نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توتر متصاعد في جنوب السودان يعيد شبح الحرب الأهلية وويلاتها.. ماذا يحدث؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 11:15 صباحاً
تمر دولة جنوب السودان بمرحلة حرجة في ظل تصاعد التوتر والانقسام السياسي بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار في مشهد يعيد إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية التي أنهكت البلاد بين عامي 2013 و2018.
وأحدث فصول الأزمة تمثل في فرض الإقامة الجبرية على مشار أواخر مارس الماضي وهو ما اعتبرته حركته المسلحة "انهيارا فعليا لاتفاق السلام" وأثار مخاوف من انزلاق البلاد مجددا نحو العنف.
وعبر رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم عن قلقه من التوتر المتصاعد في جنوب السودان محذرا من أن البلاد "تتأرجح على شفا حرب أهلية شاملة" في ظل هشاشة المؤسسات وتعثر تنفيذ اتفاق السلام الموقع في عام 2018.
وشهدت مناطق مثل الناصر وأعالي النيل في شمال البلاد مواجهات دموية بين القوات الحكومية وميليشيات "الجيش الأبيض" الموالية لمشار استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وغارات جوية وصفت ب"العشوائية" ما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين وتشريد الآلاف.
وعلى الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على توقيع الاتفاق فإنه لم يتم تفعيل المحكمة الخاصة بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب كما تعثرت الترتيبات الأمنية بما في ذلك دمج القوات.
أما الانتخابات التي كان يفترض تنظيمها في 2022 فقد تأجلت مرارا من دون إطار زمني واضح ما زاد من حالة عدم الثقة بين الشركاء.
ويرى محللون أن الإجراءات الأخيرة ضد مشار تشير إلى محاولة لإقصائه سياسيا وحرمانه من الترشح لأي استحقاق انتخابي.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي أتيم سايمون في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الوضع الحالي يذكر بأحداث 2016 حين اندلعت اشتباكات عنيفة في جوبا بعد خلاف مماثل وانتهت بخروج مشار من البلاد.
أما الصحفي المختص بشؤون جنوب السودان المثنى عبد القادر فقد حذر في حديثه ل(كونا) من أن تجدد القتال قد يقود إلى "حرب بالوكالة" في ظل استعداد جماعات مسلحة متفرقة للانخراط فيها وزيادة التوتر الإقليمي المرتبط بالنزاع المستمر في السودان المجاور.
وقال عبد القادر إن الصراع بين كير ومشار على السلطة والموارد القائم على خلفية عرقية وسياسية يهدد باندلاع موجة جديدة من العنف لا سيما مع ورود تقارير عن تجنيد أطفال وتعبئة قوات في المناطق الريفية.
ووسط هذا التصعيد أعلنت أوغندا رسميا نشر وحدات من قواتها الخاصة في جوبا لحماية الرئيس كير فيما أكد قائد قوات الدفاع الأوغندية موهوزي كينيروغابا - نجل الرئيس موسفيني - أن بلاده تعترف بكير رئيسا شرعيا محذرا من أن أي تهديد ضده سيعد بمنزلة "إعلان حرب".
وأوضح سايمون أن حكومة كير استعانت بالقوات الأوغندية لا سيما في مجال الطيران الحربي استنادا إلى اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين لمواجهة ميليشيا "الجيش الأبيض" التي دخلت في مواجهات متصاعدة مع القوات الحكومية في ولايات عدة.
ويخشى أن تمتد هذه الاشتباكات إلى العاصمة جوبا ما يضع البلاد على حافة الانفجار.
وقال سايمون إن هذه التطورات تأتي في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد في ظل جهود لتأمين انتقال سياسي سلس ووسط مؤشرات متزايدة على أن بنيامين بول ميل قد يكون الخليفة المرتقب لسلفا كير وهو سيناريو يرفضه رياك مشار بشدة.
وكان كير عين في فبراير 2025 رجل الأعمال والمستشار المالي المقرب وصهره بنيامين ميل نائبا للرئيس في خطوة أثارت الكثير من الجدل واعتبرت على نطاق واسع محاولة واضحة لترتيب خلافته.
ويعد ميل شخصية مثيرة للجدل إذ يخضع لعقوبات أمريكية منذ 2017 على خلفية اتهامات تتعلق بغسل الأموال.
ولاحتواء هذه الأزمة تتجه الأنظار إلى الجهود الإقليمية مثل وساطات الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) ودور دول الجوار مثل أوغندا وإثيوبيا لكن مراقبين يحذرون من أن أي تسوية ستظل هشة ما لم تفعل مؤسسات الدولة وينفذ اتفاق السلام بجدية في ظل غياب الثقة بين الأطراف.
وزار وفد من الاتحاد الأفريقي العاصمة جوبا أخيرا وأعرب عن رغبته في لقاء رياك مشار إلى جانب كير إلا أن اللقاء لم يتم ولم يصدر أي بيان رسمي حول نتائج الزيارة.
من جانبها أصدرت سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى بيانات تدعو إلى التهدئة رغم أن تأثير هذه الدعوات لا يزال غير واضح.
كما حثت الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيتي ويبر قادة جنوب السودان على تجاوز خلافاتهم وإعطاء الأولوية للحوار والمصالحة مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يعمل على معالجة الأزمة المتفاقمة في السودان المجاور التي تؤثر مباشرة على الأوضاع في جنوب السودان.
ونالت جنوب السودان استقلالها عن السودان عام 2011 بعد عقود من الصراع لكنها سرعان ما انزلقت إلى حرب أهلية عام 2013 إثر خلاف سياسي بين كير ومشار خلف نحو 400 ألف قتيل وأكثر من 5ر2 مليون نازح وفق تقديرات دولية.
وفي عام 2018 وقع اتفاق سلام أعاد مشار إلى منصب النائب الأول ضمن حكومة وحدة وطنية يفترض أن تقود البلاد نحو انتخابات ديمقراطية لم تجر حتى الآن وسط تأجيلات متكررة وخلافات عميقة.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : توتر متصاعد في جنوب السودان يعيد شبح الحرب الأهلية وويلاتها.. ماذا يحدث؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 11:15 صباحاً
0 تعليق