نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب الروسية مستعرة وفقاً لخطة بوتين... هجوم سومي الدموي ليس "خطأ" بل استراتيجية - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 11:40 صباحاً
لم يكن أحد الشعانين كما تمناه أوكرانيو سومي، التي تعرضت لضربة روسية بصاروخين أدت الى مقتل 34 شخصاً وإصابة العشرات، بل تحول إلى يوم حزين أثار مشاعر عميقة في البلاد التي تتعرض للغزو لأكثر من 3 سنوات، فيما لا يزال احتمال وقف النار بعيد المنال. وكانت هذه الضربة من أعنف الضربات التي تشنها روسيا منذ أشهر.
الأحد، سقط صاروخان بالستيان روسيان على المدينة، وأصابا شارعاً مكتظاً بالمدنيين الذين كان بعضهم يحتفل بأحد الشعانين، وفقاً للسلطات المحلية. وتُظهر مقاطع الفيديو التي التقطت في مكان الحادث مذبحة، إذ اشتعلت النار في المركبات، وتضررت واجهات المباني، وسقط العديد من الجثث على الأرض وسط مزيج من الغبار والدماء.
أعلنت روسيا أنها استهدفت في الضربة اجتماعاً لقادة الجيش الأوكراني بصاروخين باليستيين، واتهمت أوكرانيا باستخدام المدنيين "دروعاً بشرية".
من سومي يوم الأحد
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة قتلت 60 جندياً أوكرانياً، فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربة بأنها "مروّعة"، مضيفاً: "قيل لي إنهم ارتكبوا خطأ"، من دون أن يحدد إلى من كان يشير؟
واللافت في ما حدث هو تعرض هذه المدينة لضغط متزايد مذ صدت موسكو قسماً كبيراً من القوات الأوكرانية التي احتلت منطقة كورسك القريبة، بعد أن بقيت حتى الآن بمنأى عن المعارك الكثيفة الجارية إلى الجنوب في منطقة دونيتسك.
لكن كييف تحذر منذ أسابيع من أن موسكو قد تشن هجوماً عليها.

من سومي يوم القصف الروسي
ففي الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا السيطرة على بلدة في منطقة سومي، في تقدم نادر لها في هذا الجزء من شمال شرق أوكرانيا الذي أٌجبرت فيه قواتها على الانسحاب منه في ربيع 2022.
وأعلن قائد الجيش الأوكراني، أولكساندر سيرسكي، أن الروس باشروا شن هجمات في منطقتي سومي وخاركيف شمال شرق البلاد، لإقامة "مناطق عازلة" ومنع مزيد من التوغلات الأوكرانية.
والسؤال الذي يُطرح في هذا الصدد: ما أهمية سومي؟ ولماذا تتعرض للاستهداف؟
ما أهمية سومي؟
تقع سومي شمال شرق أوكرانيا، وتُعد مركزاً صناعياً وثقافياً وتعليمياً مهماً. وتتميز بالصناعات الميكانيكية والكيميائية وبالتعدين.
ولا شك في أنها تُعد مدينة استراتيجية لروسيا ولأوكرانيا، وتسعى القوات الروسية إلى السيطرة عليها بهدف إحكام السيطرة على مدينة خاركيف، والضغط على العاصمة كييف، فضلاً عن قرب المدينة من مدينة كورسك الروسية.
فهي تبعد عن كييف نحو 330 كم فقط، وتقع على مسافة حوالى 50 كيلومتراً من الحدود الروسية.
وفي حال فرض الجيش الروسي سيطرته على المدينة، فإن القوات الأوكرانية ستصبح معزولة عن منطقة دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك، ما يزيد الضغوط على العاصمة كييف، حيث ستصبح محاصرة من ثلاث جهات (الشرق والشمال والجنوب).
وتدرك القوات الأوكرانية أهمية هذه المدينة، لأن سقوطها بيد الروس سيبعدها عن الشرق بشكل كبير وخصوصاً عن منطقة دونباس.
قريبة من كورسك
ورغم أنها ليست في حجم مدن مثل خاركيف وبولوتفا في جنوبها ومثل تشينيهيف في شمالها، تحولت سومي إلى أولوية للجيش الروسي لأسباب عدة، أهمها قربها من حدود مدينة كورسك الروسية.
بالفعل، كانت سومي نقطة انطلاق للتوغل الأوكراني نحو كورسك، ومنذ بدء التوغل باشرت روسيا ضربها لتقطع خطوط الامداد. ولا تزال هذه المدينة نقطة انطلاق وتمركز للجيش الاوكراني الذي يضرب الاراضي الروسية، وهي على حدود بلدة بيلغورود الروسية أيضاً التي يحاول الجيش الاوكراني التوغل فيها.
فالسيطرة عليها بالنسبة الى الروس يخفف من وتيرة الهجمات الاوكرانية على المقاطعات الروسية الحدودية ويقلل من فرص كييف لمحاولة شن توغلات أخرى، وبالتالي حماية خاصرة روسيا من الغرب بأكمله.
بوتين يكسب الوقت
سياسياً، كانت غارة نهاية الأسبوع، بالنسبة الى حلفاء أوكرانيا، تذكيراً بشعاً بنية موسكو الحقيقية في غزوها، وهي ترويع الأوكرانيين لإخضاعهم، بحسب تحليل شبكة "سن ان ان".
أما صحيفة "بوليتيكو" الالكترونية الأميركية فأكدت أن ضربة سومي ليست "خطأ" من جانب الروس كما أعلن ترامب، ولكنها "استراتيجية" عسكرية، الهدف من الهجوم ترويع السكان المدنيين وتحريضهم ضد الجيش الأوكراني والحكومة الأوكرانية، وإجبارهم على اللجوء إلى السلام مع موسكو.
كذلك سلط الهجوم أيضاً الضوء على مدى ضآلة الثمار التي أنتجها سعي البيت الأبيض الدؤوب للديبلوماسية. رغم الاجتماعات واللقاءات بين الاطراف المعنية، والقصف المستمر، يقول منتقدو موسكو إن هذه الواجهة المتباينة والمربكة هي تكتيك روسي اعتيادي لكسب الوقت، بينما تبدو منخرطة في الوقت نفسه في مفاوضات السلام.
وفي تحليل لشبكة "سي ان ان"، يسعى بوتين إلى كسب الوقت لأنه "يعتقد أن ترامب قد ثبت أن من السهل تشتيت انتباهه وأنه مهتم بتحقيق فوز سهل، وليس التوصل إلى تسوية معقدة".
ومن الواضح أيضاً أن بوتين يعتقد بوضوح أنه يستطيع هذا الصيف أن يحقق انتصاراً ملموساً على الخطوط الأمامية من شأنه أن يغير الديناميكية في المحادثات.
وقالت "سي ان ان" إن الهجوم على سومي يهدف إلى شراء مساحة لروسيا على الحدود، ولكن أيضاً لجر القوات الأوكرانية إلى الداخل. تحرز روسيا تقدماً بطيئاً ولكن مزعجاً في جنوب زابوريجيا، وهي المنطقة التي كان من المفترض أن يكون هجومها المضاد قد اخترقها منذ قرابة عامين.
وتتزايد المخاوف من أن روسيا تحشد التعزيزات، وتنتظر جفاف الأرض في أيار/مايو لتصعيد هجوم الربيع الذي يقول المسؤولون الأوكرانيون إنه بدأ جزئياً بالفعل. وقد لمّحت كييف إلى نقص في ذخيرة المدفعية في الأسابيع المقبلة، وربما لم تفلح التعهدات الأخيرة من حلفائها في تفادي هذه الأزمة الوشيكة. ما يشير إلى أن هذا الصيف سيكون صعباً للغاية بالنسبة اليها.
لقد استثمرت موسكو كل شيء في حرب لا يمكنها ببساطة إلا أن تخرج منها منتصرة. وهي لا ترى مكسباً في إبرام صفقة على خطوط الجبهة المجمدة الآن. فالزخم، مع عودة ترامب ومعاناة أوكرانيا لتلبية احتياجاتها من القوى البشرية والموارد، يزداد يوماً بعد يوم لمصلحتها. فالروس يماطلون لكسب الوقت لاعتقادهم أنه في مصلحتهم.
0 تعليق