جميرا أبراج الإمارات.. 25 عاماً لقصة تُوثق أحد أبرز معالم دبي - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جميرا أبراج الإمارات.. 25 عاماً لقصة تُوثق أحد أبرز معالم دبي - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 04:46 مساءً

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 17 أبريل 2025 05:13 مساءً - تحتفل جميرا أبراج الإمارات باليوبيل الفضي لافتتاحها، ففي شهر أبريل من عام 2000 انطلقت حكاية جميرا أبراج الإمارات من حيث تولد الرؤى العظيمة وتتشكل الأساطير المعمارية من طموح مدينة كانت ترسم ملامحها الأولى على خارطة المراكز المالية العالمية، ومن هذا الطموح، انطلقت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق مسابقة معمارية دولية دُعي من خلالها نخبة من المصممين لتقديم تصور يُجسّد ملامح مستقبل دبي ويواكب وتيرتها المتسارعة نحو الريادة. وقد نصّت شروط المسابقة على أن يتجاوز ارتفاع البرجين ضعف ارتفاع مركز دبي التجاري العالمي البالغ 149 متراً، المعلم الذي شيّده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قبل نحو عقدين، ليكون رمزاً لطموح جيل سابق وأساساً لما هو قادم.

ومن بين مئات التصاميم التي انهالت من مختلف أنحاء العالم، تألقت رؤية معمارية فريدة قدمتها المهندسة الموهوبة هيزل وونغ، المولودة في هونغ كونغ، لتخطف الأنظار وتضع حجر الأساس لما سيُعرف لاحقاً باسم جميرا أبراج الإمارات.

بعد خمسة وعشرين عاماً على افتتاحه، لا يزال التصميم يثير الإعجاب بفرادته المعمارية، التي تتجلّى في تفاعله البصري المتقن مع الضوء والزمن. وتعكس واجهات البرجين المصنوعة من الألمنيوم والزجاج أطيافاً دافئة من النحاس والفضة، مستلهمة من وهج شمس الصحراء، في مشهد متجدد يتبدّل على مدار اليوم. ومع الغروب، يُفعّل نظام الإضاءة المدمج ليمنحهما حضوراً متوهجاً تحت سماء الليل، في عرض بصري يتغير مع اختلاف زوايا الرؤية، مجسّداً تناغماً دقيقاً بين الشكل والوظيفة، وبين التصميم وروح المدينة المتجددة.

وقد جاء هذا الأسلوب التصميمي سابقاً لعصره، متفوقاً على السائد آنذاك في مشهد دبي العمراني، ومنسجماً منذ البداية مع رؤية جميرا ونهجها المعماري المتجدد. فمن الغرف الفسيحة إلى الردهة المجددة حديثاً، صُممت كل مساحة بعناية لتكون أكثر من مجرد مكان إقامة؛ لتتحول إلى مسرح لتجارب إنسانية عميقة، تلامس مشاعر الضيوف وتترك في ذاكرتهم أثراً لا يُنسى.

استلهم جميرا أبراج الإمارات من عمق الثقافة المحلية وتراثها الغني، وبروح تستشرف المستقبل من خلال أحدث ما أبدعته العمارة العالمية – تماماً كما تمضي جميرا ودبي في مسارهما الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. وفي قلب التصميم، توجد تصاميم ثلاثية الشكل مستوحاة من الفن الإسلامي، ترمز إلى الأرض الشمس والقمر. وتتسع هذه الأشكال في دلالتها لتجسّد هيئة السفن المبحرة، في إشارة شاعرية تستحضر التراث البحري العريق، باعتباره من أعظم روافد الهوية المتجذّرة لدبي.

يتألف المبنى من برجين شاهقين، يبلغ ارتفاع برج المكاتب 350 متراً، فيما يصل برج الفندق إلى 305 أمتار، ويتألفان من 56 و54 طابقاً على التوالي. ويربط بينهما «ذا بوليفارد»، وهي منصة مُتدرّجة تنبض بالحياة وسط حدائق طبيعية غنّاء تأسر الأنظار بجمالها. وتحيط بالبرجين مبانٍ منخفضة مخصصة لمواقف السيارات، صُمّمت بتموجات مستوحاة من انسيابية كثبان الصحراء المهيبة في تناغم بصري يعكس روعة البيئة المحلية وعمق ارتباط التصميم بها.

وفي ورقة بحثية كتبتها لمجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، أشارت وونغ إلى رمزية المبنى، الذي يمتد هيكله العصري الأنيق إلى المستقبل، بينما يظل متأصلاً بعمق في جذوره الثقافية والبيئية. واليوم، وبعد مرور ربع قرن، لا يزال هذا المعلم المعماري يحتفظ برونقه كرمز لطموح دبي ونجاحها اللافت. أما شركة Multiplex، التي تولت تنفيذ المشروع، فقد وصفت هذا الصرح المعماري بأنه «شهادة حيّة على طموح اقتصادي جريء لمدينة نمت بوتيرة مذهلة وتزدهر بإيقاع لا يعرف السكون».

وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً، لم يكن جميرا أبراج الإمارات مجرد إنجاز معماري فريد، بل جزءاً نابضاً من الحراك الثقافي والاقتصادي الذي شكّل ملامح دبي الحديثة. واستمر الابتكار في رسم ملامح هذا الصرح المتميز، الذي شهد في عام 2016 إنجازاً تاريخياً بافتتاح «مكتب المستقبل» ضمن نطاقه كأول مكتب في العالم يتم تشييده باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ليدخل بذلك موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويكرّس مكانة جميرا أبراج الإمارات كرمز للتجديد والريادة.

وفي عام 2020، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «حي دبي للمستقبل» ليكون مركزاً نابضاً لريادة الأعمال والنمو الاقتصادي، يربط بين جميرا أبراج الإمارات ومركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمحور عالمي للابتكار والتقنيات المستقبلية. يتصل المبنى مباشرة بمتحف المستقبل المجاور، الذي افتُتح عام 2022، ويقف اليوم كتحفة معمارية تجسّد طموحات دبي ورؤيتها الاستباقية لمستقبل العالم. كما يتمتع ضيوف الفندق بإمكانية الوصول مباشرة إلى المتحف، مع أولوية الدخول لاكتشاف معارضه التفاعلية الغامرة، والتي غالباً ما تُحجز تذاكرها بالكامل قبل أسابيع من موعدها، نظراً للإقبال الكبير والاهتمام العالمي المتزايد على هذا الصرح الذي سبق عصره.

وما زال جميرا أبراج الإمارات يمضي بثبات نحو المستقبل، مدفوعاً برؤية تضع الاستدامة في صميم أولوياته، والتزامه المتواصل بالمسؤولية البيئية، من خلال سلسلة من المبادرات الذكية التي تهدف إلى تقليل بصمته الكربونية. وتشمل هذه الجهود اعتماد أنظمة إضاءة موفّرة للطاقة وتطبيق تقنيات متقدمة لترشيد استهلاك المياه إلى جانب برامج فعّالة لتقليل النفايات. ومن أبرز هذه المبادرات إدخال نظام داخلي لتعبئة الزجاجات أسهم في الاستغناء عن نحو 670,000 زجاجة بلاستيكية كانت تُستهلك سنوياً في غرف الضيوف ومرافق الأطعمة والمشروبات، وهي خطوة تعكس التزاماً حقيقياً ببناء مستقبل أكثر نقاءً واستدامة.

وعلى مر السنين، شهد جميرا أبراج الإمارات تحوّلاً لافتاً في تصميمه المعماري، بلغ ذروته في عام 2023 مع افتتاح ردهة الفندق الجديدة، إثر عملية تجديد شاملة أشرف عليها استوديو التصميم العالمي La Bottega، ولاقت صدى واسعاً في الأوساط المعمارية والإعلامية. وتمحورت فلسفة التجديد حول تحقيق تناغم بديع بين الرقي الكلاسيكي والاستخدام العملي المعاصر وروح الابتكار مع الحفاظ على جوهر الردهة كمساحة أنيقة متعددة الأبعاد، تجمع بين أجواء العمل والانغماس في لحظات من الهدوء والاسترخاء.

تعد الذكرى الخامسة والعشرين لافتتاح جميرا أبراج الإمارات فرصة مهمة للاحتفاء بأثره في قلب مركز دبي المالي ودوره في الارتقاء بمشهد الضيافة في المدينة، مع التطلع قدماً إلى سنوات مقبلة من التطوّر والنمو تحت راية علامة جميرا، مع الحفاظ على إرثه العريق.

ومنذ انطلاق مسابقة التصميم التي شكلت لحظة مفصلية في مسيرة هذا الصرح، تجاوز جميرا أبراج الإمارات كل التوقعات، وارتقى إلى مستوى الرؤية الطموحة التي ألهمت نشأته الأولى. وبينما واصلت دبي نموها المتسارع وتحولها إلى إحدى أبرز مدن العالم، ظل البرجان شامخين في قلب المشهد، يحافظان على فرادتهما كرمزين خالدين لطموح المدينة المتطلّع وخيالها الذي لا تحدّه سماء.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : جميرا أبراج الإمارات.. 25 عاماً لقصة تُوثق أحد أبرز معالم دبي - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 04:46 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق