أكد الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ما يُعرف بـ"الحج غير النظامي" أو "الحج غير القانوني" لا يجوز شرعًا، رغم أنه قد يُسقط الفريضة من الناحية الشكلية. وأوضح أن هذا النوع من الحج، الذي يتم بالتحايل على الأنظمة والتعليمات الرسمية المنظمة، يُعد مخالفة صريحة للقانون، ويتسبب في أضرار كبيرة تعود على الحجاج والدولة، مما يجعل فاعله آثمًا.

التحايل على قوانين الحج اعتداءٌ وخلل في النظام

وفي تصريحات إعلامية أدلى بها خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، اليوم الخميس، شدد أمين الفتوى على خطورة التحايل على أنظمة الحج، خاصة مع بداية موسم التسجيل، حيث يبدأ بعض "سماسرة الحج" في الترويج لرحلات غير قانونية تهدف إلى تجاوز التكاليف الرسمية. واعتبر أن هذه الممارسات تتسبب في خلل تنظيمي كبير، ويجب مواجهتها بوعي شرعي ومجتمعي.

العبادة بالتكليف لا بالهوى: الاستطاعة شرط الحج

أوضح الدكتور عبد العظيم أن مشاعر الناس الجياشة نحو بيت الله الحرام وشوقهم لأداء الركن الخامس من الإسلام أمر مقدّر، لكنه لا يبرر مخالفة الشرع. وأكد أن الإسلام علمنا عبادة الله وفق التكليف، لا وفق الرغبات، ضاربًا المثل بمنع المرأة من الصيام أثناء الحيض رغم رغبتها. وأشار إلى أن الحج لا يجب إلا على من توفرت لديه الاستطاعة، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا".

أضرار الحج غير القانوني تهدد الأرواح وتخالف مقاصد الشريعة

أوضح أمين الفتوى أن الحج بطرق غير قانونية قد يؤدي إلى تزاحم مفرط، وتدافع، وانتشار للأمراض، بل قد يتسبب في وفيات، ما يجعله اعتداءً صريحًا على مقاصد الشريعة التي جاءت لحفظ النفس. وأكد أن الذهاب بهذه الطريقة لا يوافق الشرع، لأنه يسبب ضررًا عامًا، والإسلام لا يجيز أن يكون الإنسان سببًا في إزهاق أرواح الآخرين، ولو عن غير قصد.

الفعل قد يكون صحيحًا لكنه محرم

وبيّن الدكتور عبد العظيم أن هناك فرقًا بين صحة الفعل وحرمة الفعل، موضحًا أن الصلاة في ثوب مغصوب تُعد صحيحة لكنها محرّمة، وكذلك الحال بالنسبة للحج غير المشروع: فقد تُسقط الفريضة شكليًا، لكن تبقى حرمة الفعل قائمة، ويظل فاعله آثمًا لأنه خالف النظام وتسبب في أذى للمسلمين.

التوبة مطلوبة.. والتصدق مستحب

أشار أمين الفتوى إلى أن من أقدم على الحج بهذه الطريقة، وكان يعلم أنها غير شرعية، فهو آثم، لكن من تاب بعد أن أدرك خطأه فعليه بالاستغفار والندم والعزم على عدم التكرار. ويمكنه أن يُخرج صدقة أو كفارة بنية التوبة، ولكن التوبة نفسها تبقى هي الأساس.

دعوة للصبر والطريق المشروع

في ختام حديثه، وجه أمين الفتوى رسالة لمن لم يذهب إلى الحج بعد، داعيًا إياه إلى الصبر والتمسك بالطريق المشروع. وقال: "لا تخالف الشرع، واصبر حتى يُيسر الله لك السبيل المشروع، فالله لا يُتقرّب إليه بمعصيته، والحج عبادة عظيمة لا تُطلب إلا بما يُرضي الله عز وجل".