكن أهداف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاقيات التجارية واضحة، لا سيما وأن ترامب لم يكن مستعدًا للقاء كبار قادة الاتحاد الأوروبي شخصيًا، مثل أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.
معضلة الناتو
يُعد مستقبل الناتو من أكثر القضايا إلحاحًا بالنسبة للحلفاء الأوروبيين، لا سيما في ظل انتقادات ترامب المستمرة للحلف. على الرغم من إعلان ترامب دعمه للدفاع الجماعي لحلف الناتو، إلا أن العديد من المسؤولين الأوروبيين يشعرون بأنهم يسيرون على حبل مشدود في محاولتهم الحفاظ على علاقة إيجابية مع كل من الولايات المتحدة والمنظمة.
قد تجلى هذا التوتر عندما اضطر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إلى الاعتماد على علاقته الشخصية مع ترامب لضمان دعم مهمة الناتو.
مع استمرار الناتو في التعامل مع تقلبات عهد ترامب، يشعر العديد من الأوروبيين بضعف متزايد. إن لامبالاة إدارة ترامب تجاه التعاون متعدد الأطراف، إلى جانب انحيازها إلى أنظمة استبدادية مثل روسيا، قد ترك الكثيرين في أوروبا يتساءلون عن مدى قدرتهم على الاعتماد على الولايات المتحدة في المضي قدمًا.
أهمية العلاقات الشخصية
في بيئة معقدة كهذه، اكتسبت العلاقات الشخصية أهمية متزايدة. وقد حقق قادة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نجاحًا نسبيًا في تأمين تواصل مباشر مع ترامب.
مع ذلك، يجد هؤلاء القادة أنفسهم، حتى مع طبيعة ترامب المتقلبة، يدركون أن تفاعلاتهم قد لا تؤدي بالضرورة إلى نتائج دبلوماسية دائمة.
تجسد زيارة ستارمر الأخيرة إلى واشنطن، بدعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث لزيارة دولة، هذه الديناميكية. وبينما تجنب ستارمر انتقاد ترامب علنًا، فإن الواقع هو أن حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة يجدون صعوبة في تحقيق تقدم في تعاملاتهم مع الرئيس الذي يصعب التنبؤ بتصرفاته.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : توترات تجارية ومستقبل غامض.. أوروبا عاجزة عن التواصل المباشر مع ترامب - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 04:02 صباحاً
0 تعليق