"جيبيرلينك".. لغة سرّية بين الآلات خارج فهم البشر - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"جيبيرلينك".. لغة سرّية بين الآلات خارج فهم البشر - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 07:38 صباحاً

في مشهد تكنولوجي يتغير كل يوم، برز مشروع جديد أثار الكثير من الدهشة والجدل في الأوساط التقنية، مشروع "جيبيرلينك" (Gibberlink) الذي قدّم تصوراً لواحدة من أكثر الأفكار إثارة للجدل في عالم الذكاء الاصطناعي: أن تتحدث الآلات مع بعضها بلغة لا يفهمها البشر.

هذه الفكرة لم تعد جزءاً من أفلام الخيال العلمي، بل أصبحت واقعاً تقنياً طُبّق بالفعل، وبدأ يثير مخاوف متزايدة حول مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.

 

ما هي لغة "جيبيرلينك"؟ تكنولوجيا مبتكرة خارج الترجمة البشرية
مشروع "جيبيرلينك" هو ابتكار تقني ظهر خلال هاكاثون عالمي نظمته شركة "إليفن لابس" (ElevenLabs) في مطلع 2025. ويقف خلفه المهندسان بوريس ستاركوف وأنتون بيدكويكو من شركة "ميتا"، إذ صمّما نظاماً يتيح لوكلاء الذكاء الاصطناعي اكتشاف أنهم يتواصلون مع أنظمة أخرى من الذكاء الاصطناعي، ليبدأوا مباشرة باستخدام لغة خاصة أكثر كفاءة في تبادل البيانات.

تعتمد هذه اللغة على بروتوكول مفتوح المصدر يدعى "جي جي ويف" (GGWave)، يسمح بنقل البيانات عبر إشارات صوتية سريعة يصعب تفسيرها من دون برامج متخصصة.

ولعل أبرز مزايا هذا البروتوكول أنه يسرّع عملية الاتصال بين الأنظمة الذكية بنحو 80% مقارنة بالمحادثات الصوتية التقليدية، مع تقليل استهلاك الموارد الحاسوبية، بحيث يكتفي بالمعالج المركزي العادي نمن دون الحاجة إلى معالجات رسوميات متقدمة.

أين يمكن أن نرى هذه التقنية عملياً؟
التطبيقات العملية للغة "جيبيرلينك" قد تحدث تغييراً كبيراً في مجالات مثل:
• مراكز الاتصال المدعّمة بالذكاء الاصطناعي.
• السيارات الذاتية القيادة لتبادل معلومات مرورية فورية.
• المصانع الذكية وروبوتات الإنتاج المتزامنة.
إذ تتيح هذه التقنية لوكلاء الذكاء الاصطناعي العمل بتناغم وسرعة من دون الحاجة إلى تفسير البيانات وفق قواعد اللغة البشرية المعقدة.

 

صورة تعبيرية

هل يمكن أن تتحول "جيبيرلينك" إلى لغة سرّية خارجة عن السيطرة؟
رغم الإشادة بهذه التقنية باعتبارها إنجازاً هندسياً بارزاً، إلا أن الخبراء يحذّرون من أبعادها المستقبلية، خصوصاً في ما يتعلق بالرقابة البشرية.
تكمن خطورة "جيبيرلينك" في أنها تفتح المجال أمام تواصل الأنظمة الذكية بعيداً من إشراف الإنسان، ما يعيد إلى الأذهان تجربة شركة "فيسبوك" عام 2017، حين اضطرت إلى إيقاف تجربة ذكاء اصطناعي طوّرت فيها الأنظمة لغة اختزالية لم يتمكن البشر من فهمها.

تخيّل أن تتواصل الأنظمة الذكية بلغة مشفرة لا يستطيع أحد فك رموزها سوى تلك الأنظمة نفسها، ما يثير تساؤلات خطيرة حيال الأمن السيبراني، وإمكان استغلال هذه التقنية في الهجمات الإلكترونية أو إخفاء عمليات رقمية معقدة.

بين التفاؤل والتحذير: جدل واسع ومستقبل غامض
يرى مؤيدو "جيبيرلينك" أن تطوير لغة خاصة بين الأنظمة الذكية يمثل تطوراً منطقياً لتحسين كفاءة العمل، خصوصاً مع تزايد عدد الوكلاء الذكيين الذين يتولّون مهمات معقدة نيابة عن الإنسان.
في المقابل، يحذّر معارضو هذه الفكرة من أن السماح للآلات بابتكار لغتها الخاصة قد يكون خطوة أولى نحو ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية وربما أكثر صعوبة في التحكم.
أما الفريق المحايد من الباحثين فيدعو إلى اعتماد ضوابط صارمة تضمن الشفافية والرقابة البشرية، إلى جانب ضرورة إجراء أبحاث معمقة توازن بين التقدّم التقني ومتطلبات الأمان والمسؤولية الأخلاقية.

مشروع "جيبيرلينك" يكشف عن ملامح مستقبل يبدو أكثر اقتراباً من أفلام الخيال العلمي، حيث تتحادث الأنظمة الذكية في ما بينها بلغات لا نفهمها نحن البشر.
وبينما يعدّ هذا التطور قفزة تكنولوجية تستحق الدراسة والإعجاب، فإنه في الوقت ذاته يفتح الباب أمام نقاش عالمي مستمر حول حدود الذكاء الاصطناعي، ومدى قدرتنا على الإبقاء على زمام الأمور في أيدي البشر.

تبقى الرقابة الفعّالة والإطار التشريعي الواضح هما الضمان الوحيد لأن تبقى هذه الأنظمة في خدمة الإنسان، لا العكس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق