كتبت.. آلاء محمدي

غالبًا ما تتداخل مواعيد الاحتفال بالأعياد الدينية الكبرى في كل من اليهودية والمسيحية وذلك يوجد اختلاف الفصح اليهودي والقيامة المسيحية، وهذا ما يثير فضولاً واسعاً حول جذور هذه المناسبات وأسباب هذا التقارب الزمني، بالإضافة إلى الاختلافات الجوهرية في طقوسها ومعانيها الروحية.

اختلاف الفصح اليهودي والقيامة المسيحية

يوجد اختلاف الفصح اليهودي والقيامة المسيحية وذلك لأنهم من أبرز الأعياد المتزامنة أحياناً، ورغم وجود تقارب ظاهري في توقيتهما، إلا أن الخلفيات العقائدية والرمزية لكل منهما تحمل اختلافات عميقة، تعكس رؤى لاهوتية وتاريخية متباينة بين الديانتين.

عيد الفصح اليهودي

يعتبر عيد الفصح من أقدم الأعياد في الديانة اليهودية، حيث يحتفل به في الرابع عشر من شهر نيسان العبري، ويخلد هذا العيد ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر تحت قيادة النبي موسى عليه السلام، بعد إنقاذهم من عبودية فرعون، ويستحضر العيد قصة "العبور" التي وردت في سفر الخروج، حيث نجت بيوت العبرانيين من الملاك المهلك.

عيد القيامة المجيدة

يمثل عيد القيامة المجيد أقدس الأعياد المسيحية، ويحتفل به في الأحد الذي يلي اكتمال القمر بعد الاعتدال الربيعي سنوياً، ويجسد هذا العيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه، وهو الحدث الأساسي في العقيدة المسيحية الذي يرمز إلى الانتصار على الخطيئة والموت وتأسيس مفهوم الخلاص.

سبب التقارب الزمني والاختلاف الجوهري بين الفصح اليهودي والقيامة المسيحية

وفقاً لموقع "Saint John’s Seminary"، يكمن اختلاف الفصح اليهودي والقيامة المسيحية في طبيعة الحدث الذي يحييانه، فبينما يحتفل الفصح اليهودي بالتحرر الجسدي من العبودية، يحتفل عيد القيامة بالتحرر الروحي من الخطيئة والموت.

وتشير الأناجيل الأربعة إلى أن أحداث صلب المسيح وقيامته وقعت خلال فترة الاحتفال بعيد الفصح في القدس، مما يفسر الارتباط الزمني بين العيدين، وقد أقر مجمع نيقية عام 325 م تحديد الاحتفال بعيد القيامة في الأحد الأول بعد البدر الكامل الذي يلي الاعتدال الربيعي مع التأكيد على عدم تزامنه مع الفصح اليهودي.

طقوس مختلفة للاحتفال بالعيدين

تتجلى الفروقات بين العيدين بوضوح في طقوس الاحتفال بهما: